البلد
الاربعاء 13 كانون الثاني 2010 العدد – 2110
أخبار البلد
سجن زحلة يستدعي تأهّب القضاﺀ والاعلام
زحلة | لوسي بارسخيان
"يــا رايــح كثر القبايح" تــخــتــصــر هــــذه الــمــقــولــة المعكوسة الحال التي وصل اليها سجن الرجال الموقت في زحلة القائم في الطابق السفلي لمقر مجلس بلدية المدينة.
قلب ثلاثة من معتقليه معادلات أمــنــه، فــحــرمــوا عناصر قــوى الامــن المسؤولة عن انضباطه نعمة الراحة، ولا سيما منذ ليلة رأس السنة، عندما نقل الموقوف محمد كسر من مركز اعتقاله في سجن رومــيــه، كإجراﺀ تــأديــبــي بحقه بسبب مشاغباته الدائمة، الى سجن زحلة، من دون ان يحسب اي حساب لعواقب ضمه الى زميلين آخرين هما محسن الحسيني وعبدالله اليمني اللذين اقلقا راحة السجن في 4 كانون الماضي وسودا واجهة حيطان البلدية بدخان حريق تسببا به في سجن، لا يختلف اثنان، ســـواﺀ مــن الــقــضــاة او مــن الضباط الامنيين على وصفه بالزريبة...
فيما استكان عبدالله اليمني بعد محاولة الشغب لم يتعب محمد كسر الموقوف في سجن زحلة بناﺀ لعدة مذكرات صادرة بحقه بالسرقة والاحتيال والاعتداﺀ بالضرب، منذ 31 كانون الاول الماضي من تحركه الاحتجاجي الذي اعرب عنه تقاتلا مع زملائه احيانا وصولا الى ضرب رأسه بحائط السجن طلبا لنقله الى مكان آخــر.. وقــد ســرق الاضــواﺀ من زميله محسن الحسيني الذي نقل مرة اخرى الى مستشفى العبدالله في رياق بعد ان ابتلع آلات حادة، وبحسب المصادر السجينان لا يهددان فقط سلامة زملائهم الآخرين بسبب نزعتهما لخلق المشاكل وافتعال الحرائق داخــل السجن، بــل ايضا يشكلان خطرا على عناصر قوى الامن لا سيما بسبب افتقاد سجن الــرجــال الذي كثر الحديث عــن حالة الاكتظاظ اللانسانية التي يعاني منها لغرفة حبس افــرادي، بالاضافة الى كونه عبارة عن 5 غرف قائمة على طرف رواق لا يوجد له سوى مخرج واحد...
وهذه الحال استدعت زيارة امنية جديدة لسجن الرجال امس، قام بها قاضي التحقيق الاول احمد حمدان يرافقه قائد منطقة البقاع الاقليمية العميد غسان بركات وصفت بانها لاستطلاع حــال السجناﺀ فــي ظل الواقع المستجد، ولدى سؤال القاضي حمدان حول صحة تواجد الحسيني وكــســر فــي ســجــن كــزحــلــة اكتفى بــالاشــارة الــى "عــدم جــواز بقائهما بداخله".
هـــذا الــواقــع قــد يــعــالــج اذا ما صدقت الــوعــود المتكررة بتسليم مبنى السجن الجديد لوزارة الداخلية خلال شهر شباط المقبل، وبالانتظار، يبدو ان نزلاﺀ سجن الرجال في زحلة هم الذين سيحددون موعد الانتقال ويفرضون تسريع الاعمال بتجهيزه علما انــه لم يسبق للسجن القائم حاليا ان شهد مثل حجم الاهتمام والزيارات التي عرفها في آخر ايامه، سواﺀ من قبل السلطات القضائية والامنية او من قبل الصحافيين.

No comments:
Post a Comment