| تقارير مخبرية تؤكد تلوث مياه نبع يحفوفا جرثومياً البقاع الأوسط: مئات الأطفال يصابون بالفيروسات المعوية و«التهاب الكبد» سامر الحسيني |
| البقاع : في موازاة فحوصات مخبرية تؤكد تلوث مياه نبع يحفوفا الذي يغذي قرى علي النهري، وماسا، وحارة الفيكاني، ورياق حوش، وحالا، تكتظ مستشفيات البقاع الأوسط، وتحديداً «مستشفى رياق العام» بمئات الأطفال المصابين بالجراثيم والفيروسات المعوية، والتهابات رئوية حادة، مع ارتفاع مطرد للإصابات في «التهاب الكبد الفيروسي الحاد - أ« (الصفيري). وفيما لم تعد تتسع أقسام الأطفال بالمصابين بتلك الأمراض، يلحظ تركز الإصابات لدى الأطفال الرضع، الذين لم يتموا الستة أشهر، أما بقية الإصابات فلدى من لم يتجاوزوا العشر سنوات، في ظل تأكيدات طبية على أن «التلوث، وتناول مياه ملوثة، وأطعمة غير سليمة صحياً، وراء ارتفاع الإصابات بتلك الأمراض». وأثبتت الفحوصات المخبرية لمصادر المياه في علي النهري، التي أجرتها البلدية، وجود «تلوث جرثومي لمياه نبع يحفوفا»، وفق نتائج «المختبر المركزي لمصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في تل عمارة». وتبين «وجود ما نسبته ألف ومئة كوليفورم في كل مئة ميليليتر، من عينة المياه التي أخذت من أحد القساطل الرئيسية لمياه نبع يحفوفا»، وفق رئيس بلدية علي النهري احمد مصطفى المذبوح. والكلوليفورم، وفق تعريف رئيس «مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية» الدكتور ميشال افرام «جراثيم قولونية، تأتي من مياه الصرف الصحي ووجودها في مياه للشفة، ووجودها يؤكد على تداخل شبكات الصرف الصحي مع شبكات مياه الشفة»، محذراً من «عوارض صحية من جراء تناول مياه تحتوي على تلك الجراثيم القولونية، المفترض أن تكون نسبتها صفرا، وليس 1100 كوليفورم». ويلفت افرام إلى «وجود فحوصات مخبرية، تؤكد على احتواء مياه الشفة للكوليفورم، أي الجراثيم القولونية، في أكثر من قرية وبلدة بقاعية، وخصوصاً تلك التي تفتقد شبكات للصرف الصحي. ولا تزال تلك القرى تضم جوراً صحية تتسرب مياهها إلى باطن الأرض وتلوث المياه الجوفية». بدوره، يؤكد المذبوح على تلوث مزمن في نبع يحفوفا، الذي يسميه سكان القرى التي يغذيها بـ«النبع الأسود»، ويعتبر مصدر المياه الأساسي لأكثر من عشرين ألف نسمة، في قرى قضاء زحلة، مشيراً إلى أن «النبع ملوث بفعل تحويل مجاري الصرف الصحي إلى مجراه غير المحمي من التلوث والنفايات الأخرى، عدا اهتراء شبكة النبع الرئيسية، من جراء قدم إنشائها وكثرة التعديات عليها، والأهم أن غرفة التعقيم بالكلور المخصصة لمعالجة مياه هذا النبع متوقفة عن العمل منذ ثلاث سنوات، وإن عملت لا تستطيع القضاء على الملوثات الجرثومية لكثرة حجمها ونسبتها». ويطالب المذبوح بتركيب «تمديدات رئيسية جديدة لمياه النبع، مع إنشاء سور يعزل النبع عن مياه نهر سرغايا الملوثة، والعمل لاستغلال ثلاث عيون مياه، تقع في أعلى النبع، ومياهها نظيفة وسليمة، ويمكن إيصالها إلى بلدة علي النهري بقوة الجاذبية». وبعد صدور نتائج الفحوصات المخبرية، التي تؤكد وجود