أطلقته "كفى" و"أوكسفام" ويستهدف الذكور كحلفاء للتغيير
دليل "النساء والرجال" لمناهضة العنف والمساواة
المستقبل - الجمعة 16 نيسان 2010 - العدد 3625 - شؤون لبنانية - صفحة 8
ل.س
"النساء والرجال.. يداً بيد ضد العنف" دليل تدريبي يهدف الى مساعدة المنظمات النسائية والعاملين فيها على إدماج الرجال والفتيان استراتيجياً في عملهم اليومي من ضمن جهودهم للتثقيف والتوعية حول موضوع العنف ضد النساء.
يشكل الدليل وسيلة لتمكين النساء ليقلن لا للعنف ولتأمين مساندة مباشرة لهن عند الحاجة، وكذلك الشباب ليكونوا أكثر مسؤولية تجاه تصرفاتهم نحو المرأة من أجل تشكيل مجتمع خالٍ من العنف بدءاً من عائلاتهم.
ويظهر الدليل بأن التغيير الايجابي سوف يحدث عند إدماج الرجال في البرامج والتدخلات كحلفاء وفئة مستهدفة لإحداث التغيير في المفاهيم والممارسات الخاطئة في إطار حملة القضاء على العنف ضد النساء، وهو موجه للعاملين داخل المؤسسات الأهلية وفي القطاع العام على مواضيع المساواة الجندرية.
إطلاق الدليل تم خلال لقاء عقدته منظمة "كفى عنف واستغلال" ووكالة المساعدات العالمية "أوكسفام" برعاية وحضور وزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ، وتم خلاله إطلاق دراسة شاملة حملت عنوان "نساء يواجهن العنف"، وأظهرت غياباً شبه كامل لعملية إشراك الرجال في النضال ضد العنف الموجه ضد المرأة والفتيات في مجتمعنا.
حضر اللقاء الذي أقيم في فندق كراون بلازا، وزيرة الدولة منى عفيش والنائب أمين وهبي وممثلون عن القوى الأمنية والأحزاب والجمعيات الأهلية والنسائية.
استهل اللقاء بترحيب من منسقة مشروع "يد بيد ضد العنف" في المنظمة غيدا عناني، وألقت مديرة المنظمة زويا روحانا كلمة اعتبرت فيها أن قضية العنف ضد المرأة هي قضية مشتركة مع كل من يحمل راية الدفاع عن حقوق الإنسان ومع كل مدافع عن نهج المشاركة في المجالين العام والخاص، لافتة الى أن الدليل والدراسة يشكلان محاولة لإضافة مكون جديد الى المقاربة للتصدي لإشكالية العنف ضد المرأة ونقلها من قضية فئوية الى قضية مجتمعية تعني كل فرد من أفراد المجتمع.
ورأت مديرة الشراكات الإقليمية في منظمة "اوكسفام" ماجدة السنوسي أن معالجة العنف ضد النساء في المنطقة تتطلب مقاربة بصورة مختلفة، ومن هنا كان التركيز على الإقرار بأن الرجال ليسوا فقط جزءاً من المشكلة بل هم اللاعبون الأساسيون في الحل.
وأوضحت ممثلة صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة (اليونيفيم) المكتب الإقليمي للدول العربية في الأردن رانيا الترزي، أن التصدي للعنف ضد المرأة أولوية، وأن الرجال يلعبون دوراً مهماً في رفع الصوت عالياً للتنديد بالممارسات العنفية ضد المرأة التي تعيق تحقيق العدالة الاجتماعية.
واعتبر الصايغ أن تجاهل ظاهرة العنف ضد النساء في الأسرة لم يعد ممكناً لأنه تم الانتقال بها الى مرحلة ايجاد العلاج الجدي بعد موافقة مجلس الوزراء على مشروع قانون "حماية النساء من العنف الأسري" والذي هو في طريق الإقرار.
وشدد على أن مرحلة ما بعد إقرار القانون تتطلب بذل جهود اضافية وطرح استراتيجيات جديدة، مشيرة الى ان الدليل هو مادة تدريبية أساسية للتركيز على أهمية العمل مع الرجال لقدرتهم على الإقناع والتأثير.
وقال "ان الارتقاء بالرجل من المفهوم الذكوري الى المفهوم التشاركي، يحمل الرجل على إشراك المرأة في اتخاذ القرارات المتعلقة بقضايا الأسرة، كما يساهم في الحد من التحرش الجنسي والعنف الأسري والاغتصاب، وتصبح صورته ايجابية فلا ينظر له على انه مجرد مرتكب عنف وتمييز بل يعتبر عامل تغيير فعّالا وشريكا".
وأكد أن تعزيز ثقافة المساواة بين الجنسين تقدم على مناهضة العنف الاسرية داعياً الى تعزيز واستمرار التعاون بين القطاعين الحكومي والأهلي لمناهضة آفة العنف.
وبعد ذلك، شرحت علا عطايا للمراحل التي مرّ بها إنشاء الدليل، ثم تم عرض شهادات لرجال حلفاء لقضية مناهضة العنف ضد المرأة، بعدها قدمت الباحثة عزة شرارة بيضون دراسة "نساء يواجهن العنف" التي أظهرت كتابا شبه كامل لعملية إشراك الرجال في النضال ضد العنف ضد المرأة وعرضت لأحوال النساء المعنفات وبعض النماذج، بالاضافة الى الكتابات البرامج التي تنفذها بعض المنظمات المناهضة للعنف ضد المرأة.
No comments:
Post a Comment