بعدما طالب بمحاكمة سرية كونه مهدداً من الإسرائيليين
موقوف يقرّ بتزويد "الموساد" إحداثيات مواقع مغاور ومراكز لـ"حزب الله"
طالب الموقوف جرجس الياس فرح بمحاكمة سرية في معرض استجوابه أمس أمام المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن نزار خليل وعضوية المستشار المدني القاضي داني الزعني وبحضور ممثل النيابة العامة فادي عقيقي، بجرم التعامل مع المخابرات الإسرائيلية، زاعماً بأنه مهدد من الإسرائيليين.
وما لبث فرح أن أدلى بإفادة مفصلة اعترف فيها بدخوله الى إسرائيل مرتين في العامين 2005 و2006 وتقاضيه مبلغاً اجمالياً قدره عشرين الف دولار بمثابة "مصاريف" لرحلتين الى تركيا نقل منها الى إسرائيل.
وذهب فرح في اعترافه الى أبعد من ذلك، حين أقر بتدريبات تلقاها في إسرائيل على يد أحد الضباط على جهاز إرسال يحدد الاحداثيات في بلدته في علما الشعب وأماكن أخرى، وتزويد مشغليه بمعلومات عن مغاور في المنطقة ومدرسة البياضة التي كان فيها عناصر من "حزب الله".
وأفاد فرح وهو عسكري سابق في الجيش وعمل لفترة طويلة في سلاح الاشارة ان تقرير مخابرات الجيش والذي يقصد به التحقيق الاولي الذي أجري معه مغاير للحقيقة وقال بحضور وكيله المحامي ربيع نصرالله: "أنا موقوف لأسباب أمنية. وأطلب محاكمتي في جلسة سرية لسلامتي كوني مهدداً من الإسرائيليين".
وأوضح رئيس المحكمة للموقوف ان له كامل الحرية في قول ما يريده أمام المحكمة، التي في حال ارتأت عقد جلسة سرية خلال استجوابه، فستفعل ذلك، اما في حال امتنع عن الاجابة فستحكم عليه في ضوء التحقيقات الاولية، وسئل: لماذا ذكرت أشياء لم تكن تريد قولها، فأجاب: انا قلت للمخابرات كامل الحقيقة انما هناك تشويه. أضاف: إذا نقلت الحقيقة الى الإعلام فإن ذلك سيهدد حياتي.
وبعد ان أوضح له رئيس المحكمة انه سبق للمحكمة ان حاكمت متهمين بالجرم عينه بشكل علني سأله عن مصدر المتفجرات التي ضبطت في منزله، فأفاد بأنه كان يستعملها في تفجير الصخور لاستصلاح الأراضي، واستحصل على مواد متفجرة من عناصر جيش لبنان الجنوبي قبل التحرير. وعن ضبط بودرة في كيس كتب عليه بالعبرية، أفاد فرح انها بنج للخنازير.
ورداً على سؤال قال فرح انه خلال فترة الاحتلال بقي في بلدته علما الشعب انما لم يلتحق بجيش لحد وأضاف: انا عسكري سابق في الجيش حتى العام 1983 وكنت في سلاح الاشارة.
وسئل من يكون فارس القسيس فقال انه كان مسؤولاً عسكرياً في جيش لحد. اما عقل هاشم فكان مسؤول المنطقة.
وحول ما أفاد به سابقاً بأنه دخل إسرائيل عام 1996 قال فرح، انه قصد إسرائيل لعلاج أولاده واستحصل على تصريح الدخول من الإدارة المدنية.
وعمن يكون أحمد شبلي صالح، أفاد فرح ان عمره بحدود السبعين عاماً وكان يشتري سابقاً من محل لوالده، وهو حالياً في إسرائيل.
وروى فرح علاقته بصالح المذكور، فقال: اتصل بي وهددني باسم الإسرائيليين، وقال عني اني مسؤول كبير في حزب الله، انما انا لم اتبع أي حزب، ولكن سبق وعملت مندوباً للحزب خلال الانتخابات النيابية وأبلغته ان لا علاقة لي بالحزب. أضاف: أبلغني ان اليهود غير مقتنعين بهذا الكلام وطلب مني السفر الى تركيا، فعمدت الى حرق خط الهاتف، لكنه عاود الاتصال بي على رقم هاتفي الجديد ولا أعرف كيف عرف به.
وتابع فرح يقول: "وافقته على السفر الى تركيا، وكنت قد أعلمته قبل سفري في أي فندق سأنزل، وكان ذلك عام 2005. وعندما وصلت الى الفندق استقبلني ضابطان احدهما يدعى داني والآخر توما، وعندما سألتهما عن صالح أبلغاني انه لم يستطع الحضور كونه مطلوباً من الانتربول، ثم اخذاني الى منطقة البحر حيث هددني داني بمسدس وضعه على رأسي...
وهنا طلب التوقف عن الكلام، لكن رئيس المحكمة سأله عما طلبه منه داني فلم يجب قائلاً: أنا أحمّل الرئاسة الكريمة مسؤولية ما قد يحصل.
وعندما تلا رئيس المحكمة جزءاً من افادة فرح الاولية عاد الاخير ليتابع: "قال لي داني ان هناك خرطوشة في المسدس مكتوب عليها اسم جرجس فرح، وفي جيبه مبلغ 5 آلاف دولار، فأيهما اختار.
وتوجه فرح الى رئيس المحكمة قائلاً: لو كنت مكاني ماذا كنت ستفعل، وأنا أجبت داني "لا هيك ولا هيك".
