Pages

April 15, 2010

April 15, 2010 - Albalad - Bellemare

البلد
الخميس 15 نيسان 2010 العدد – 2198
أخبار البلد

بلمار الحاكم المطلق بأمر المحكمة

باريس | جورج ساسين
لمس عدد من المسؤولين الاوروبيين الذين زاروا بيروت أخيرا كم أن موضوع المحكمة الدولية في قضية إغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري ومدى تأثرها بالأحوال السياسية في لبنان والمنطقة حاضرة في ذهن عدد من المسؤولين.
فإذا كان بعضهم يتوجس من تسريبات "مجهولة المصدر" تغمز من قناته مقدمة للصق التهمة به إلا أن البعض الآخــر يرى في تباطؤ المدعي العام دانييل بلمار تخوفا من "صفقة" تُغلﱢب الاستقرار والسلام على العدالة. وهي مقاربة درج على طرحها من اشتغل في دوائر صنع القرار في الدول الغربية عملا بالبراغماتية والواقعية السياسية. وإذا كان من الصعب على البعض القبول بتوجيه أصابع الاتهام إليه كما جرى في الأسابيع القليلة الماضية مع "حزب الله" فمن غير اليسير أيضا أن يقبل آخرون بلفلفة الأمر وتجهيل الفاعل الحقيقي أو الجهات التي كانت وراﺀ عملية الاغتيال.
ويبدو أن بعض هــذه الأوســاط اضطر للرد على تساؤلات عدد من الأقطاب السياسيين ومستشاريهم في هذا الخصوص بالقول إن سيف ديموقليس سيبقى مصلتا فوق لبنان لاسيما منذ أن قررت فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا تشكيل لجنة تقصي الحقائق في مجلس الأمن، ولن تنفع كل المحاولات التي تهدف الى إيقاف سير قطار المحكمة. فهو يتقدم ولن يتوقف، ولن يحيد عن سكته، ولن يعود أدراجه. لكن ثمة سؤالين في هذا الصدد هما: ماذا ستكون سرعته، وما هي محطته الأخيرة في نهاية المطاف؟ وحده المدعي العام دانييل بلمار يمكنه الإجابة عنهما.
وأوضــحــت الأوســـاط أن ما من أحــد يعرف أين أصبحت التحقيقات باستثناﺀ المدعي العام، كما أن أحدا لا يمكنه أن يحدد تاريخ صدور مضبطة الاتهام إلا هــذا الأخــيــر. فهدفه هو التقدم في التحقيق وإظهار أنه يعمل بجدية وحرفية، ولهذا يجب تركه وشأنه لكي يعمل بعيدا عن الضجة الإعلامية حفاظا على سرية التحقيق.
ولفتت محدثيها اللبنانيين الى أن توجيه الاتهام رسميا لن يتم إلا إذا أيقن بلمار أنه سيتغلب في أدلته الدامغة في أثناﺀ المرافعة على هيئة الدفاع عن المتهمين، فهو لن يجازف في أي حال من الأحوال في تقديم مضبطة إتهامية ناقصة تفسح لوكلاﺀ الدفاع من الولوج عبر هذه الثغرة لتحطيم ما بناه وأسلافه.

No comments:

Post a Comment