زغرتا ? <اللواء>: كتب عنهم الكثير وقيل فيهم الكثير ، سرقت منهم طفولتهم وحولتهم الى متسكعين اما يبيعون العلكة واما يبيعونك الحظ?وهم لو كانوا يملكون منه الجز ء البسيط لما كانوا في الشارع فيما اترابهم?على مقاعد الدراسة يتلقون الحرف والعلم ·
?نظرتهم اليك ?تلحظ فيها ايضا الاستعطاف فيما تجد من بينهم من ضاعت منه طفولته ليحل مكانها نظرة الهم والمسؤولية لما ينتظرهم في حال ?عدم قيامهم بواجباتهم على اتم ما يرام من عواقب وخيمة · انهم اطفال الشوارع ، وهذه المرة في زغرتا ،وان كانوا ليس من أبناءها، وعلى الشارع الرئيسي حيث تجدهم صبيان وبنات يتنقلون من سيارة الى سيارة يعرضون بيع العلكة او اوراق الحظ او يستعطفونك ليشحذون منك المال · وما يلفت في الامر هو تموضعهم في مكان?واحد ونقطة معينة توحي بقربهم من <منازلهم <؟! الا ان المثير للاستغراب اكثر ?هو صغر سن هؤلاء لدرجة انه لو كان في لبنان هيئات ومرجعيات حقيقية تعنى بحقوق الانسان لكان وجب انتشالهم?باسرع ما يمكن ومحاسبة من ارسلهم?· حين شاهدوا سيارتنا اقتربت منهم فوجئوا بالكاميرا توجه اليهم لتلتقط لهم صورة لم يتوقعوها ، فهموا بالهروب تطبيقا ?لدروس اعطيت لهم بضرورة <الحذر < من قبل من ارسلها · فيما لفت نظرنا مشهد محفوف بالمخاطر وهو محاولة تسلق السيارة وهي تسير دون ان تتوقف !!! ?عملا بان الاصرار قد يوصلهم الى مبتغاهم الذي هو جني المال <بأي طريقة>· ??قد تكون الحاجة والفقر وغياب الخدمات الاجتماعية المقدمة من الدولة، ساهمت بايصال هؤلاء الى حيث هم الا ان المؤكد ان مسؤولية وجودهم في الشارع وسط الاخطار ?والتعرض للاذى الجسدي والمعنوي هو مسؤولية اهلهم بالدرجة الاولى والمؤسسات الرسمية المحلية?من جهة اخرى · فالى متى يبقى هؤلاء تحت رحمة اهل لا يرون فيهم طفولتهم وانما مصدر لجني المال؟ واي مستقبل سيكون لهم ؟ وما سيكون مصيرهم بعد تخرجهم من مدرسة الشارع?والذل الانساني ?؟? لكننا تمكنا من التحدث مع بعضهم ،ولو على مضض ،وبأجوبة مقتضبة شفيق ابن الست سنوات قال:>نحن نقف هنا على مقربة من المنزل لكي نحصل على لقمة العيش مع انني أحب ان أكون في المدرسة مع اولاد من عمري العب معهم وادرس معهم واتعلم الكتابة والقراءة · فيما لفت نظرنا ابن السبع سنوات تقريبا وقد رفض الافصاح عن اسمه وهو يحاول التعلق بباب سيارة قبل ان تتوقف كي يبيعها من صندوق العلكة الذي يحمله ويلح باصرار على السائق أن يشتري منه العلكة، ليتمكن هو من شراء <منقوشة يأكلها لأنه جائع> كما يقول· فيما لفتتنا فتاة عمرها حوالى ال12 سنة تلبس حذاء لا يصلح لايام الشتاء تقف على قارعة الطريق، بدلاً من أن تكون على مقاعد الدراسة، وهي تسعى إلى تحصيل لقمة عيش قد لا تتوافر لها بسهولة · قد لا تكون ظاهرة اطفال الشوارع غريبة على الطريق العام في زغرتا ،كما في مناطق لبنانية اخرى الا ان وجودهم على مقربة من منزل ذويهم يتلقون منهم الاوامر ويشددون عليم بعدم التحدث الى اي كان وكذلك ثيابهم الممزقة ورفضهم الاجابة على اي سؤال يطرح عليهم الا انه يلفتك اجابة واحدة منهم على سؤال واحد فقط من اسئلتنا الكثيرة <لماذا تتسولين؟ فترفع رأسها باتجاهنا لتقول <إن العمل ليس عيباً، وإن كان تسولاً، وإن على الفتيات العمل أيضاً لتحصيل المال>· وبالنسبة إليها <العلم وحده ليس مهماً، بقدر تعلم مهنة الصمود في الشوارع وحماية منطقة التسول>· هذه الفتاة الكبرى في المجموعة لا تخجل من عملها، وهي تدرب حالياً شقيقتها الصغرى مطيعة ذات السبع سنوات على فنون المهنة· أما لجهة خوفها من الشارع فتؤكد أنه <ما من شيء تخاف منه>· يتدخل طفل آخر في الحديث، معلناً أن <والده يضربه ضرباً مبرحاً إذا عاد خاوي اليدين مساءً إلى المنزل>، وأن هذا يدفعه إلى العمل بجهد خوفاً من الضرب· تحركات عناصر الشرطة البلدية تحد من نشاط هؤلاء الأطفال، الذين يهرعون أمامهم، لأنهم يعرفون تماماً ما ينتظرهم· <الشرطة تحاول باستمرار ملاحقة هذه الظاهرة ومنع الأطفال من محاولاتهم>، بحسب أحد عناصر شرطة بلدية زغرتا·
|
No comments:
Post a Comment