Pages

May 23, 2011

Al Mustaqbal - une crise d'eau a Rachaya - May 23, 2011

أزمة مياه خانقة على أبواب الصيف.. والوزارة غائبة
راشيا تخشى شبح العطش وتهدد بتحركات شعبية
المستقبل - الاثنين 23 أيار 2011 - العدد 4005 - بيئة - صفحة 9




راشيا ـ عارف مغامس

أطل شبح العطش برأسه من جديد على عشرات القرى في قضاء راشيا، فيما السماء لا تزال حتى الساعة تروي ظمأ الأرض، مخففة من وطأة المعاناة، التي يبدو أنها قدر الأهالي الصابرين منذ سنوات على العطش وعلى المظلومية التي لم يتحسسها سوى قلة من المسؤولين، لا سيما من عاش هموم الناس ومعاناتهم، في وقت تضن فيه مصلحة مياه البقاع بخيرات الارض والسماء على الأهالي، وكأن ارتواء حقول القمح والمشاريع الزراعية والسياحية الخاصة، هي نهاية قساطل جر المياه.
ومع اطلالة فصل الصيف كما في كل عام، تعيش قرى قضاء راشيا أزمة مياه خانقة في ظل غياب شبه تام لمياه الشفة التي من المفترض أن تصل الى القرى من محطة لوسي في البقاع الغربي، في وقت تتهرب مصلحة مياه البقاع من مسؤوليتها عن الحال المزرية التي وصل إليها الوضع لا سيما وأن حصارا قاسيا مفروضا على قساطل ضخ المياه إلى آلاف الوحدات السكنية، فيما الأسباب والذرائع لا تقنع مواطنا ولا مسؤولا ولا أية جهة، طالما أن المياه المخصصة للمنطقة باتت تباع لأصحاب المشاريع الزراعية وغير الزراعية وفق ما لفت إليه أكثر من مصدر متابع، في حين يعزو مصدر في مصلحة مياه البقاع السبب الى ضعف تغذية محطات الضخ في لوسي بالتيار الكهربائي، ونظرا الى حجم الأعطال التي تتعرض لها محطات الضخ.
ويوضح المصدر أن خزانات لوسي تعمل بالجاذبية وتحتاج إلى كهرباء متواصلة وقوية، لكن وضع الكهرباء مزر وغير منتظمة وضعيفة، الأمر الذي يفاقم المشكلة، ناهيك عن ازدياد الوحدات السكنية.
رئيس بلدية كوكبا عقل مغامس استغرب كيف أن مصلحة مياه البقاع تتقاضى رسوما من المواطنين على المياه وهم لا يشربون، كاشفا عن تحرك لعدد من رؤساء بلديات راشيا، لاستصدار مرسوم يقضي بإعفاء قرى راشيا من الرسوم المفروضة على المواطنين خاصة في السنوات السابقة، التي كانت فيه المياه شبه منقطعة عن القرى.
وحذر مغامس من تمادي البعض في تهميش المنطقة التي لها حق على وزارة الطاقة والمياه، وتحديدا على مصلحة مياه البقاع، لا سيما وأن المنطقة تحتاج إلى عناية فائقة لأنها حرمت طويلا من مياه الشفة ومن المشاريع قبل أن تعود إلى خارطة الدولة منذ سنوات.
وسأل عن وعود المصلحة بشأن تأمين "تابلو" الكهرباء للبئر الإرتوازية في بلدة كوكبا واعادة تأهيله بما يتلاءم مع الآبار الحقيقية، إذ شكا من اهتراء الشبكة القديمة وعشرات الثقوب في القسطل الرئيسي الذي يغذي البلدة والبلدات المجاورة حيث لم يتم تبديلها أو اصلاحها ما يزيد الطين بلة، اضافة الى حرمان بعض البيوت على جانبي الطريق الرئيسة من مياه الشفة خاصة وان اصحاب هذه البيوت تقدموا بطلبات اشتراك منذ أشهر.
واشار إلى وجود أزمة مياه خانقة في البلدة، ومعظم المواطنين يعتمدون على صهاريج المياه وعلى مياه العيون والينابيع المجاورة في بعض القرى لاسيما وان مياه البقاع تحتوي على كمية نيترات غير طبيعية. وانتقد هدر المياه في أمكنة ووجود أماكن محظية تنعم بالمياه التي باتت باب كسب عند البعض فيما القرى في راشيا ترزح تحت شبح العطش والحرمان.
أما رئيس بلدية العقبة رشيد حماد، فانتقد التمادي في تهميش المنطقة، مطالبا مصلحة مياه البقاع بمعالجة جدية لأزمة المياه والالتفات إلى مصالح الناس وهموم المواطنين، خاصة وان الصيف على الأبواب والحاجات كثيرة، لافتا إلى أن معظم شبكات المياه مهترئة وصدئة، ومتقطعة الأوصال فيما الآبار الارتوازية غير قادرة على تلبية حاجات الناس، خاصة مع اتساع رقعة العمران والحاجة الملحة لمد شبكات جديدة حيث لا قدرة للبلديات لتحمل هذه الاعباء التي هي من صلاحيات مصلحة مياه البقاع التي تتقاضى الرسوم من الأهالي. ولفت إلى مشاكل كبيرة في بئر العقبة، متسائلا عن مصير أكثر من كتاب رفع من البلدية السابقة والحالية إلى المؤسسة لإصلاح البئر وتزويدها بالمضخات واللوازم التي من شأنها ان تشغل البئر المتوقفة عن الضخ.
حالة الشح التي بدأت تتسرب مجددا إلى قرى راشيا، دفعت المواطنين إلى الينابيع والى شراء الصهاريج، في وقت حذر عشرات المواطنين من التعاطي باستخفاف وبعدم مبالاة من قبل مصلحة مياه البقاع مهددين بتحركات شعبية لانقاذ هذا المرفق الحيوي من الهلاك ومن القرصنة، ومن اجل تحقيق التوازن بين القرى والمناطق، لأن الأوضاع السيئة التي وصلت اليها البلاد اقتصاديا لا يمكن السكوت عليها بعد اليوم.
ويستغرب البعض وجود موظفين أو ثلاثة فقط يعملون ميدانيا على الارض في منطقة واسعة الانتشار جغرافيا وسكانيا، فيما يتكدس الموظفون الاداريون وراء المكاتب وفي الدوائر والمصالح.

No comments:

Post a Comment