Pages

January 11, 2011

Aliwaa - Lebanon is moving towards desertification - January 11,2011




http://www.aliwaa.com/images/pix.gif




تزامناً مع التأكيدات العالمية بإرتفاع درجات الحرارة في لبنان وتداعيات السنة الحالية التي كانت دافئة شتاء، وحارة صيفاً في لبنان، أطلق وزير الطاقة والموارد المائية والكهربائية جبران باسيل صرخة تحذير واصفاً وضع المياه في البلاد <بالكارثي>، محذراً من أن استمرار الوضع على ما هو عليه يهدد بنشوب <حرب أهلية> معتبرا أن المياه، وهي عنصر توتر بين الدول في كثير من الحالات إذا تحولت إلى سبب للتقاتل، تصبح عنصر فتنة داخلية، أما توفيرها فيضمن الاستقرار والازدهار·
وحذر خبراء لبنانيون، من أن تأخر موسم الأمطار بلبنان، يهدد بكوارث على صعيد شح المياه بالبلاد وبتلف الموسم الزراعي وضرب السياحة الشتوية· ولفت عميد كلية العلوم في الجامعة اللبنانية الأمريكية البروفسور فؤاد حشوة الى أن تأخر هطول الأمطار <بات يهدد بعض الينابيع التي أصبحت كميات المياه فيها شحيحة جدًا> محذراً من أن استمرار الوضع على ما هو عليه يمكن أن يحدث كوارث وأزمة كبيرة في بعض المناطق>·
مخزون بحيرة القرعون يتدنى في جولة على ضفاف اكبر حوض اصطناعي في لبنان> بحيرة القرعون> تبين انحسار مياهه الى مستوى محزن جدا وتكشف المشهد الجديد عن شطآن صخرية تمتد على مسافة كيلومترات عدة وشكلت المساحات الصخرية الوليدة سوارا اجدب يستحضر ملامح الصحارى· كما ان الانحسار المتمادي للمياه يوما بعد يوم اتاح لجزر صغيرة بالظهور التدريجي وسط الحوض يخشى من اتساع مساحاتها اذا ما طال خجل الشتاء·
مجرى الليطاني تحول منذ شهر ونيف الى مجرى جاف الا من غابات القصب وسواقي مياه الصرف الصحي المتأتية من البلدات المحيطة به ومن المتوقع ان يؤول نحو الاسوأ·
ويتكرر المشهد في قناة الري التي تتغذى بالمياه من الحوض في مرحلة اولى ومن ثم يجري توزيعها على الحقول الزراعية في سحمر ومشغرة والقرعون مرورا ببلدات لالا بعلول جب جنين كامد اللوز وغيرها اذ تحولت هذه القناة وعلى مسافة 25 كيلومترا بعرض خمسة امتار الى مجرى جاف الا من ترسبات نتنة وروائح كريهة·
والامر عينه ينسحب على معامل توليد الطاقة في مركبا وحول هذا الموضوع يقول احد مهندسي المصلحة ان تراجع كمية المياه المخزنة لم ينعكس على موضوع ري الاراضي الزراعية والجانب البيئي وحسب بل شمل معامل التوليد·
ولفت المهندس الى ان الكمية المتبقية تقارب 48 مليون متر مكعب من اصل 222 مليون متر مكعب السعة الاجمالية للحوض مع العلم ان الكمية الواجب توفرها يجب ان لا تقل عن 60 مليون متر مكعب·
