Pages

March 9, 2011

Al Mustaqbal - Health rights of Palestinian Refugee child - March 09, 2011

صيدا ـ رأفت نعيم

شهد مخيم عين الحلوة امس مأساة عائلة فلسطينية تختصر بأبلغ تعبير معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان في ظل انعدام الخدمات الصحية والاجتماعية لهم وتقليصها من قبل وكالة الأونروا ما انعكس ترديا في اوضاعهم على مختلف المستويات. 
ففي يوم المرأة العالمي وعلى بعد ايام من عيد الطفل، توفي الطفل الفلسطيني محمد نبيه طه ( 11 عاما) بين يدي والديه عند باب احدى المستشفيات بعدما تعذر تأمين كلفة علاجه، او على الأقل بضع ليترات من الأوكسجين كان يمكن أن تبقيه على قيد الحياة. 
ومحمد الذي يعاني منذ عامه الأول مرض نقص الأوكسيجين في الدماغ الذي تسبب له في اعاقة شبه دائمة وجعله بحاجة دائمة للعلاج، كان أدخل قبل اسبوعين الى احدى مستشفيات صيدا بعد تدخل خيرين لدى "الأونروا" لتغطية كلفة علاجه، وبعدما لم يجد هذا العلاج في مستشفى الهمشري التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني غير المجهز بآلة تنفس اصطناعي، فكان ان تكفلت الأونروا بجزء من التكلفة، واضطر اهل الطفل للإستدانة ولإخراج ابنهم من المستشفى قبل اكتمال علاجه.. ولما تدهورت حالته مجددا تم نقله الى المستشفى لكنه توفي في سيارة الاسعاف بعد تأخر تزويده بالأوكسجين وفق ما اوضح والد الطفل نبيه طه الذي روى ما جرى مع ولده فقال: "ابني كان يعاني منذ 10 سنوات من مرض صعب، واخذناه الى المستشفى مؤخرا في حالة خطرة، بداية اخذناه في حالة طارئة الى مستشفى الهمشري، لكن تبين أنه غير مجهز بآلة تنفس اصطناعي ، فأجروا له اسعافات اولية.. ثم اتصلوا باحدى مستشفيات صيدا الخاصة، لكنها رفضت استقباله لأنه فلسطيني وأبلغنا أنه يجب أن يغطى من قبل الأونروا، وبعد الاتصال بطبيب الأونروا قال يجب أن يدخل كحالة طارئة الى قسم الطوارىء لتغطيه الأونروا ، وعندما وصلنا الى الطوارىء فوجئنا بأنهم يريدون 1000 دولار تأمين ولم يكن المبلغ متوافرا وليس معنا 100 دولار حتى.. وبعد تدخل بعض الخيرين ادخلوه المستشفى وبقي 14 يوما في العناية الفائقة، وعندما جاء الطبيب قال ان الأونروا ستغطي فقط يومين من اصل مبلغ 13 مليون، وبعد الضغط غطوا عشرة ايام وباقي المبلغ لم نستطع ان نسدده. ولما تدهورت حالته مجددا عدنا الى نفس المشكلة وتوفي ابني عند باب المستشفى في سيارة الاسعاف. ونحن نحمل المسؤولية للمسؤولين عن الشعب الفلسطيني وعن الأونروا المسؤولة عن خدماته" .
وقالت والدة الطفل فاطمة طه: "رفضوا ان يغطوا تكلفة علاج ابني، 13 مليون ليرة.. صرت اركض الى هنا وهناك لأسدد الدين الذي تراكم علينا.. الله لا يسامحهم، الفقير يروح يموت احسنلو.. قالوا لي ما في حكيم. الله لا يسامحهم لا هم ولا الأونروا.. اقول لهم ابني يموت في حضني.. ". 
وقبيل تشييع الطفل طه في مخيم عين الحلوة أقدم فلسطينيون غاضبون من اقاربه على اقفال عيادات تابعة لوكالة الأونروا في المخيم، وحملوا جثمان الطفل المتوفي وساروا به في تظاهرة غضب شارك فيها عدد من ممثلي القوى الفلسطينية في المخيم، ثم وضعوه في سيارة وجابوا به الشارع الرئيسي قبل أن يوارى في الثرى في مقبرة المخيم. 
وقال محمود رابح - أحد اقرباء الطفل: "لم نعد نريد الأونروا، نريد شركة تأمين تؤمن اولادنا وعيالنا ونساءنا.. رفضوا أن يزودوه بمجرد اوكسجين حتى توفي داخل سيارة الاسعاف. نناشد كل الناس ان ينقذوا اولادنا ونساءنا وشيوخنا التي تموت على ابواب المستشفيات.. 
اشارة الى أن مأساة الطفل محمد طه تأتي في ظل تصاعد وتيرة الاحتجاجات الفلسطينية على سياسة الأونروا وتقليص خدماتها الصحية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وقبل ايام من تحرك دعت اليه بعض القوى الفلسطينية في الحادي عشر من الجاري امام المقر الرئيسي للأونروا في بيروت رفضا لهذه للسياسة الصحية الجديدة التي اقرتها الوكالة تجاههم.

No comments:

Post a Comment