| تعددت في الاشهر القليلة الماضية الدراسات والندوات المعنية بنسب تلوث الهواء في لبنان، خصوصاً في العاصمة بيروت، وتميزت بـ "نقطة جامعة"، هي ان الأرقام المسجلة تقفز دائماً فوق المعدلات المسموح بها، وتدل على ارتفاعها ما بين سنة وأخرى، مما يشي بغياب المعالجات الجذرية لمشكلات متفاقمة، لها انعكاساتها السلبية على المواطنين في الدرجة الاولى. آخر هذه الدراسات كانت محور ندوة في المجلس الوطني للبحوث العلمية عن "نوعية الهواء في مدينة بيروت"، عرضت للنتائج التي توصلت اليها وحدة بحثية مشاركة لدراسة نوعية الهواء، جمعت اساتذة متخصصين من الجامعة الاميركية في بيروت، التي حضر عنها وكيل الشؤون الاكاديمية الدكتور أحمد دلال، وجامعة القديس يوسف التي مثلها نائب الرئيس لشؤون البحث العلمي الدكتور جورج عون، بمشاركة الامين العام للمجلس الدكتور معين حمزة، والعميد رودولف صليبا ممثلاً المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، ورئيس وحدة التخطيط الاستراتيجي في وزارة الاشغال العامة والنقل هشام ملاعب. وأنشأت الوحدة التي أسسها المجلس عام 2009 بهدف دراسة نوعية الهواء، مرصداً وطنياً لقياس الملوثات الغازية والجسيمات العالقة في الهواء، وأتم تعاون المتخصصين والمجلس المرحلتين الأوليتين من المشروع، بحيث تم التركيز على قياس نوعية الهواء في بيروت الادارية ومراقبته عبر تحديد مواقع مراقبة الملوثات والطرق التي ستستخدم للكشف عنها، وإصدار المعدلات السنوية للجسيمات العالقة ذات القطر الأقل من 10 ميكرومتر (PM10) والأقل من 2.5 ميكرومترين (PM2,5) في ثلاثة مواقع مختلفة من العاصمة (الجامعة الأميركية، ليسيه عبد القادر، والليسه الفرنسية اللبنانية الكبرى)، بتوزيع يمتد من الشمال الغربي للعاصمة الى جنوبها الغربي. كما أصدر الفريق المعدلات السنوية لثاني أوكسيد النيتروجين (NO2) في 23 موقع قياس في بيروت الإدارية، وتركيب ثلاث محطات قياس مستمر لملوثات ثاني أوكسيد النيتروجين (NO2)، ثاني أوكسيد الكبريت (SO2)، الأوزون (O3)، أول أوكسيد الكاربون (CO)، الجسيمات العالقة ذات القطر الأقل من 10 ميكرومتر (PM10) والأقل من 2.5 ميكرومترين (PM2,5) في حرم جامعة القديس يوسف في هوفلان، الجامعة الأميركية، و"الكوليج بروتستان" في قريطم. المعدلات ويمكن تلخيص النتائج لمعدلات الملوثات التي تم تسجيلها في العامين الماضيين كالآتي: وخلصت الدراسة الى ان كل المعدلات تتخطى الحد الاقصى الذي تسمح به منظمة الصحة العالمية، مشيرة الى ان أدنى معدلات الـ NO2 سُجلت خلال الصيف، أما أعلاها ففي الربيع والخريف. وأظهر تنوع مكونات الجسيمات العالقة الى ان مكونها الاساسي مصدره وسائل النقل و"موجات الهواء العابرة" الناقلة الغبار. وانطلاقاً من نتيجة الدراسة، سيطلق الفريق العلمي دراسات لفهم العلاقة ما بين التعرض للملوثات المذكورة وصحة الانسان، على ان يتابع القياس اليومي، ويسعى الى توسيع رقعة دراسته لتشمل بيروت الكبرى، مع الاشارة الى ان النتائج تمثل قاعدة البيانات الشاملة الاولى لتلوث الهواء في بيروت، وستساهم في حملات التوعية العامة واتخاذ القرارات اللازمة للحد من هذا التلوث. |
Pages
▼
No comments:
Post a Comment