تراجع خمسين ملليمتراً في معدل المتساقطات يترافق هلع المواطنين الذين باتوا ينامون ويصحون على أمل أن تمنّ عليهم <أشهر الشتاء التي تعوّدنا عليها منذ سنوات> ببعض الأمطار، مع تراوح درجات الحرارة حالياً ما بين 25 وثلاثين درجة مئوية، وإعلان مصالح المياه ومؤسساتها عن برامج تقنين في ضخ المياه· وبذلك تحوّل الطقس الحالي إلى حديث اللبنانيين القلقين أصلا من الأوضاع السياسية وانعكاسها على أمنهم ولقمة عيشهم، وإذا غضضنا النظر عن شهرين من القيظ الصيفي، حيث لم تتدن فيهما درجات الحرارة عن أربعين درجة مئوية في الداخل البقاعي، و37 درجة على الساحل، فلا يمكن تجاهل تدني مستويات الآبار الجوفية وجفاف بعضها من جهة، وانخفاض منسوب الأنهار في مناطق، وجفاف ينابيع في أخرى· ولاحظ الباحثون في المجلس الوطني للبحوث، وفق الباحث والدكتور في المجلس أمين شعبان، <وجود تقلبات في معدل تساقط الأمطار، مع تراجع ملحوظ في المعدل السنوي العام بما لا يزيد عن خمسين ملليمتراً عبر العقود الأربعة الماضية>·
ويبين رصد الغطاء الثلجي على مدار الخمسة وعشرين عاماً الماضية، تقلص البساط الأبيض خلال هذه الفترة من حوالى 2300 كيلومتر مربع إلى حوالى 1750 كيلومترا مربعا، مع تراجع في المدة الزمنية للذوبان، والتي كانت تستغرق 110 أيام، بينما تدنت في السنوات الأخيرة إلى 85 يوماً·
الأنهر إلى النصف وجفاف 60 % من الينابيع تتلخص الملاحظات التي وضعها باحثو المجلس الوطني للبحوث العلمية بـ>تراجع كبير في تدفق مياه الأنهر، يصل إلى حدود 50 % (النصف) من كميات بعضها الأصلية (مثل الليطاني ونهر الكلب)>·
كما لاحظ الباحثون تراجعاً كبيراً أيضاً في تدفق مياه الينابيع، وجفاف العديد منها، <حيث قدر أن الينابيع التي جفت في لبنان عبر 45 سنة الماضية تصل إلى أكثر من 60 %>·
ولعل أهم ما كشفته الصور الفضائية هو زيادة هبوط مستوى المياه في الخزانات الجوفية الرئيسة في لبنان، حيث إن معدل الهبوط العام يصل إلى 8.5 أمتار في خزان السنومانيان (Cenomanian) الذي يغطي حوالى 60 % من مجمل مساحة لبنان، ويمتد على مناطق عدة، ومنها منطقة جبال لبنان (جبيل واقليم الخروب والجنوب وجبل الشيخ وصنين)، والى حوالى ستة أمتار في الخزان الجوراسي (Jurassic)، الذي يغطي 25 إلى 30 % من المساحة الجوفية للبنان·
ويقول شعبان أن لبنان غني نسبيًا بالمياه في العالم العربي حيث توجد فيه حوالي أربعين مجرى مائياً، بالإضافة إلى وفرة المتساقطات، عادة، بالمقارنة مع دول مجاورة·لكن إذا ما تمّ ربط العناصر المناخية وأساليب تغيراتها مع العناصر المائية (الهيدرولوجية)، نجد أن المناخ يتأثر كثيرا بارتفاع درجات الحرارة مع تقــلبات في معــدلات الأمطار، وليس بالكم، ومن هنا يمكن رد <النــقص الــحاد في الميــاه في لبنان إلى النمو السكاني المتزايد، وأساليب الاستــخدام، أكثر منه في التغيرات المناخية الحاصلة>·
ويستشهد شعبان بمعطيات علمية رقمية ليقول <إن المياه المتوفرة طبيعياً في لبنان تسد حاجة ما يفوق العشرين مليون نسمة، إذا ما اتُّبعت طرق إدارة المياه بالشكل السليم>· ويدعم شعبان كلامه بالإشارة إلى أنه <إذا ما نظرنا إلى معدل الهاطل المطري عامة، مع احتساب معدلات التبخر المختلفة، نرى أن نصيب الفرد في لبنان من المياه بشكل طبيعي يصل إلى حوالى 1350 مترا مكعبا في السنة، بينما ما يحتاجه الفرد هو حوالى 220 مترا مكعبا في السنة فقط،، أي ان الكميات المتوافرة طبيعياً هي ستة أضعاف الاحتياجات>· ومع التذكير بوضعية لبنان الطبيعية، وخصوصاً الجيولوجية، ودورها السلبي في جر المياه إلى البحر سريعا، يدعو شعبان إلى <التفكير في إنشاء السدود والبرك الجبلية كحل أمثل لتخفيف سرعة الجريان، وإتاحة الفرصة لاستغلال القدر الأكبر من المياه، بدل هدرها في البحر>، مؤكداً أنه <سيكون للإدارة المتكاملة للموارد المائية الدور الفاصل في إعادة المصادر المائية في لبنان إلى مجاريها>·
