Pages

September 22, 2012

Assafir - Lebanon, Baalabek Sexual Harrassment, September 22 2012



التحــرش الجـنســي: كتـب جـديـدة تدخـل منــاهـج التـعليـم 
عماد الزغبي 
حصلت حوادث في بعض المؤسسات التربوية، وهي تندرج تحت عنوان تهديد سلامة الأطفال والعنف الجسدي والنفسي. وأخطر هذه الحوادث تمثل في التحرش الجنسي بفتية وبفتيات. والخطير أن ثمة حوادث كثيرة من هذا النوع تبقى طي الكتمان، ولا تأخذ الطريق إلى المعالجة.
تعتبر مديرة مؤسسة «KidProof Safety» (لتعليم سلامة الأطفال والحؤول دون حصول الحوادث والجرائم والعنف وسبل الوقاية منها) المحامية دارين المصري، أن العالم المتغير يعرض الأساتذة والاطفال لمخاطر يجب تداركها قبل أن تقع، لا سيما أن تأثيرها بات أكبر على الأولاد، خصوصا عندما يكون الانترنت والتلفزيون، منتشرين من دون رقيب، ولا يمكن ضبطهما.
تستند المصري إلى الدراسة التي أجرتها منظمة «اليونسيف»، في العام 2008، وتبين أن 16 في المئة من الأطفال يتم التحرش بهم، في العالم. وتعتبر أنه من المفيد أن تكون لدينا دراسة من هذا النوع، بعدما كان من المحضورات، حتى لو كان الرقم أكثر من ذلك. أما عالميا فنسب التحرش مرتفعة، بحيت ان فتاة من أصل أربع يتم التحرش جنسياً بها، وصبيا من أصل ستة يتعرض للتحرش الجنسي قبل عمر الثامنة عشرة.
وتعرب عن اعتقادها أن أي تحرش بالطفل، مهما كان نوعه، هو جريمة بحق الطفولة. وتؤكد أن هذا النوع من الجرائم يمكن تفاديه عندما نعطي الولد الأدوات اللازمة لحماية نفسه.
وتوضح أن هدف المؤسسة ليس محاربة التحرش والمتحرشين فحسب، وإنما تأمين السلامة الشخصية للطفل، ومنع تعرضه لحوادث الخطف على أيدي المتحرشين، أو سارقي الأعضاء وغيرهم، عبر توعيتهم وزيادة إدراكهم، في رفض قبول الذهاب مع غير الوالدين، أو أولياء الأمر عند انتهاء دوام المدرسة.
وتلفت إلى أن السلامة الشخصية، تتناول كيفية حماية من هم دون الرابعة عشرة من العمر، داخل المنزل (الحريق، الكهرباء، التسمم من مواد التنظيف) وخارجه (حوادث السير، الصيد، المسابح، اللعب). وهذه المخاطر يمكن أن يتعرفها الولد، وكيفية التصرف معها أو الابتعاد عنها.
تذكّر المصري بدراسات أجراها اختصاصيون في علم النفس، على المتحرشين جنسيا، والطرق التي لجأوا إليها لجذب ضحاياهم. وقد باتت تلك الدراسات في كتب، تحولت إلى مناهج دراسية تُشرح للتلامذة بأسلوب تفاعلي، عبر التمثيل وأداء الأدوار، والمناقشة والحوار، والحلقات الترفيهية. وهي للتلامذة بين عمر ثلاث و18 سنة.
وتشدد المصري على أهمية بناء الثقة بالنفس وحب الذات لدى الطفل، ما «يشكل وقاية ضد الضغط الذي قد يتعرض له من رفاقه في المدرسة، أو في الحي، أو المجتمع عند سن البلوغ».
وتلاحظ غياب المناهج التعليمية المنتظمة والدقيقة المبنية على تجارب خبراء، في لبنان. وتقول: «حتى لو كان المحتوى صحيحاً، يمكن أن تكون نصيحة المعلمة أو المعلم مضرة، أو تتم عبر التخويف، ما يشكل خطراً على مستقبل الطفل، والتسبب بعقد، خصوصاً في سن المراهقة».
تركز المصري على «أهمية تعلم تحمل المسؤولية، والتعامل بصدق، ومساعدة الضعيف، والإحساس معه». 
وتنبّه إلى أنه «على الرغم من كون وسائل التواصل الاجتماعي جيدة ومفيدة، إلا أنها في أحيان تصبح مصدرا للخطر، مثل إطلاق شائعات تمس فتاة ما أو تشوّه سمعتها أو سمعة المعلمات والمعلمين». وبعض «الصيادين المفترسين» يتنكرون بأنهم من أعمار صغيرة، من أجل صيد الفتيات والأولاد، بحجة التعارف.
وتلفت إلى أن المؤسسة خلصت أثناء تواصلها مع عدد من المدارس الرسمية والخاصة وجمعيات أهلية، ونحو 400 فتاة، إلى وجود عشرات القصص التي تتعلق بـ«التنمير» عليهن، أو تعرضهن لمواقف محرجة، أو ازدراء تعليقا على ملابسهن.
وتشير إلى أنه سيتم إدخال المنهاج الدراسي للمؤسسة ضمن مناهج التعليم الرسمي بدءاً من العام الدراسي 2013ـ 2014، بعدما يتم تدريب مجموعة مدربين بالتعاون مع «المركز التربوي للبحوث والإنماء» ومصلحة التعليم الخاص في وزارة التربية، ليقوموا بتدريب المعلمين والمعلمات على التعامل مع التلامذة داخل الصف، وتطبيق المناهج الجديدة.
وتشترط لنجاح موضوع السلامة عند الطفل، أن يكون من خلال التواصل السليم بين الطفل وأهله، فالمربي الأول هو الأهل، لذلك سيوزع من ضمن كتب المنهاج، كتيب خاص للأهل. 
وتؤكد المصري أهمية أن تعي أي مؤسسة تعليمية، أو مؤسسة تعنى بالأطفال، كيفية اختيار موظفيها، كي لا تندم مستقبلاً. وتقول: «سمعنا عن حالات تحرش جنسي ولا أريد أن تكون المدارس موضع اتهام. يجب أن نعرف عما نفتش لنتجنب الوصول إلى الخطر. ويجب أن تكون لدى المدرسة سياسة ضبط السلوك وتقويم الأشخاص والعاملين مع الأطفال».


No comments:

Post a Comment