اختار الطالب طارق بيضون الموقوف بجرم تحضير عبوة ناسفة لتفجيرها في باص للجيش اللبناني في منطقة اختصاص الكيمياء لتتحول تلك العبوة أمام المحكمة الى "بحث علمي بحت"، كما ادعى بيضون أمس أثناء استجوابه، وذهب الى أبعد من ذلك لدفع التهمة عنه حين قال: "أنا أعمل خلطات بهدف الدراسة وليس بهدف التفجير". غير ان ضبط العبوة تحت المنزل العائلي لبيضون في بلدة مجدل عنجر وغيرها من المضبوطات فضلاً عن اعترافاته السابقة، دفعته الى اتهام المحققين بفبركة القضية ضده واضافة أقوال لم يذكرها في افادته. وكانت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن نزار خليل وعضوية المستشار المدني القاضي حسن شحرور وبحضور ممثل النيابة العامة القاضي فادي عقيقي قد باشرت أمس محاكمة طارق عبد اللطيف بيضون وشقيقيه أحمد ومحمود ووالدهم عبد الحليم محمد جميل بيضون وبسام عبد الحليم بيضون وخالد محمد يوسف وماهر حسن زغلول باقدام الأول على الانتماء الى تنظيم مسلح بهدف القيام بأعمال ارهابية وتحضير عبوة ناسفة لتفجيرها في باص للجيش محاولاً قتل العناصر فيه، ومراقبة تحركات الجيش واقدام الآخرين على التدخل بجرم محاولة القتل باستثناء عبد الحليم بيضون الذي يحاكم بجنحة حمل سلاح حربي دون ترخيص. واستجوبت المحكمة أمس خمسة متهمين ورفعت الى الثامن من نيسان المقبل الجلسة لاستكمال الاستجواب. وباستجوابه بحضور وكيلته المحامية سعاد شعيب تراجع طارق بيضون عن اعترافاته السابقة زاعماً تعرضه لتعذيب نفسي وجسدي استمر لـ32 يوماً. وقال انا طالب جامعي متخصص في الكيمياء، ولا أعرف اسماعيل الخطيب ولم أذكر في افادتي لان معظمها غير صحيح. وسئل عن مدى التزامه الديني فقال بأنه مسلم مثل أي شخص وبسؤال أفاد أنه فوجئ بما اتهم به وبما هو وارد في أقواله الأولية، وفي القرار الاتهامي، مؤكداً بأن الدروس الدينية التي تلقاها لدى محمد الخطيب تتعلق بأمور بالصوم والصلاة فقط. وقال عن باقي المتهمين بأنهم من قريته وهو لم يكن يتعاطى سوى بعمله حيث كان يتدرج في مستشفى البقاع. وسئل عن تلقيه تدريبات عسكرية فقال: "أبداً" هناك أقوال أضيفت الى كلامي. وعن المعلومات المضبوطة في حاسوبه الخاص حول كيفية تصنيع عبوة قال: ان هذا الأمر يدخل في صلب اختصاصي الجامعي، وكنت استحصل على الديناميت من كسارة، انما لم أصنع أصابع ديناميت واتهمت بذلك. وسئل عما فعله بعد وفاة عمار حسين وعلي أبو عباس اللذين قتلا أثناء مداهمة للجيش في البلدة فقال: لم أفعل شيئاً وكنت حينها أتدرج في مستشفى البقاع. وسئل: ذكرت سابقاً انه بعد مقتلهما كنت تفكر في القيام بعملية تفجير ضد الجيش فأجاب: "غير صحيح فأنا أعرفهما من القرية كغيرهما من الشبان ليس أكثر ولم أكن أتعاطى معهما". وسئل عن دخوله موقعاً الكترونياً لمعرفة كيفية تصنيع العبوة فقال: غير صحيح، انما المحققون بحثوا في بريدي الالكتروني. وعن مسألة انفجار صاعق به أثناء محاولته تفجير عبوة قال: غير صحيح، حصلت هذه الحادثة انما لم يكن صاعقاً، ولا أعرف ما الذي انفجر فيّ وأصاب رجلي. وعن العبوة التي عثر عليها قبل منزل والديه قال: لم تكن محضّرة، ولا أعرف ما الذي حصل أثناء التحقيق، سميّها فبركة. أضاف: "أنا أحضرت أصابع ديناميت للقيام ببحث علمي بحت بهدف دراسة المواد ومما تتألف، انما الذين كانوا يحققون معي لا يعرفون سوى لغة واحدة". وسئل: ذكرت سابقاً انك عرضت فكرة تفجير الباص على خالد يوسف فوافقك وشجعك فأجاب: هذه معلومات مفبركة. وعن المتهم الفار توفيق الطة قال بيضون بأنه لا يعرفه ولم يذكره في افادته. وتابع يقول: أنا أتعجب من هذا الكلام، ويبدو انهم فبركوا الملف لان هناك أشخاصاً في القرية منزعجون من وجودي فيها. وقال طارق بيضون عن مضبوطات مثل "هارد ديسك" تحوي رسائل حول كيفية تصنيع المتفجرات: أتعجب من ذلك ولا استبعد