Pages

September 25, 2012

Alakhbar - Lebanon, Kidnapped Lebanese citizen escapes abductors, September 25 2012


لا يمر أسبوع في البقاع إلا ويخطف مسلسل الخطف الأضواء. يلقي بظلاله المرعبة على حركة المواطنين وتنقلاتهم. يتلبّسهم هاجس الخوف من وقوعهم في مصيدة خاطفين يتنقلون بحرية على الطرقات البقاعية الرئيسية والفرعية، من دون أن تجد القوى الأمنية حلاً لها. ربما الحظ حالف محمد باسل الميس، الذي خطف من أمام منزله ليل السبت الفائت، لكي يفر من خاطفيه الذين تركوه مقيداً في إحدى مغاور مرتفعات بلدة قب الياس في البقاع الأوسط.
روى الرجل وعيناه تغرقان في دمعهما «ما خلّوا مسبة وشتيمة إلا وسبوها، ربطوا يدي بأشرطة بلاستيكية، وأنا مغمض العينين ثلاثة أيام متتالية. حاولوا تمويه أصواتهم بأصوات ذات لهجة بعلبكية، إلا أنني عرفت أنهم ليسوا من بعلبك أو الهرمل، لأن تقليدهم للهجة فاشل. كذلك حاولوا أن يوهموني أنهم من مذهب غير مذهبي. يكشف الرجل عن ظهره لتبدو علامات التعذيب الذي تعرض له، قبل أن يروي تفاصيل هروبه يوم أمس. يقول: «ما كنت عم شوف بس حاسس إنو المنطقة التي أخذت إليها جردية. تعودت خلال ثلاثة أيام أن يناوب كل يوم واحد لحراستي». يتابع وفي فمه غصة، يرفقها بحمد ربه على خلاصه، فهو لم يكن يدري أن المكان الموجود فيه خال من الخاطفين «صرت صرّخ بدي إشرب، بدي حدا يحل من إيدي الرباط، فلم يردّ عليّ أحد. انتظر ساعات ليردّ عليه أحد. حاول النظر من تحت العصابة، فاكتشف أنه في مكان جردي، واستطاع أن يفك رباطه البلاستيكي بعد حكّه بالصخر، وانطلق في الجلول وبين الصخور. ويضيف: «ظهر طريق الشام بيروت أمامي، لكنني خفت أن أسلكه، خوفاً من أن يكون الخاطفون في الطريق».
هكذا وصل الميس إلى منزله عند الثانية عشرة ظهراً. على الأثر أبلغ القوى الأمنية والعسكرية ما حصل معه، وكيف كانت رحلته، ومن ثم توجه مع أفرادها ليرشدهم إلى المكان الذي احتجز فيه.
فك الميس أسره وأسر إخوته الذين اتصل بهم الخاطفون وطلبوا منهم فدية مالية قدرها 4 ملايين دولار مقابل الإفراج عنه، ووصلت إلى 400 ألف دولار في آخر اتصال لهم.
لكن الأمر اختلف مع المغترب الحاج علي منصور، ابن بلدة غزة في البقاع الغربي، الذي أفرج عنه مقابل فدية مالية قدرها 600 ألف دولار أميركي، بعد وساطات سياسية وحزبية وعشائرية تدخلت للإفراج عنه، الذي جرى بطريقة التسلم والتسليم عند طريق دورس بعلبك. ازدحم منزل الحاج منصور بالمهنئين من شخصيات سياسية وأمنية ودينية، في مقدمهم وفد من دار الفتوى يترأسه مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس. أكد منصور لـ«الأخبار» أن مساعي مكوكية جرت على أكثر من صعيد، أثمرت الإفراج عنه، من دون أن يؤكد المبلغ الذي دفع مقابل الإفراج عنه، كما نفى أن يكون تعرض للضرب أو الإهانة، «بل عاملوني بطريقة مقبولة إلا أنهم خطفوني». وتمنى للخاطفين «الهداية والتوبة عن مثل هذه الأعمال». وناشد الدولة اللبنانية العمل بجد لتحسين صورتها أمام المغترب اللبناني.
مصدر أمني أكد أن فرع المعلومات استطاع توقيف ثلاثة أشخاص، هم ع. ف. (أجنبي)، وأ. أ. من بلدة المخطوف، وم. ك. من منطقة البقاع الأوسط، وآخرين أوقفتهم استخبارات الجيش في البقاع الشمالي. ولفت إلى أن عصابة الخطف تشكل سلسلة متصلة بين المناطق البقاعية، ولم تعد محصورة في منطقة واحدة. وأعلن أن التحقيقات في قضية خطف الميس توصلت إلى خيوط لمعرفة الخاطفين.


No comments:

Post a Comment