Pages

March 8, 2011

El Sharq - Honor crimes - March 08, 2011


 لبنان في المرتبة الأولى عربيا بجرائم الشرف 66 جريمة قتل بين العامين 1999 و 2007 يتسترون بالشرف والحقيقة أنه أقسى أنواع العنف ضد المرأة

أظهر آخر تقرير تنمية صادر عن الأمم المتحدة أن لبنان حلّ في الدرجة الأولى في عدد جرائم الشرف بعدما كانت الأردن تحتلّ هذا المركز عام 2008. وهذا يعتبر تقدّما» ملحوظا في مجال التعامل مع حقوق الإنسان!

يقتلون النساء لأنهن نساء
66 جريمة قتل نساء حصلت في لبنان وتوزّعت حسب مكان وقوعها على الشكل التالي:
جبل لبنان 34.8%، البقاع 25.8%، بيروت 15.2%، الشمال 13.6%، الجنوب 9.1% والنبطية 1.5%.
أما مرتكبو الجرائم فهم 71.2% من المسلمين، 16.7% من المسيحيين و 7.65 من الدروز.
 «و طرحت الأمم المتحدة ، مطلع العام 2010 ، موضوع «جرائم الشرف» للنقاش ولم تعتبرها «جرائم شرف» بل جرائم قتل نســاء .

تعريف جريمة الشرف
وعرّفت المحامية لارا سعادة جريمة الشرف على أنها : «جريمة قتل أو إيذاء يرتكبها شخص بحق إمرأة يجمعهما رابط القرابة الدموية أو رابط الزواج.»

ضحايا في مقتبل العمر
أحمد - شاب جنوبي - (إسم مستعار) ربطته ب هبة (إسم مستعار) علاقة حب تكللت بخطوبة و عقد قران في المحكمة الشرعية .
وبحسب أحمد كان يعتبر هبة زوجته إذ أن الشرع يعطيه هذا الحق. و يضيف أحمد :»هبة كانت تحبني و لم أشك يوما» بأخلاقها و في طبيعة البيئة القروية هنا كل ما تفعله الفتاة يحسب عليها و هبة من عائلة متدينة و لم أتوقع يوما» ان تخونني».
تفاجأ أحمد بصديق له يخبره أنه شاهد خطيبته في سيارة مع شاب غريب يوصلها الى مفرق الضيعة.
ويقول أحمد: « لم أسألها لأنني علمت انها سوف تنكر، لذا عمدت الى مراقبتها!» وبطريقتي الخاصة علمت أنها على علاقة بشاب منذ فترة و تلتقيه في صيدا عندما تكون في المعهد.»
ثار جنون أحمد و لم يخبر أحدا بالأمر إنما خرج مع هبة كالعادة و لكن هذه المرة كان يخطط للتخلص منها، قتلها خنقا» بكل دم بارد و ذهب الى أقرب فصيلة درك وأخبرهم انه ارتكب جريمة شرف !
أحمد سجن مدّة 5 سنوات فقط لأن الأهل امتنعوا عن رفع قضية ضده و اسقطوا حقهم لأنهم ايضا» ضد ما فعلته ابنتهم.
ولكن عند سؤال أحمد الى اي مدى كانت هبة متورطة في العلاقة مع الشاب الآخر؟ «يجيب احمد غير مهم التفاصيل مجرّد انها تخرج معه و تقابله وهي زوجتي هي تستحق العقاب لأنها أهانت شرفي وجلبت لي العار!»
وعند سؤاله الم يكن الاجدى بك أن تطلقها أجاب:» حتى لو طلقتها العار يبقى لاحقا بشرفي و ماذا ستقول الناس عني؟مش رجال؟»
أما سامر- شاب عكّاري- فقتل اخته بخنجر فقط لانها تزوجت الشاب الذي احبته من دون موافقة أهلها.
بحسب والدة الضحية :» ابنتي لم تفعل ما يغضب الله بل تزوجت على سنة الله ورسوله.المشكلة ان الاب و الاخ رفضوا العريس أكثر من مرة لظروفه المادية و ايمان كانت تحبه كثيرا» .
و تضيف الوالدة : «على الرغم من كل التهديدات التي كان يوجهها اليها اخيها بقيت ايمان على علاقتها بالشاب و تحملت ما لا يستطيع انسان تحمله من ضرب مبرح. سامر عصبي و قاسي وكان يضربها بلا رحمة ، وفي يوم لم تعد ايمان الى المنزل من عملها، وبعد البحث عنها علمنا انها هربت مع الشاب الذي تحبه و تزوجته. مع الوقت بدأت تصلنا اخبارها و اخبار زوجها و لم اتوقع ان يقتلها اخوها.»
« لقد دمر سامر حياتنا، تضيف والدة الضحية، ذهب الى منزلها وبعد خروج زوجها دخل و قتلها بالخنجر.هو سجن ل 6 اشهر فقط وبالطبع نحن  تنازلنا عن حقنا.لا يعقل ان نرفع دعوى ضد ابننا!»
و تختم:» لقد دمر حياتنا و حياته وانا اتخيلها كل يوم تدخل و تقول لي : ماما شو عاملتيلنا اكل اليوم.»
«حرقة بقلبي انه حرمني منها الله يسامحو».
وبحسب ام سامر فابنها يعيش حال ندم كبيرة ولكن لا يظهر هذا للاخرين لانه يجب ان يظهر للمجتمع انه انتقم لشرف العائلة، وهذا ما تمليه عليه التقاليد والاعراف العشائرية.
ضحايا قتلن من قبل أقارب او أحباء و العقوبة مهما كانت قاسية فهي لا تكفي زهاء الدماء التي سفكت بكل دم بارد!
على الرغم من ان لبنان يعتبر من أكثر البلدان العربية تحررا وتأثرا بالثقافة الغربية، إلا أنه، واستنادا إلى الأرقام التي قدمها محامون في القضاء، فإن امرأة واحدة تقتل كل شهر من قبل أقاربها تحت ذريعة تدنيس شرف العائلة بارتكابها الزنا .
وتعتمد الأرقام على القضايا المقدمة للمحاكم اللبنانية في هذا الشأن، لكن المحامين يعتقدون بأن العدد الحقيقي هو أعلى بكثير من ذلك ومن الصعب إعطاء أي تقدير لعدد الضحايا لأن جرائم القتل هذه تختفي تحت مسميات الحوادث.
ويقول أحد المحامين:» إن هذه الجرائم تخفي في الغالب دوافع أخرى للرجال الذين يرغبون في التخلص من زوجاتهم الحالية بهدف الزواج من إمرأة أخرى، أو الآباء الذين يريدون إخفاء اغتصابهم لبناتهم.»
ويعترف الكثير من الرجال بارتكاب جرائم القتل هذه بهدف غسل العار الذي لحق بالعائلة من جراء العلاقات غير المشروعة لنسائهم، وهم في ادعائهم هذا يأملون من القانون أن يصفح عنهم لكنهم لا يعلمون أن القانون قد تغير في عام تسعة وتسعين وأصبح من غير الممكن الحصول على أي استثناء منه انما على عذر مخفف و عند اكتمال الادلة فقط.

