The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

January 6, 2010

Almustaqbal - AL Naqab Detention Place - January 06,2010

معتقل النقب الصحراوي
معمل تجارب للانتقام من الأسرى
المستقبل - الخميس 7 كانون الثاني 2010 - العدد S1892 - شؤون عربية و دولية - صفحة 9


غزة ـ ميسرة شعبان
أكد الأسير السابق، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، أن معتقل النقب الصحراوي أنشئ على الطريقة النازية من حيث اختيار المكان الجغرافي والشكل والمضمون وآلية التعامل مع المعتقلين وأن أهداف أقامته في تلك المنطقة هي عديدة ومنها استخدام المعتقلين لتجارب بيئية ولمدى تأثير "مفاعل ديمونا " ومخلفاته السامة على البيئة وعلى حياة البشر هناك. وقال "ربما يكون أقسى وأسوأ من المعتقلات النازية إذا ما أضفنا لذلك كل ما ابتكرته الأجهزة الأمنية وبدعم من الجهات السياسية والقانونية الإسرائيلية من أساليب للتضييق أكثر على المعتقلين هناك".
جاءت تصريحات فروانة هذه في أعقاب تقرير نشرته وزارة البيئة الإسرائيلية والتي حذرت فيه من وجود نفايات سامة وخطرة في منطقة النقب قد تسبب الإصابة بأمراض خبيثة ومنها السرطان.
وبيَن فروانة بأن "اختيار المكان المقام فيه معتقل النقب لم يكن عفوياً، كما يعتقد البعض، بل جاء بعد دراسة مستفيضة من قبل الجهات الأمنية والسياسية، فأنشئ داخل منطقة عسكرية مغلقة وخطيرة، تجرى بداخلها تدريبات عسكرية للجيش الإسرائيلي وبأسلحة حية، وفي منطقة ملاصقة للحدود المصرية جنوب فلسطين في صحراء النقب ومعرضة لخطر الحرب وهذا يخالف كافة القوانين الدولية. كما وأنه مقام بالقرب من مفاعل ديمونا وفي منطقة النقب التي تُستخدم لدفن النفايات النووية لمفاعل ديمونا ومادة الاسبست التي تؤدي الى الإصابة بأمراض مسرطنة".
وطالب فروانة "كافة الجهات الفلسطينية المختصة ومنظمات حقوق الإنسان بالتحرك الفوري باتجاه توثيق كل ما حدث وبرز وتعرض له المعتقلين هناك منذ افتتاح المعتقل في آذار (مارس) 1988، وتأثيرات البيئة المسمومة هناك وما تشكله من خطر على حياتهم، على طريق إغلاقه ومتابعه باقي الملفات الخاصة بالسجون والمعتقلات وفق خطة وطنية شاملة وممنهجة".
وأعرب فروانة عن اعتقاده بأن "اختيار مكان معتقل النقب في تلك المنطقة كان يهدف إلى :
الأول: الإنتقام من المعتقلين وعزلهم في أبعد المناطق الجغرافية وأقساها على الإطلاق من حيث الأجواء المناخية صيفاً وشتاءً وما قد يسببه ذلك من أمراض عديدة للمعتقلين.
الثاني: الإنتقام من ذوي المعتقلين وإجبارهم على السفر لساعات طويلة في ظروف قاسية أثناء الزيارات (لمن يُسمح لهم بذلك)، ولربما يصابون ببعض الأمراض المنتشرة هناك جراء استنشاقهم الهواء في تلك البيئة الملوثة.
الثالث: يندرج في إطار ما بات يُعرف باستخدام الأسرى والمعتقلين كتجارب لأدوية مختلفة، بل واستخدامهم كتجارب بيئية ولمدى تأثير مخلفات مفاعل ديمونا والبيئة الملوثة هناك على أجساد البشر وحياتهم وما يمكن أن يُصيبهم من أمراض، وتوريثهم بتلك الأمراض لما بعد خروجهم وهذا ما يفسر انتشار أمراض غريبة وخبيثة وحالات تسمم عديدة فيما بين أوساط الأسرى، وهذا لربما ما يُفسر ظهور بعض الأمراض الخطيرة والخبيثة على المعتقلين بعد تحررهم، ممن عاشوا في ذلك المعتقل معتقل النقب.
الرابع: دراسة التجربة وما قد يصاب به المعتقلين هناك أثناء اعتقالهم وحتى متابعة حالاتهم بعد التحرر والتغيرات الصحية عليهم وما قد يصابون به من أمراض وظواهر صحية عرضية، واستخلاص العبر والدروس منها، في التعامل مع الجنود هناك لاسيما وأننا نتحدث عن منطقة عسكرية مهمة واستراتيجية للاحتلال، وإيجاد لقاحات مضادة تُعطى للجنود لتجنبهم من تلك الأمراض".
وأشار فروانة بأن تركيبة معتقل النقب والمعاملة في داخله "هي ذاتها التي كان يعامل بها المعتقلون في معتقلات النازية، فمجرد أن يصل الأسير بوابة يُمحى اسمه ويتسلم رقماً يتم التعامل به طوال فترة اعتقاله وحتى يوم تحريره، والمعتقل هو عبارة عن معسكر مقام على مساحة كبيرة ومقسم إلى عدة أقسام، وفي كل قسم عدة خيام يحيطها أسلاك شائكة وسياج مرتفع وبين كل قسم وآخر ممرات للجيش وأبراج مراقبة ويتجول الجنود بين الأقسام وهم مدججين بالسلاح، وأحياناً كثيرة يجرون تدريبات بالأسلحة النارية الحية بين الخيام، ويصوبون بنادقهم باتجاه المعتقلين. وكل خيمة تتسع لـ 26 مشطاح، أي باللغة العربية برشا،ً وهو اسم السرير الذي ينام عليه الأسير وهو عبارة عن برش من الخشب طوله 180سم وعرضه 80 سم ومكون من 5 ألواح وعرض الواحدة 12 سم وبالتالي يوجد فراغ بين كل لوحة وأخرى ومعها فرشة إسفنج بسمك 5 سم الأمر الذي يؤدى إلى العديد من الأمراض وخاصة أمراض الظهر".
ولفت الى أن "المعتقل يفتقر لأدنى مقومات الحياة البشرية وتنتشر بين أوساط المعتقلين الأمراض المختلفة والزواحف والحشرات والأفاعي..الخ".
وأشار فروانة بأن سبق وأعد تقريراً عن معتقل النقب في أغسطس 2003 ومنشور على موقعه "فلسطين خلف القضبان"، وكشف فيه أن معتقل النقب افتتح من 17 آذار عام 1988 وأغلق منتصف عام 1996، بعد تراجع الإعتقالات، وقدر عدد نزلائه في الفترة ما بين 8198 و1996، إلى قرابة مائة ألف معتقل، فيما أعيد افتتاحه خلال انتفاضة الأقصى في الأول من نيسان (أبريل) 2002، ومنذ ذلك التاريخ ولغاية اليوم دخله الآلاف من المعتقلين، واستشهد بداخله 9 معتقلين غالبيتهم نتيجة الإهمال الطبي، فيما يوجد به الآن نحو 2400 معتقل.

No comments:

Post a Comment

Archives