لبنان مدعو إلى تخزين ثروته المائية مياه لبنان تذهب هدراً· هذا ما يعترف به اللبنانيون ويعلنونه جهاراً، من مسؤولين وقطاعات أهلية ومدنية وخبراء، لكن من دون التقدم خطوة واحدة لمعالجة أسباب الهدر وتنفيذ خطط بناء السدود ضمن الخطة العشرية التي وضعت منذ التسعينيات·
والواقع أن الجزء الأكبر من الأمطار يذهب هدراً الى البحر، وفق تأكيد وزير الطاقة والمياه جبران باسيل· وفي ضوء ما تشهده منطقة البحر المتوسط -ومنها لبنان- من احتباس حراري، فإن معالجة الهدر باتت أولوية لمنع الجفاف وللاستفادة من الطاقة المائية الكبيرة التي يتمتع بها لبنان، حيث جاء في تقرير لـ>وكالة التنمية الفرنسية> عن مياه لبنان: <يشكل قطاع المياه العذبة والصرف الصحي واحدة من أولويات لبنان· ففي هذه المنطقة من الشرق الأوسط، حيث تبدو المياه العذبة عنصراً إستراتيجياً، يتمتع لبنان بمصادر مائية وافرة نسبياً من دون أن يتمكن من السيطرة عليها كلياً>·
ووفق الأرقام الرسمية الصادرة عن مديرية الموارد المائية اللبنانية، فإن نحو مليار ونصف المليار متر مكعب من المياه تذهب هدراً في البحر، فيما تقدّر المياه المتجددة سنويا بنحو مليارين و200 مليون متر مكعب مياه سطحية، يضاف اليها نحو 600 مليون متراً من المياه الجوفية، أي ما مجموعه نحو مليارين و700 مليون متر مكعب، و9 مليارات متر مكعب من الأمطار والثلوج المتساقطة· أما حاجة لبنان إلى المياه في 2010 فتقدّر بنحو 900 مليون متر مكعب للري، و500 للشفة و500 للصناعة· إلا أن تلك الحاجات ستزيد مع حلول سنة 2030 بفعل النمو السكاني المتوقع بنحو 2.5 %، لتصبح الحاجة للشفة والصناعة نحو مليار و240 مليون متر مكعب، وللري بنحو المليار متر مكعب·
الخطة العشرية وبينما لا يعاني لبنان اليوم عجزاً في الميزان المائي، الا أن وزير الطاقة والمياه يرى أنه <إذا بقينا على الوضع الحالي، أي لا نعتمد تخزين المياه في السدود والبحيرات، والمياه تذهب هدراً الى البحر، فإن لبنان سيواجه أزمة كبرى في وقت قريب>·
وتشير الخطة العشرية اللبنانية للمياه، الى أنه يجب تخزين نحو 850 مليون متر مكعب سنويا لجبه الاحتباس الحراري والأمن الغذائي، إضافة الى ضرورة التكرير الثلاثي لنحو 150 مليون متر مكعب من المياه المبتذلة لاستخدامها في الري والاستخدام البلدي·
وتتضمن الخطة إقامة السدود، بغية التخزين الاصطناعي عوضا عن اللجوء الى استنزاف المياه الجوفية في أوقات الشحّ· لكن الخطة العشرية لبناء السدود، لم تتمكن حتى الآن إلا من تنفيذ سد شبروح الذي يغطي حاجة منطقة كسروان في جبل لبنان لسنة 2050، لكن ثمة 12 سدا جاهزا للتلزيم، من دون وضع ميزانيات التمويل لها·
