البلد
الخميس 11 شباط 2010 العدد – 2138
أخبار البلد
الكوتا التي تراها المرأة فرصة لإثبات الذات
تغريد السميري
الأحزاب، الجمعيات النسائية، العمل الاجتماعي هي الطرق التي سلكتها النساﺀ في الانتخابات البلدية الفائتة فحازت في نهايتها على 2.3% فقط من المقاعد. اليوم وبعد أن أقرّ مجلس الوزراﺀ اللبناني كوتا بنسبة 20% للنساﺀ في المجالس البلدية، فما الطريق الذي ستسلكه السيدات في انتخابات حزيران المقبلة لنيل خمس المقاعد في مجالس البلديات؟ . الإجابة كانت لدى عضوات مجالس بلدية حالية ومرشحات للمجالس المقبلة.
"أنـــا فــي خــدمــة البلد مــن دون بلدية" فاطمة عز الدين العضوة الــوحــيــدة فــي أول مجلس بلدية لقرية برج رحّ–ال قضاﺀ صور. عملها في الحقل الاجتماعي منذ ما يقارب الثلاثين عاماً وترؤسها لشؤون المرأة في حركة أمل في فترة معينة مهدا الطريق لها للوصول إلى البلدية.
عند بدﺀ الحديث عن إقامة مجلس بلدي في بلدتها لم تفكر عز الدين بالترشح وتقول لـ "صــدى البلد: " مــا كنت مفكرة بالموضوع، ولكن رشّح اسمي ابن بلدتي النائب علي خريس. وفازت عز الدين بالتزكية، وعــنــد ســؤالــهــا عــمّــا إذا لــم يتوفر التوافق على ترشحها وانتخابها هل كانت ستنجح تجيب "نعم كنت سأفوز حتى لو من غير بالتزكية، فأنا لم أفرض نفسي ولكني خلقت في العمل الاجتماعي الذي نقلني بعدها إلى العمل البلدي".
تحرص عزالدين على دوامها في مقر البلدية ومنذ انتخابها حتى اليوم استطاعت أن تنفذ عــدداً لا بأس به من المشاريع الخاصة بنساﺀ قريتها "كــافــتــتــاح نـــادٍ ريــاضــي وتشغيل عدد من النساﺀ عبر مشروع لتجفيف الفواكه وإقامة عدد من دورات اللغة والكمبيوتر والأشغال اليدوية".
المرأة الوحيدة في مجلس بلدية برج رحّال تعلّق على موضوع الكوتا النسائية بالقول "الكوتا لا توجد فيها ديمقراطية ولكنها ببساطة تختصر وصول المرأة إلى المجالس"، وترى عز الدين أنه بعد فترة زمنية معينة قد لا تحتاج المرأة للكوتا "لأنو بتكون فرضت نفسها وبتكون صارت موجودة". تستعد عز الدين للترشح للانتخابات البلدية المقبلة وتؤكد أنــه في حــال عــدم وصولها إلى المجلس مجدداً فإنها ستتواجد حتماً في العمل الاجتماعي وتختم بالقول "أنا في خدمة البلد من دون بلدية".
في بلدة العبادية- قضاﺀ عاليه استطاعت نجلاﺀ العنداري اختراق اللوائح بترشحها منفردة للانتخابات البلدية العام 2004. كانت البلدية آنذاك بعهدة المحافظ بسبب وفاة معظم أعضائها. تستعيد العنداري تلك الأيام قائلة "كانت هناك هجمة على الترشح وبدأت تتشكل اللوائح من دون وجود أي امرأة ضمنها "، وتضيف" كنت مصرّة على أن أترشح مهما كانت النتائج".
اعتمدت العنداري على رصيدها فــي العمل الاجتماعي الــذي كان ضمن لجنة حقوق المرأة اللبنانية وتوضح قائلةً "استندت إلى قدراتي وعملي الاجتماعي واستطعت خرق اللائحة وكنت المرأة الأولى والوحيدة التي تُنتخب في المجلس البلدي".
استطاعت العنداري أن تنتزع مقعداً في البلدية نافسها عليه شــاب مــن طائفة أخـــرى مــن خلال حصولها على 800 صوت والملفت أنه في اليوم التالي طُلب منها أن تنسحب لصالح هذا الشاب ولكنها رفضت.
تختصرعضوة المجلس البلدي فــي الــعــبــاديــة الــصــعــوبــات التي واجهتها بطلب انسحابها وتضيف "أيضاً واجهتني صعوبة من خلال عدم احتساب الأصوات التي كتبت اسمي مصحوباً باسم عائلة زوجي وهي ابو حمزة، ولم يتم احتسابها رغم أنني كنت المرشحة الوحيدة ولا يوجد أي امــرأة اخــرى ليتشابه اسمي معها".