دسّها في الملف. وسئل عن اعتراف أحد أشقائه بأنه رآه يصنّع عبوة فأجاب: أنا أقوم بخلطات بهدف دراسة بعض المواد وليس بهدف التفجير. ثم استجوبت المحكمة أحمد بيضون بحضور وكيله المحامي عاطف فياض فأفاد أنه مهندس ديكور واستاذ جامعي. وبسؤاله أفاد انه أثناء مداهمة الجيش لمنزلهم فجراً وتوقيف شقيقه طارق، تساءل عن السبب، وراح يبحث في أغراض شقيقه، وحينها قام بنقل حاسوب الأخير مع شقيقه محمود ووضعاه في منزل بسام بيضون كي لا يتم ضبطه مخافة ان يكون بداخله أمر ما. وبسؤاله قال انه لم يسمع بأمر العبوة إلا من المحقق ويستبعد ان يكون لشقيقه علاقة بها. وعن سلوك شقيقه طارق قال انه لم يكن لديه عقيدة ما انما كنت دائماً أحذّره، وهو كان يمضي معظم أوقاته في الجامعة أو المستشفى، ولم أره يوماً يجتمع بأي من المتهمين الفارين. وسئل عما قاله سابقاً من أن طارق كان يحب الاطلاع على مواقع إسلامية فأجاب: انما ليست مواقع جهادية. كانت أمور تتعلق بفتاوى والصوم. أضاف: لو انه أقدم على الاتصال بأحد في مخيم عين الحلوة لكنت قتلته. وعما ذكره سابقاً من انه كان يراه يتعاطى أمورا تتعلق بتصنيع المتفجرات أجاب: كانت أمور تتعلق بدراسته الجامعية، فهو لديه حشرية في تركيب الأمور، وكنت اعتقد انها أمور جيدة لدراسته. وسئل: تقول انه كان يجرّب عبوة فأجاب: كلا لم أقل ذلك، كان يقوم بتجربة أمور كاختبار. أضاف: لم أرَ أي عبوة تحت المنزل ولم أعلم بوجودها. ثم استجوبت المحكمة محمود بيضون بحضور وكيله المحامي فياض فأفاد أنه اثر توقيف شقيقه طارق قام مع أحمد بإخفاء الكومبيوتر خاصة الأول. وسئل عما ذكره سابقاً من أن طارق كان على علاقة مع بعض الجماعات المتطرفة فأجاب: كنت أراه مع أشخاص متلزمين دينياً. وحول اصابته في رجله اثر انفجار قال: عرفت بالأمر بعد 4 أيام من حصوله. وتابع: أخفيت وأحمد "هارد ديسك" وكومبيوتر ونقلتهما مع شقيقي أحمد الى منزل عمي، وحقيبة لسلاح كلاشنيكوف، انما لم أرَ متفجرات أو عبوة. وباستجواب بسام بيضون بحضور وكيله المحامي فياض أفاد انه قام بنقل أغراض الى منزله بناء على طلب أبناء عمه، ولم يكن يعلم ان فيها شيئا ممنوعا، أضاف رداً على سؤال: لا أعرف ما كان بداخلها، لان الوقت كان فجراً، وقد خبأت بندقية كلاشنيكوف في غرفتي، انما لم أرَ رمانات يدوية أو متفجرات. وسئل عن قناع وأغراض أخرى ضبطت في منزله فقال بأنها تعود الى صهره نبيل جمول وان الأخير حقق معه ودفع ثمن فعلته، واضاف: انما أنا لا علاقة لي بالصلاة أو الدين. وباستجواب خالد يوسف بحضور وكيله المحامي نضال سعادة أفاد أنه بعد أحداث أيار قمنا بتشكيل لجنة مع رئيس البلدية وآخرين من أجل الاستقرار وكنا ننسق مع ضباط في المنطقة. وبسؤاله أفاد ان شخصاً يدعى أبو اسامة أتاه وادعى انه تاجر وأرسل له رسالة الكترونية طالباً منه التواصل مع شخص علم لاحقاً انه يدعى أبو محمد. وعن علاقة طارق بيضون بالأمر قال: كنت على صداقة مع شقيقه أحمد ومن خلاله تعرفت على طارق الذي كلفته الاتصال بأبو محمد كوني لا أعرف استعمال الكومبيوتر، فأتتني رسالة من الأخير، تفيد أن لديه مشروعا ضد العدو الصهيوني، فأفدته بدوري اننا ضد العدو انما نريد المحافظة على أمن البلاد، انما عندما قمت مع رئيس البلدية بتسليم مطلوبين للجيش علم أبو محمد بذلك وانقطع عن الاتصال. ونفى يوسف ان يكون طارق قد أخبره عن خبرته الواسعة في تصنيع المتفجرات بعد مقتل عمار حسين وعلي أبو عباس. كما نفى ان يكون طارق قد أعلمه بنيته تفجير باص عسكري قائلاً: لا تربطني بطارق أي علاقة مباشرة. وعن سبب شرائه 15 بندقية أوضح يوسف انه خلال أحداث 7 أيار أقدم شبان على شراء السلاح وقاموا بمساعدة بعضهم في ذلك. ولاستكمال الاستجوابات أرجأت المحكمة الجلسة الى الثامن من نيسان المقبل. |
Pages
▼
No comments:
Post a Comment