الجمعة 12 آذار 2010 العدد – 12828 اللواء التربوي
<المرأة بين الإتفاقيات الدولية والقانون اللبناني> التشريعات الداخلية مناقضة للمواثيق العالمية
الصلح، ومرعي وشحادة خلال الندوة
تزخر القوانين العالمية بالمناداة بحقوق المرأة والمساواة بينها وبين الرجل ولكن حين ينحصر الأمر في الإطار المحلّي يبدأ التلكؤ في إقرار هذه الحقوق وحتى التوقيع على الإتفاقيات الدولية التي تلغي أشكال التمييز ضد المرأة · وعلى الرغم من إلتزام لبنان بالمواثيق الدولية الا أن بعض التشريعات الداخلية جاءت مناقضة لهذه الإتفاقات · ولمناسبة يوم المراة العالمي الذي يوافق في الثامن من آذار من كل عام أقام مركز الخيام لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب وضمن إطار مشروع <الحد من تهميش المرأة> ندوة حوارية تحت عنوان:>المرأة بين الإتفاقيات الدولية والقانون اللبناني> في فندق الكومودور الحمرا بحضور رئيس المركز محمد صفا والمحامي أحمد الصلح ورئيسة التجمع النسائي الديمقراطي جمانة مرعي ورئيسة بيت أطفال الصمود جميلة شحادة ومهتمين· الصلح قدّم المحامي الصلح لأشكال التمييز ضد المرأة في القانون اللبناني من قانون الجنسية الذي لم يراع أوضاع الأولاد القاصرين كما قانون العقوبات الذي يحمل في طياته الإنحياز الكامل للرجل ضد المرأة من خلال ما يسمّى بجريمة الشرف وتعليق العقاب على مرتكب عمليات الإغتصاب والخطف في حال تم الزواج بعد الجرم · كما تطرّق الصلح الى التمييز في التعويضات الإجتماعية وقانون العمل حيث يتجسّد التمييز بين المرأة العاملة في القطاع الخاص والعام· ولعلّ أبرز التمييزات هي في قانون الأحوال الشخصية حيث أن الميزة الأبرز لدى غالبية الطوائف هي التمييز الواضح في الحقوق بين الرجال والنساء والتي أتت دائماً لمصلحة الرجال· وأوصى الصلح بتعديل قانون الجنسية وإلغاء جميع أحكام قوانين العقوبات الوطنية التي تشكّل تمييزاً ضد المرأة وتعديل الباب الثالث من قانون الضمان الإجتماعي فيما يتعلّق بالتقديمات التعليمية والعائلية والأهم من كل ذلك إصدار قانون مدني للأحوال الشخصية لكافة المواطنين على أن يكون الجميع على قدم المساواة· مرعي بدورها شرحت مرعي أن الحركة النسائية في لبنان واقعة بين فكي <النظام السياسي المتخلف الذي لا يقوم بأي اصلاح ولا يعنى بقضايا حقوق الانسان أو يهتم بأي تغيير، والقوى الدينية وبالتالي قوى السلطة التي تقف في معظمها ضد الاصلاحات كالغاء التمييز والطائفية>معتبرة أن هذه الحركة أصبحت <هرمة> حيث أنها لم تستطع تجديد خطابها لاستقطاب الاجيال الشابة، بسبب ضعف رؤيتها الحقوقية ونظرتها الضيقة لجهة تطور المرأة،وعلى الرغم من أنها تأسست كحركة رائدة ونخبوية، لكنها لم تنجح في أن تتحول الى حركة تعبوية، جماهيرية، بسبب إرتباطها بالقوى السياسية · وختمت بأنه لا يمكن أنكار ما قامت به هذه الحركة النسائية من إرتقاء بقضايا المرأة لأن تكون جزءاً من قضايا الوطن· شحادة أما شحادة فعرضت لمعاناة المرأة الفلسطينية في المخيمات التي تقف في الثامن من آذار في يومها العالمي وهي كلها حنين للأحبة المنتشرين في أقطاب الارض على أمل أن يجمعهم وطن واحد في يوم من الأيام فهي التي منذ وجدت وهي تعاني لاجئة في وطنها وخارجه في مخيمات تفتقر للكثير من المقومات الحياتية تحلم بمنزل صغير يأويها مع عائلتها فتصطدم بقانون يمنعها من تحقيق حلمها خارج المخيّم القاتم· وتابعت شحادة أن المرأة الفلسطينية تقف تستجدي المساعدة على ابواب المستشفيات واحيانا كثيرة لا تجدها وعندما تتّجه الى العمل لتعويض حلمها بالتعلّم عن طريق تعليم أبنائها يقف قانون العمل الذي لا يمكن ان تعمل بموجبه بأكثر من 73 مهنة·ولم تنس شحادة المرأة الفلسطينية الأسيرة في السجون الإسرائيلية التي تعيش أصعب الظروف وكذلك زوجات الشهداء والمعتقلين اللواتي يناضلن لتكملة مسيرة أزواجهن في تربية أبنائهن داعية المؤسسات الدولية ونساء العالم الى الوقوف <وقفة جدية وحازمة للتضامن ونصرة المرأة الفلسطينية التي تعاني وما زالت لاثبات وجودها وتحقيق حق العودة لاجيالنا القادمة>· نغم أسعد تصوير:سمير المصري
No comments:
Post a Comment