وأضاف فرح: عندها اخذوني الى غرفة تفتيش واصطحبني شخصان الى المطار وعندما دخلت الطائرة كان داني يجلس خلفي، ودخلت دون تأشيرة، وكان ذلك في نيسان عام 2005، حيث قابلت ضابطاً إسرائيلياً يدعى توما وآخر يدعى شوقي مسؤول الموساد، حيث رحّب بي الأخير قائلاً أهلاً وسهلاً بمسؤول حزب الله في الجنوب.
وبعد ان أوضحت له اني عملت مندوباً فقط للحزب سألني عن نتائج الانتخابات النيابية والأصوات التي حصل عليها نواب الحزب.
وبسؤاله أفاد فرح انهم عرضوا عليه صوراً جوية تشمل منطقة صور وعلما الشعب ومروحين، وطلبوا ان أدلهم على منزلي ومنازل أشخاص من آل فرح.
ثم سألوني عن مركز الحزب على الخريطة، انما أنا لم أكن أعرفه، وهو عبارة عن تخشيبة، كما سألوني عن مدرسة رسمية وجامع، وعن منزل يوسف سبليني الذي فرّ الى إسرائيل.
وهل طلبوا تحديد أهداف معينة فأجاب فرح: كلا، انما سألوني عن مغاور فحددت لهم عدداً منها وأنا أعرفها كوني راعياً وكل الرعيان يعرفون مكانها. ولهذا السبب وقع اختيار الإسرائيليين عليّ.
وسئل عمن كان يستعمل هذه المغاور فأجاب: لا أحد، ثم أردف: "لا أعرف إذا كان أحد يستعملها".
وعما إذا تم استهداف مغاور خلال حرب تموز فأجاب فرح بالنفي، وقال، انما استهدفت منطقة حامون وهي وادي وسبق ان سألوني عن اسم هذه الوادي وهي قريبة من منزل العميد الياس زعرب وهو ابن بلدتي.
وبسؤاله قال: سلمني توما خطاً إسرائيلياً أثناء سفرتي الأولى وكنت اتصل به بواسطته وسألوني عن أشياء كثيرة وأنا كنت "أكذّب عليهم". كما سئلت عن احداثيات عن منازل وكاراجات.
وسئل: هل تعرف اين تقع مخازن حزب الله فأجاب: كلا. وأضاف ان الإسرائيليين أعطوه في السفرة الأولى مبلغ خمسة آلاف دولار.
وأفاد فرح انه خلال وجوده في إسرائيل قام توما بتدريبه على كيفية تحديد مواقع على الصور الجوية.
ولماذا سئل عن مدرسة البياضة أجاب: لان فيها حزب الله. واخبرتهم بذلك ولا أعرف إذا استهدفت خلال حرب تموز أو تم تفجيرها.
وسئل: هل سئلت عام 2006 عمن يقوم بحفر الجبل في علما الشعب فأجاب: "سألوني إذا كان الحزب ينشئ مغاور في علما، فقلت لهم لا أعرف".
واعترف فرح بأنه في آذار عام 2006 سافر الى تركيا بناء على طلب توما ومن هناك الى إسرائيل حيث التقى بداني أيضاً وسلمه جهاز إرسال أحضره معه بشكل عادي عبر المطار. وقد أحضروا صوراً عن المغاور للتأكد من صحة المعلومات التي زودتهم بها، واستحصلت منهم على مبلغ 13 ألف دولار وضعوا قسماً منه في مخبأ سري في حقيبته والباقي في جيبي. وبعد عودتي راحوا يتصلون بي عبر الخط الإسرائيلي لان الجهاز لم يعمل.
وعما أفاد به سابقاً من أنه كان يستعمل الجهاز واستغنى عن الخط أجاب: غير صحيح.
وسئل عما فعله خلال حرب تموز فقال: بقيت في منزلي ولم أغادره، ولم يتصلوا بي خلال الحرب.
وعما قاله سابقاً بأنه بقي في منزله لأن الإسرائيليين طمأنوه بأنه لن يقصف أجاب غير صحيح، فقد أصيب منزلي بقذيفة، كما اصيبت زوجتي بعينها.
وأفاد فرح انه خلال العام 2007 أرسلوا لي مبلغ الفي دولار عبر "الوسترن يونيون". وأضاف ان توما اتصل به وأبلغه انه سيرسل له usb عدد 3 مع أخيه الموجود في لندن، وأخبرت الأخير ان صديقاً لي سيرسل لي الأغراض معه ولم يكن أخي يعرف بهوية المرسل ولم أخبره إلا بعد ان سلمني إياهما.
وعن سبب إخفاء الجهاز وخط الهاتف والـusb في حديقة منزله قال: لاني لم أكن مقتنعاً بما فعلته.
ونفى ان يكون الإسرائيليون قد سألوه عن حواجز الجيش انما سألوه عن المسؤول في منطقة الناقورة، وأضاف: طلبوا مني قياس المسافة التي تمتد من حاجز القوزح الى بيت ليف.
وبعد ان سأله وكيله عما إذا كان هناك أمر سري يريد الإفصاح عنه، قال فرح: ما هو سري قلته الآن، ثم استمهل للمرافعة فتقرر ذلك الى الثامن من تشرين الأول المقبل.
يذكر ان جان فرح وأحمد صالح وفارس القسيس يحاكمون بالصورة الغيابية في هذه القضية.
No comments:
Post a Comment