كتب هيثم زعيتر: عندما قررنا في <اللـواء> فتح ملف تفاصيل الضربات التي وجهتها الأجهزة الأمنية اللبنانية الى شبكات <الموساد> الإسرائيلي العميلة، خصصنا الحلقة الأولى - التي نشرناها بتاريخ 21 نيسان 2010 عن أمين إبراهيم البابا (مواليد صيدا 1967)، وكيف إستطاع العدو الإسرائيلي تحويله من مقاومٍ، كان له عمليات ضد قوات الاحتلال وعملائها الى عميل خان الأمانة، ووصل به الأمر الى كشف ما أؤتمن عليه، والإبلاغ عن عمليات نفذها مقاومون وتفاصيل عن عمليات وأحزاب وأسلحة، وطرقاتٍ كان يستخدمها المقاومون، وأرقام هواتف قياديين وأماكن تدريبات وإحداثيات لمراكز وأحزاب والمراكز العسكرية الأمنية··
وأصدرت أمس (الخميس) المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن نزار خليل، الحكم بإعدام البابا، ليكون السابع وجاهياً· وكانت المحكمة، قد أصدرت خلال العام 2010 ست أحكام وجاهية بالإعدام بتهمة التعامل مع العدو الإسرائيلي بحق كل من: - محمود قاسم رافع (مواليد 1949) بتاريخ 18 شباط 2010، بتهمة إغتيال الأخوين محمود ونضال المجذوب في صيدا· - علي حسين منتش (مواليد 1957) بتاريخ 13 تموز 2010، بتهمة التعامل مع العدو الإسرائيلي· - حسن أحمد الحسين (مواليد 1952) بتاريخ 21 تموز 2010، بتهمة التعامل مع العدو الإسرائيلي· - أسامة محمد علي بري (مواليد 1955) بتاريخ 17 آب 2010، بتهمة التعامل مع العدو الإسرائيلي· - جودت الحكيم (مواليد 1954) بتاريخ 1 تشرين الثانثي 2010، بتهمة التعامل مع العدو الإسرائيلي· - جرجس إلياس فرح (مواليد 1942) بتاريخ 5 تشرين الثاني 2010، بتهمة التعامل مع العدو الإسرائيلي· وهذا يُؤكد أن التعاطي بملف الجواسيس يتم بحزمٍ، حيث يترقب البدء بتنفيذ أحكام الإعدام الصادرة عن المحكمة العسكرية، والتي أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أنه سيوقع أي حكمٍ بالإعدام بحق عميل يصله من المحكمة· وتبين أن عدد الموقوفين بتهمة التجسس لصالح العدو الإسرائيلي باتوا أكثر من 150 موقوفاً، بينهم شبكاتٌ إفرادية أو ثنائية وفي بعضها ثلاثية، وهم في مختلف المناطق والطوائف والقطاعات العامة والخاصة، ويغطون المجالات الأمنية والعسكرية والسياسية والحزبية، ومتخصصين ومنهم من هو في موقع مسؤولية·· وخلال عدة سنوات كانت الأجهزة الأمنية اللبنانية توقف بين الحين والآخر عملاء لـ <الموساد> الإسرائيلي، ولعلّ أبرزهم أفراد شبكة أحمد الحلاق، الذي تم إحضاره من المنطقة الحدودية المحتلة بعملية أمنية نوعية داخل المنطقة الحدودية في شباط من العام 1997، حيث نُفذ به حكم الإعدام بعد إدانته بإغتيال فؤاد مغنية، في محلة صفير في الضاحية الجنوبية بتاريخ 20 كانون الأول 1994·· ولكن بعد عدوان تموز كرت السبحة· واعترف البابا بأنه قابل الإسرائيليين مراراً، حيث تم نقله بواسطة قارب سريع الى بارجة إسرائيلية ومنها الى حيفا داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأنه طلب إليه افتتاح محلاً للكمبيوتر في صيدا، حيث تمكن الاسرائيليون من التجسس على مستخدمي الانترنت في المحل· · كما كُلف بالتركيز على أماكن إقامة القيادي في <حركة الجهاد الإسلامي> محمود المجذوب (الذي اغتيل في العام 2006 مع شقيقه نضال) ولعدة سنوات، وصولاً الى العمل في منطقة الشويفات بعد عدوان تموز 2006، حيث زوّد الإسرائيليين بمعلومات عن هذه الأبنية والمشرفين عليها قبل أن يتم إفتضاح أمره، حيث طلب منه أحد مسؤولي <الجهاد الإسلامي> الملقب (أبو أحمد) خلال شهر آذار 2007 التوجه الى مخيم اليرموك في سوريا لحضور إجتماع للحركة، وهناك كان بإنتظاره عناصر من <حزب الله> قاموا بالتحقيق معه، واعترف بتعامله مع <الموساد> وقاموا بتجنيده لصالحهم لمدة خمسة أشهر بقي خلالها على تواصل مع الاسرائيليين بإشراف عناصر الحزب، وبعدها قام <حزب الله> بتوقيفه، حيث تم تسليمه الى مخابرات الجيش اللبناني بتاريخ 2 نيسان 2010· وكان أمين البابا قد أقدم على إحراق سيارته أمام مكان سكنه في طلعة المحافظ ? الهلالية ? عبرا في صيدا بتاريخ 17 كانون الأول 2006، حيث اتهم عناصر من <تيار المستقبل> بأنهم هم من أقدموا على حرقها لوضعه صورة لأمين عام <حزب الله> السيد حسن نصر الله على الزجاج الأمامي للسيارة، قبل أن يعود وينفي روايته·
|
No comments:
Post a Comment