وعــن ردة فعل زملائها الرجال فــي المجلس على نجاحها تقول الــعــنــداري "كـــان فــي قــبــول مية بالمية".
تحرص العنداري على الالتزام بـــدوام العمل الرسمي، فتتواجد ستة أيام في الأسبوع بمقر البلدية.
وفي حين ترى أن الكوتا خطوة جيدة "لمرحليتن أو ثــلاث مــراحــل حتى تصل المرأة وتثبت وجــودهــا"، فإن العنداري تعتقد أن الأهــم هو "أن نثق كنساﺀ بأنفسنا وألا نخاف أو نتردد". استطاعت خلال عملها في البلدية أن تنظّم يوماً طبياً مجانياً وندوات توعية صحية لنساﺀ البلدة وأن تتابع أحوال أهل العبادية وتقول" أنا دائماً جاهزة لأي طارئ حتى بين الجار وجاره". وتخطط حالياً للترشح مجدداً إن سمحت ظروفهاوتشير إلى أن ترشّح أكبر عدد من النساﺀ" أمر ضروري جداً وذلك من خلال تجربتي التي اعتبرها تتمة لعملي الاجتماعي ولكن بشكل أوسع".
العمل الاجتماعي مهد الطريق لوصول عز الدين والعنداري إلى عضوية المجلس البلدي وإن جاﺀ عمل الأولى في سياق حزبي والثانية ضمن جمعية نسائية. ولكن مــاذا عن المرشحات اللواتي لم يسبق لهن أن مارسن أو انخرطن في هذين الحقلين؟ .
نورما ثلج واحــدة من المرشحات اللواتي لم يأتين من خلفية حزبية أو اجتماعية، ولكن طريقها إلى البلدية يمرّ بـــ "تنظيم الأســـرة" الجمعية التي نظمت دورة تدريبية تحضيرية لمشاركة النساﺀ في الانتخابات البلدية بتمويل مــن مركز الــشــراكــة الشرق أوسطية.MEPI التقت "البلد" ثلج في ختام الدورة التي امتدت على أربعة أسابيع حيث تزودت خلالها بأمور أساسية تحتاجها لتكمل طريقها باتجاه الحصول على مقعدبلدي في قريتهاالمية ومية، هي الآتية من العمل في معهد للتجميل تختصرها بالقول "اكتسبنا ثقافة قانونية وحقوقية حول العمل البلدي وكذلك باستعراض الصعوبات التي قد تواجهنا كمرشحات بتنا جاهزات للتغلب عليها". تتابع ثلج قائلةً "يجب أن نكون قدوة لغيرنا حتى لو لم نصل إلى المجلس البلدي، وأنا على الصعيد الشخصي هدفي الوصول ولكن إذا فشلت على الأقل أكون قدمارست حقي الطبيعي في الترشح".
بعد انتهاﺀ الــدورة التي خضعت لها ثلج مــع 14 سيدة أخـــرى بــدأت خطة عملها تتبلور لديها وتوضح ذلك بالقول "سأنظّم حملةً صحيةً في بلدتي ومعارض للأشغال اليدوية وسأعمل على بناﺀ دار حضانة وتشغيل أكبر عددمن، النساﺀ وسأعمل أيضاً على إقامة ندوات تثقيفية".
يشير رئــيــس جمعية تنظيم الأســرة توفيق عسيران إلــى تراجع عدد المرشحات في كل من الانتخابات البلدية والنيابية قائلاً "ما لدينا من أعــداد تقريبية يشير إلى أن هناك 210 سيدات فقط من أصل 9100 عضو مجلس بلدية، ومن ضمن 945 بلدية توجد أربــع أو خمس بلديات تترأسها سيدات".
تطمح البلدية بحسب عسيران إلى "ترشيح ثلاثين سيدة من خلال عمل اللجان في القرى التي ستشكلها السيدات اللواتي شاركن في الدورة التدريبية"، ويوضح أن التدريب الذي خضعت له السيدات هدفه "إيضاح ماهية البلدية، والتأكيد على حق المرأة بالمشاركة في الحياة العامة، وكذلك تعبئة النساﺀ باتجاه دفعهن لتخطي حــاجــز الــخــوف والــتــردد".
ويعلّق عسيران على اقـــرار الكوتا بالقول "إن القانون وحده لا يفيد إلا إذا اقترن بالتوعية"، ويختم داعياً وزير الداخلية والبلديات زياد بارود إلى "إقامة صندوق تبرعات لدعم النساﺀ في الانتخابات البلدية، لأن مصاريف الحملات الانتخابية تعيق ترشح كثير من" النساﺀ.
No comments:
Post a Comment