تدخل معاناة الزوار اللبنانيين المخطوفين في مدينة اعزاز شمالي حلب شهرها الخامس من دون مؤشرات جدية الى نهاية سعيدة لها في الايام المقبلة على رغم جرعات تفاؤل يضخها باستمرار وزير الداخلية والبلديات مروان شربل. اهالي المخطوفين باتوا اقرب الى اقتناع بأن الحكومة التركية قد تكون خدعت الجانب اللبناني واستردت المخطوفين التركيين توفان تيكين وعبد الباسط اصلان واكتفت باطلاق مخطوف لبناني واحد في 25 اب الفائت. فمنذ ذاك التاريخ يطلق الوسطاء والمفاوضون اللبنانيون وغيرهم الوعود تلو الوعود، وسط تنافس مشايخ الشمال على استثمار قضية اطلاق المخطوفين بعد سفراتهم المتكررة الى اسطنبول وغازي عنتاب في تركيا.
الضباط الأتراك أولاً
لم تعلن انقرة صراحة ان اطلاق المخطوفين الايرانيين واللبنانيين في سوريا رهن باطلاق ضباط اتراك معتقلين لدى الجيش السوري منذ فترة غير قصيرة وهي تصر في الوقت عينه على ان الزوار اللبنانيين ليسوا على الاراضي التركية او تحت السيطرة العملانية التركية، علماً ان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو كان اول من طمأن المسؤولين اللبنانيين الى صحة المخطوفين اللبنانيين بعد اعلان الجهة الخاطفة وبعض الوسائل الاعلامية مقتلهم في اليوم عينه لخطف عشيرة آل المقداد المواطن التركي تيكين.
قبل زيارة البابا بنيديكتوس السادس عشر للبنان كانت الانباء الواردة من اعزاز واسطنبول تؤكد ان اطلاق اللبنانيين سيتم فور انتهاء زيارة البابا واخذ بعض الوسطاء يحدد اليوم والساعة لاعادة مخطوفين او ثلاثة في المرحلة الاولى. لكن تلك الوعود ذهبت ادراج الرياح وسط همسات اهالي المخطوفين عن خديعة دفعت مجموعة "المختار الثقفي" الى اطلاق سراح المخطوف التركي اصلان، اما قرار عشيرة المقداد تسليم المخطوف تيكين فله ظروفه المختلفة، وليس تمني "حزب الله" بانهاء ملف المخطوفين الاتراك الا احد الاسباب التي دفعت امين سر الجمعية والناطق الاعلامي الموقوف حالياً في سجن رومية ماهر المقداد الى اقناع ما يسمى بـ"الجناح العسكري" بتسليم تيكين الى الامن العام، بعد وعد قطعه المقداد للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم بان لا يسلم التركي الا الى اللجنة الوزارية المكلفة متابعة قضية المخطوفين.
وساطات: حركة دون بركة
كثرت الوساطات المعلنة والسرية لانهاء ملف المخطوفين وبعدما كانت العقدة الاكثر ارباكاً هي معرفة مصير حسان المقداد فان وصول احد الوسطاء الى ريف دمشق وتحديداً الى منطقة السبينة ومقابلته المخطوف اللبناني لدى الجيش الحر اماط اللثام عن مصير المقداد وتبين ان المجموعة التي تحتجزه مؤلفة من 20 مسلحاً طلبت في البداية مبلغ 50 الف دولار لكشف مصير المخطوف لديها، وفي المرة الثانية طلبت مبلغاً مضاعفاً، ولم يعمل الوسيط على تأمينه بعد،في ظل هذه الاجواء يعود اهالي المخطوفين الى المربع الاول وليس التصعيد الا احد اوجهه ما لم يصل اجتماع مرتقب بينهم وبين احد اعضاء اللجنة الوزارية الى نتائج ايجابية، مع الاشارة الى ان احد الوسطاء السوريين المقيم في دولة خليجية نصح اهالي المخطوفين عبر احد المشايخ اللبنانيين زيارة رئيس جهاز امني بموازاة لقاءاتهم مع اللواء ابرهيم "لان اتصالا واحدا من ذلك المسؤول سينهي الملف"، بحسب ما نقل بعض اقارب المخطوفين عن الوسيط. على هذا الاساس، يبقى مصير المخطوفين معلقاً على حبل الوعود وان كان المحرر التركي سمع من اوغلو عندما التقاه الاثنين الفائت في انقرة ان الحكومة التركية جادة في مسعاها الى اطلاق المخطوفين اللبنانيين علماً ان هؤلاء اكدوا انهم محتجزون قرب مخيم النازحين السوريين في كيليس على الحدود التركية السورية، وان ثلاثة مخطوفين ايرانيين كانوا في خيمة الى جانب خيمتهم.
No comments:
Post a Comment