لجريمة الشرف في لبنان بين الأسباب و الأحكام
و جريمة الشرف في لبنان أسباب عدّة تم رصدها وإستندت اليها الأحكام التى اصدرها القضاء اللبناني:
 زواج الفتاة من شخص من خارج الطائفة من دون رضى الأهل 3%، ارتكابها الزنا1%، عودة الفتاة في ساعة متأخرة 3%، إكتشاف علاقة حب أو خيانة زوجية16.7%، طمعا» بالإرث 6.1%، خلافات زوجية حادة 6.1%، فض بكارة قبل الزواج 1.5%، تحصيل شرف العائلة 25.8%، سبب غير مبيّن 25.8%، أسباب أخرى كوقوف فتاة مع شخص غريب أو محادثته، الذهاب الى السينما مع صديقة، قيام شاب بإهدائها أغنية في الإذاعة  10.6%.
وإعتبرت سعاده بأن منفذ جريمة الشرف يعتقد بأنه سينال أسباب تخفيفية على جريمته ولكن الحكم يأتي دائما» مخالفاً لإعتقاداته نتيجة وعي القضاة لذلك تم تجريم 63 شخصا» وحكم بالبراءة فقط لـ 3 أشخاص.
أما وصف الجريمة التي أعتبرت جريمة عن عمد 30 جريمة، عن قصد 28 جريمة، و اعتبرت فقط جريمة واحدة جريمة شرف!
 أما الجرائم الأخرى فلم تمت الى الشرف بصلة بل هى جرائم قتل  عن سابق اصرار و تصميم.
واصدر القضاة أحكاما» صارمة على المجرمين و تراوحت هذه الأحكام بين الإعدام 13 مجرما والمؤبد لـ 8 مجرمين  و السجن بين 5 و 19 سنة  39 محكوما و إطلاق سراح 3 أشخاص فقط.
ومرتكبو الجرائم تجمعهم بالضحيّة قرابة الدم 28 حالة، زواج أو طلاق 30 حالة أما المصاهرة فـ 5 حالات.إذا المشكلات الأسرية والزوجية  تشكّل سببا رئيسيا لجرائم قتل النساء.