لكن خطورة استنزاف المياه في لبنان، بعد الهدر المائي في البحر، يكمن في لجوء بعض اللبنانيين الى المياه الجوفية لسدّ حاجتهم من المياه في فصول الشحّن، وذلك من خلال حفر الآبار حيث يوجد في لبنان نحو 100 ألف بئر ارتوازية لا تُعرف حقيقة كمية المياه المستخرجة منها·
العجز في موسم الشحّ وفي رأي الاستاذ الجامعي الدكتور جوزف عبدالله، فإن الحكومات المتعاقبة منذ نحو 20 عاما، هي مسؤولة بحكم السياسات المائية المتبعة، عن تلك الأزمة التي تشكل جزءاً من الأزمة العامة التي تتخبط فيها البلاد على شتى الصعد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية·
وينطلق عبدالله من الدراسات التي أُجريت عن الميزان المائي في لبنان اي العلاقة بين المياه المتوافرة (العرض) والكميات المطلوبة (الطلب)، ليشير الى فائض كبير نسبياً يبلغ (1220? 3378) 2158 مليون متر مكعب من المياه السطحية فقط، في موسم الغزارة من كانون الأول حتى حزيران· ويقع في عجز تدريجي في موسم الشحّ الذي يبلغ ذروته في آب وأيلول، <وتغطي العجز المياه الجوفية المتاحة: (820 + 400) = 1220>·
قدرات المؤسسات المائية ضئيلة مدير عام الليطاني السابق النائب السابق ناصر نصر الله لفت الى أن الينابيع السطحية بدأت تنضب، وأن قدرات مؤسسات المياه لناحية نقل المياه التي تحتاجها المساكن والمصانع والأراضي الزراعية ضئيلة في هذا المجال، والدليل على ذلك أن منطقة بيروت وضواحيها في فترة الشتاء يتم فيها تقنين المياه لافتاً الى <أن هذه المقدرات ضعيفة وليست متوازنة مما يؤدي إلى إيجاد البديل غير الصحيح ولا سيما أن هناك الكثير من الآبار التي بدأت تنضب سواء في بيروت أو البقاع أو سائر المناطق وهذه المسألة ستسبب لنا مشكلة كبيرة أيام الري>?
يتابع نصرالله: <إن المياه الجوفية هي مياه متجددة في جوف الأرض تتغذى من الأمطار، وعندما تكون هذه التغذية أقل من السحب عندها يتدنّى منسوب المياه تدريجياً في جوف الأرض? وباختصار هذه المسألة تتطلب حماية الحوض الجوفي إلى جانب التعاطي مع المياه السطحية من خلال دراسات علمية وصحيحة> مضيفاً أن <هناك هدر هائل في شبكات الري في مختلف المناطق اللبنانية سواء للشرب أو للإستعمال الزراعي، وإذا لم نؤمن الخطوط الرئيسية وتمديدات الشبكات ومنعنا الهدر بالشبكات، يذهب كل ما نقوم به هباء>·
ولفت نصرالله الى أن الليطاني الذي يعتبر أكبر نهر في لبنان نظرا لحوضه الواسع إضافة لنهر العاصي، لم يتمّ الى الآن إستغلال مياههما نظراً لإستخدام الطريقة التقليدية·كما يجب التعاطي مع باقي المناطق بشكل يسمح لنا الإستفادة من مياهها ولا سيما في فصل الشتاء إما عن طريق التحكم بها سواء من خلال السدود وإما بالتغذية الجوفية للحوض الجوفي?
التنبيه واجب كي لا تتحوّل نعمة الحياة والاستمرارية نقمة تؤرق سكون اللبنانيين وتضعهم في ركب العرب الباحثين عن نقطة ماء·
نغم اسعد
http://www.aliwaa.com/images/pix.gif









No comments:

Post a Comment