| |
| في أحد أحياء سن الفيل القديمة، بين الأزقة والبيوت المتكدسة، لافتة تعلو مبنى من طابقين تشير إلى «مدرسة إنسان» التي تضمّ خمسين تلميذاً من سبع عشرة جنسية مختلفة ومن ضمنهم لبنانيون، علماً أن قدرة استيعابها تصل إلى ثمانــين تلميذاً، ومهمتها إعداد التلاميذ لدخول المدارس اللبنانية. في إحدى القاعات المتواضعة في المدرسة، تجمّع تلاميذ لا تزيد أعمارهم عن الخامسة، ملأوا مقاعدها إلى جانب مهتمين في الشأن الاجتماعي، تحديداً في شؤون العاملات في المنازل الأجنبيات، وممثلين عن السفارة الاسبانية في لبنان يتقدّمهم السفير خوان كارلوس غافو. كانت المناسبة إطلاق مشروع لدعم العاملات في المنازل، وهدفه الرئيسي يكمن في المساهمة في تمكين عاملات المنازل المهاجرات وأبنائهن وتحقيق اندماجهم في المجتمع، عن طريق تقديم المساعدة الاجتماعية والقانونية والنفسية للعاملات المهاجرات وتيسير إدماج أبنائهن في نظام التعليم الوطني. ويأتي مشروع «التمكين والإدماج الاجتماعي لعاملات المنازل الأجنبيات في لبنان» الذي أطلقته «مؤسسة إنسان» المشرفة على المدرسة، بالتعاون مع منظمة «ايادا» الإسبانية والسفارة الإسبانية في لبنان، ممولا من «الوكالة الاسبانية للتنمية الدولية بموازنة 288867 يورو، ومدته سنة واحدة، على أن تواكبه حملة إعلامية حول حقوق العاملات في المنازل وواجبات أرباب العمل ووكالات استقدام العاملات والإدارات الرسمية المعنية. واعتبر مدير «مؤسسة إنسان» شارل نصر الله أنه «لا يمكننا البقاء صامتين ومكتوفي الأيدي أمام الظلم الذي يطال عشرات الآلاف من العاملين والعامــلات الأجانب في لبنان وأسرهم...» معتــبراً أن القوانــين اللبنــانية كمــا الإدارات الرسمــية تتغاضــى عنهم. من جهته، انطلق رئيس جمعية «أيادا» خافيير جيلا من التذكير بأن صياغة «الإعلان العالمي لحقوق الإنسان» الذي تمت الموافقة عليه في العام 1948، شارك في صياغته اللبناني شارل مالك» مضيفا «أن الموقف الرسمي اللبناني يعزز من ممارسات اللبنانيين التمييزية.» ولفت الى «ان العاملين في المنازل تم استثــناؤهم من المــادة 7 من قانــون العمل اللبناني التي تنــص على تغطــية جميع العمال، ما يعــني ان الحق في كسب الحد الأدنى رفض لهم ولم يحــدد لــهم الحد الأقصى لساعات العمل ولم تضــمن لهم إجازات وهم محرومون من التعويض...». أما غافو، فاعتبر أن المجتمع الذي تتعرض فيه نساؤه وأطفاله إلى التهميش، إلى جانب كونه غير عادل، فهــو معرّض للعدوان والعداء، معولاً على أهميــة المشــروع لناحية دمج العمال وأسرهم في المجتمع عموماً. |
Pages
▼
No comments:
Post a Comment