التلوث، عمدت بلدية علي النهري إلى إرسال ثلاثة كتب مرفقة بنتائج الفحوصات إلى كل من «مؤسسة مياه البقاع»، وإلى محافظ البقاع القاضي أنطوان سليمان، وإلى المدير العام للاستثمار في وزارة الطاقة والمياه، تشرح في تلك الكتب ما أسمته بـ«الوضع الكارثي لمياه نبع يحفوفا»، مطالبة تلك الجهات بالمبادرة إلى المعالجة الفورية، «حتى لا تتفاقم تلك المخاطر، لا سيما أن مياه النبع مصدر المياه الأساسي للبلدة». وأعلمت البلدية الأهالي عبر مكبرات للصوت بـ«ضررة الانتباه من التلوث الذي أصاب مياه النبع وعدم استعمال مياهه». التلوث والأمراض ويؤكد الدكتور رياض القرعاوي (طبيب مختبر وتحاليل دم) أن «الفحوصات المخبرية التي تجري في مختبراته، تؤكد على وجود تصاعد في حالات الإصابات في فيروس الصفيري وسواه من الأمراض والفيروسات الجرثومية، وهي إلى تصاعد قياسا بالسنوات الماضية»، مطالباً بـ«حملات توعية وإرشاد حول النظافة والوقاية في المنازل وفي المدارس، وفي أماكن التجمعات حيث من الممكن أن تنتقل العدوى أو الفيروسات من شخص إلى آخر». كما يلاحظ طبيب الأطفال والصحة العامة الدكتور على حمد الأشهب، من بلدة حارة الفيكاني، على «تشخيص حالات متزايدة بشكل غير طبيعي في الفيروس المعروف بالتهابات الكبد الفيروسي من النوع ألف، أي الصفيري، الذي ينتقل إلى الأطفال عبر الفم، من خلال الماء والأطعمة الملوثة وغير السليمة صحياً. وتتفاقم تلك العدوى وتنتقل بسرعة بسبب قلة الوقاية والاحتراز في المدارس والمنازل». ويسجل أشهب «تشخيص أكثر من مئة إصابة بالفيروس في عيادته فقط في رياق، وهو رقم كبير جداً». إلا أنه يطمئن الى أن «الفيروس لا يشكل أي خطورة أو عوارض صحية خطيرة، كونه من الفئة ألف، أي أن الفيروس يدخل الجسم ثم يخرج منه كاملا خلال خمسة عشر يوماً، في حين أن عوارضه على الاطفال تبدو بوضوح، وحينها تتم معالجته بتناول الفيتامينات والحماية من بعض الأطعمة، كتلك التي تحتوي على الدهون والزيوت». وينصح في المقابل «بتناول الحلويات والأطعمة المسلوقة والمربيات التي تنشط الكبد». ويناشد أشهب الأهالي والمعنيين «التشدد في الوقاية، وخصوصا في الحمامات والمراحيض، حيث يلزم تعقيم كل محتويات الحمام بعد دخول أي طفل، وضرورة عدم الاشتراك في تناول الأطعمة، واستعمال مكثف للمطهرات والمعقمات التي تقتل وتمنع انتقال الفيروس». ويطمئن المدير الطبي في «مستشفى رياق العام» الدكتور حسن عبد الله إلى أن «جميع الحالات المرضية المصابة بالانفلونزا أو بفيروس الصفيري، تعالج بتناول المضادات، لا سيما أن الانفلونزا باتت موسمية، ولا تدعو إلى القلق أو الهلع، في حين أن المصاب بفيروس الصفيري يعالج في غرفة تعزل عن باقي الغرف. ويتم التعاطي معه بشكل سليم»، مشيراً إلى الفيروس ينحسر في غضون أيام قليلة، ولا يترك أي آثار جانبية، والأهم في تلك الحالات المرضية الوقاية، والتعقيم، واستعمال المطهرات، وعدم السماح بتناول مشترك للأطعمة في صحن واحد، أو شرب ماء من قنينة واحدة لأكثر من طفل واحد لأن الفيروس ينتقل عبر الفم. |
Pages
▼
No comments:
Post a Comment