The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

January 13, 2010

Assafir - Expressive Dance In The Service Of Children With Difficult Life Circumstances

تربية و طلاب
تاريخ العدد 13/01/2010 العدد 11491



مشروع الرقص للأطفال ذوي الظروف الصعبة:
الباليه كعلاج.. والمرحلة الثانية تنتظر التمويل
جهينة خالدية
الاستديو الزجاجي، الذي يدخله الضوء من كل واجهاته الواسعة، مربك. مساحة مفتوحة على عالم جديد، لا يعرفونه، ولم تفسح لهم أولويات الحياة أن يلمسوه قبل اليوم. مساحة فتحت لهم، ليحكوا بأجسادهم عن كثير من معاناتهم، أفكارهم، يومياتهم المختلفة عن أطفال عاديين.
هم خمسة وأربعون طفلاً وطفلة، يعانون صعوبات حياتية وتعليمية واجتماعية، تأتي بهم ثلاث جمعيات ليكونوا نجوم مشروع مديرة «استديو بيروت للرقص» الفنانة ندى كنعو، التي قررت، بدعم اللجنة الوطنية للأونيسكو وتمويل منظمة الأونيسكو، العمل معهم على نوع من الرقص العلاجي، ليختبروا وقع الموسيقى على أجسادهم، وبالتالي حالتهم النفسية، فيستعيدون ثقتهم بالنفس.
في المرة الأولى دخلوا بخطوات حذرة.. ولاحقاً رافقتهم كنعو بشكل شبه يومي، لتفسح لهم العبور إلى عالم «الباليه كلاسيك» ليخلقوا إيماناً بأنفسهم.
أيام قليلة وتنتهي المرحلة الأولى من المشروع الذي أرادت كنعو عبره أن تدخل العلاج بالرقص إلى فئة تحتاجه أكثر من غيرها ربما، «فهؤلاء أثبتوا أن لديهم الكثير ليقولوه، ولم تتوافر لهم الإمكانات المادية أو الفرص ليحكوا عن هذا الشغف. الأهم أنهم أثبتوا عبر الرقص أنهم يمكنهم الخلاص من الانغلاق على الذات، أو التقصير المدرسي أو المشكلات الفردية»، كما تقول ندى كنعو لـ«السفير»، إثر المؤتمر الصحافي الذي عقدته اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو المنفذة للمشروع بتمويل من منظمة الأونيسكو.
في المؤتمر الذي عقد برعاية وزير الثقافة سليم وردة، تحت عنوان «الرقص التعبيري في خدمة الأطفال ذوي الظروف الحياتية الصعبة»، لفتت الأمينة العامة للجنة سلوى السنيورة بعاصيري إلى أن «التجربة نجحت بمخرجاتها، فهي جهد تربوي ثقافي فني اجتماعي نفسي في آن، وتؤكد أن التصحيح المبتغى لا يمكن أن يكون أحادي الجانب، بل يجب أن يكون متعدد المجالات ليخاطب الإنسان في كليته».
أما المرحلة الثانية من المشروع، التي من المفترض أن تزيد ساعات التدريب للأطفال، وتكرس هذا العلاج دائما، فلا تجد حتى اللحظة تمويلها. وهنا تذكر بعاصيري إن «التجربة أثبتت نجاحها والمطلوب ضمان استمراريتها بل تعميقها وتوسيعها، لتكون من ضمن الجهود العامة للتحولات الاجتماعية التصحيحية التي بات المجتمع اللبناني بحاجة ماسة اليها في أكثر من مجال وعلى أكثر من صعيد». وقال لـ«السفير» إن اللجــنة تقــدم مقترحاتها ومشاريعها للأونيسكو في شباط المقبل، «وسيكون هذا المشروع ضمن لائحتها، على أمل أن يحظى بالموافقة والتمويل».
نتائج هذه التجربة التي جاءت مفاجئة لمديرة «استديو بيروت للرقص»، جعلتها تبدي إصراراً أكبر لمتابعة المرحلة الثانية منه، إذ «منذ الأيام الأولى لمست لدى هؤلاء الأطفال الذين اختيروا من جمعيات ثلاث، عزماً لافتاً ورغبة شديدة في تعلم الرقص، وبتنا نسمع تعليقات إيجابية وردود أفعال، من الأهل والمدارس، عن تحسن أداء الأطفال في المنزل والدراسة، ولمسنا اكتسابهم الثقة بأنفسهم وتغييراً في تفاعلهم مع محيطهم».
تحكي كنعو لـ«السفير»، عن تجربة أولى خاضتها في العام 2005 مع فتاة في العاشرة من عمرها، كانت تعاني صعوبات حياتية معينة، ونجحت بعد تدريبها من التحول إلى راقصة مميزة وموهوبة، ولاحقاً طبقت «العلاج - التجربة» نفسها مع مجموعة أكبر، أما هذا المشروع فعملنا من خلاله مع عدد كبير، صدمنا بصموده حتى الأسابيع الأخيرة من المشروع.. وكأنهم كانوا يبحثون عن الرقص كمخرج للتعبير عن أنفسهم.
وقد اختير الأطفال المشاركون في هذا المشروع من ثلاث جمعيات هي: مدرسة راهبات المحبة، «جمعية أيادينا»، ومركز الخدمات الإنمائية – برج حمود التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية. وبحسب ممثلة المركز الأخير، برناديت نجار، شكل النشاط متنفساً للأطفال، وكان ذا تأثير كبير على نشاطهم الذهني والفكري، وبدورهم أبدوا إقبالاً على التدريب واندفاعاً غير محدود، إضافة إلى التقدم في دراستهم. وهذا أيضاً ما أكدته ممثلة «أيادينا»، أمل شريف، التي اعتبرت أن «النشاط ترك تأثيراً كبيراً على صحة أطفالنا النفسية، وعلى سلوكهم عامة»، وهو ما تحب الأخت ريتا الخوري، من مدرسة راهبات المحبة، أن تصفه بـ«الفرصة الذهبية للأطفال، الذين يبدون خلال التدريب الكثير من الفرح والإقبال والمثابرة، ويعودون الى المدرسة بمشاعر إيجابية تترجم في يومياتهم عموماً، وفي تحصيلهم الدراسي خصوصاً».

No comments:

Post a Comment

Archives