العنف الأسري هو السبب الرئيسي لجرائم قتل النساء
إعتبرت رئيسة جمعيّة « كفى « السيدة زويا روحانا أن ما يسمّى بجرائم الشرف هو أقصى شكل ممكن أن يبلغه العنف ضد المرأة. كما اضافت ان الجمعيّة قامت بدراسة 66 ملف جريمة قتل نساء وصلت الى محكمة التمييز، واحد ابرز الإستنتاجات التي توصّلت اليها ان كلمة « الشرف» أو المبرر انه « جريمة شرف» كانت إستخدام شكلي. لم يثبت أي شيء في مسار التحقيق يوحي بأنها جريمة شرف ولم تستوف أي شرط من الشروط التي تنص عليها المادة 562 من قانون العقوبات التى تسمح لمرتكب الجريمة بالإستفادة من العذر المخفف. أما إستعمال هذا العذر من قبل القاتل هدفه ايجاد مبرر لعمليّة القتل و للإفلات من العقاب و تبيّن ان هذه الحالات شهدت سلسلة من العنف و تراكمات و صلت الى مرحلة القتل.
« وعن أي شرف نتكلّم عندما يقتل زوج زوجته امام المحكمة الشرعية لأنها كانت بصدد رفع دعوى طلاق بحقه؟ أو عندما يلحق الزوج بزوجته التى فرّت الى منزل ذويّها بسبب ما تتعرض له من عنف و يقدم على قتلها؟ إنها جرائم قتل نساء لأنهن خرجن عن طاعة أزواجهن! «
 العنف ضد المرأة موجود داخل جميع المجتمعات ويتخطى كل الحدود الجغرافية والثقافيّة... ومردّه نظرة الرجل الدونية ضد المرأة والقوانين في لبنان تساعد الرجل على ذلك.
فقوانين الأحوال الشخصية ( الطلاق ? والميراث) تميّز بين المرأة والرجل، وتوجب على المرأة حق الطاعة و التبعيّة. كذلك قانون الجنسية الذي ينصّ على اعتبار كل شخص لبناني اذا ولد من أب لبناني وليس من يولد من أم لبنانية. حتى قانون العقوبات يعتبر المرأة زانية إذا حصلت الجريمة داخل منزل الزوجيّة أو خارجه ، أما الرجل فيعتبر زانيا» إذا حصلت الواقعة داخل منزل الزوجيّة فقط ، أما إذا حصلت في أوتيل أو أي شاليه لا تعتبر جريمة زنا! والعقوبة تميّز أيضا» بين الرجل و المرأة  فالرجل يحكم عليه بالسجن لمدة تتراوح بين الشهر و السنة اما المرأة تحكم بالسجن لمدة تتراوح بين ثلاثة اشهر و السنتين ! هذه القوانين هي تجليّات للفكر الذكوري الذي يتبلور في العلاقات الأسرية.
بناء على ما سبق قدّمت جمعيّة  «كفى» إقتراح قانون « مكافحة العنف الأسري» و حماية النساء من هذا العنف. و ينص القانون على توفير الحماية لاي إمراة من العنف و تمكينها من اللجوء الى القضاء كمحاولة لردع العنف منذ بدايته منعا» لتطوّره ووصوله الى مرحلة القتل تحت غطاء « جرائم الشرف».
أما أبرز نقاط مشروع القانون هي إعتبار العنف الأسري جريمة والعمل على تخصص بعض المحاكم لمعالجة هذه القضايا وضرورة  ان تكون المحاكمات سريّة.
وتضيف روحانا انه تم إقرار هذا القانون في مجلس الوزراء في 6 نيسان 2010 و تم تحويله الى المجلس النيابي في اوائل شهر حزيران وتم وضعه على جدول اعمال اللجان النيابية المشتركة كبند رقم 7 و لم يتم حتى الآن تشريعه.
وتعتبر روحانا أن الدولة اللبنانية لم تتخذ حتى اللحظة قرار التدخل في القضايا و النزاعات الأسريّة و ما يعزز هذا القرار هو وجود المحاكم الروحيّة و الشرعيّة التي تم تفويضها البت بكل ما يتعلّق بالأسرة.أما الدولة فهي شبه غائبة عمّا يجري من نزاعات داخل الأسرة اللبنانية.

ضرورة إلغاء ما يسمَى
 بـ «جرائم الشرف»
تشدد المحامية لارا سعادة على ضرورة إلغاء ما يعرف ب « جرائم الشرف» واعتبارها جريمة قتل كغيرها من الجرائم التي تستلزم إنزال أشد العقوبة بمرتكب هذه الجريمة لأنها تخالف حقوق الإنسان، والدستور اللبناني الذي كرّس المساواة بين جميع المواطنين أمام القانون من دون تمييز، كذلك يخالف هذا النوع من الجرائم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و إتفاقية مناهضة جميع اشكال التمييز ضد المرأة.
كما تؤكد روحانا على ضرورة إقرار قانون « مكافحة العنف الأسري» و إعتبار أن العنف جريمة يعاقب عليها القانون. وهذا يعتبر خطوة « أوليّة « لخلق تغيير على مستوى الوعي و السلوك عند الأفراد. كما تشدد على أهميّة تطوير قوانين الأحوال الشخصيّة لأنها أولوية نظرا» لكونها تحكم العلاقات داخل الأسرة التي تمثّل نواة المجتمع.
وهكذا يتاح للمرأة الحصول على حقوقها و يساعدها على المشاركة الفعليّة في قرارات الأسرة و على مستوى القرار السياسي.

No comments:

Post a Comment