The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

December 14, 2015

Al-Balad - Syrian Refugees in Arsal, December 14, 2015



اللاجئون السوريون في عرسال: من قسوة التهجير الى قسوة الشتاء




يجلسون في خيمهم منتظرين نعمة من السماء, ما ان يظهر ظلك امامهم حتى يتجمعوا حولك مطالبين بغطاء يقيهم من ظلمة الشتاء القاسية، أو بمدفئة تشعل أجسادهم العارية. وعندما يدركون أنه ما في اليد حيلة ترافقك اصواتهم بقائمة من المطالبات علها تصل الى المعنيين.




أرضية من الباطون، بعض الواح من الخشب، والشادر هي مكونات خيم تتراصف الواحدة تلو الأخرى، وتنعدم فيها أدنى مقومات الحياة. وفي داخل احداها اولاد يقبعون تحت غطاء ممزق على سجادة تكاد لا تغطي مساحة الخيمة الصغيرة. يحاولون أن ينسوا البرد الذي ينخر في أجسادهم لكن العيون لا تكاد أن تغمض لدقائق معدودة حتى تبصر النور من جديد.




استرجاع الطفولة




والى جانب الخيمة المجاورة أولاد يصنعون من الوحل تماثيل محاولين استرجاع طفولة غيبتها حرب لا ذنب لهم فيها. في زاوية اخرى تجلس ام علي غنوم والدموع في عينيها تروي قصصا كثيىرة عن منزل يبرودي "ترقص فيه الخيل" هجرته وأولادها الأربعة منذ سنتين وخمسة أشهر. 




وما يلفت الأنظار غرف الباطون الخمس التي تتوسط المخيم. ويفيدنا مسؤول العلاقات العامة لاتحاد الجمعيات الاغاثية والتنموية في مكتب عرسال عبدالكريم زعرور "ان هذه الغرف تمثل سوق الخير وهو عبارة عن 5 محال بقالية، ألبسة،حلاق، سكاف، خياطة للاكتفاء الذاتي للمخيم". ولكل مخيم شاويش ومساعدون يشرفون على اوضاع المخيم من بنى تحتية وجمع نفايات وتنظيم الخيم ويطالبون باسم قاطني المخيم. هو ببساطة اشبه ببلدية مصغرة تنظم الحياة في المخيمات في ظل غياب تنظيم الدولة اولا وبلدية عرسال ثانيا. هي صورة مصغرة لحال 77 مخيما يقطنها 100000 لاجئ متوزعة على كامل اراضي عرسال.




كارثة سنوية




مر فصل الصيف بدفئه وحرارة شمسه سريعا على اللاجئين السوريين. فصل يتمنى قاطنو الخيم لو يدوم اكثر بعد رغم سياسة التقشف التي مارستها الجمعيات المدنية تجاه مساعدتهم. فتقول ملك الرفاعي "صحيح انو هيدا الصيف اجتنا كارثة التقليل بالمساعدات بس بضل ارحم من فصل الشتاء والبرد". اليوم مع ظهور اول تباشير فصل الشتاء، فهو الاسبوع الاول من الصقيع الذي يمر على البلدة ، بدأت كارثتهم الكبرى. كارثة مخيمات اللاجئين السوريين التي تغرقها السيول وتدمرها الرياح وتكسوها الثلوج تتحول سنة بعد سنة إلى قانون شتوي اعتاد عليه السوريون. فمنذ لجوئهم الى عرسال والأمطار التي تهطل تجتاح خيمهم وتشكل سيولاً جارفة لا يصلح معها السكن أو التنقل. هي مشكلة تحاول الجمعيات والامم المتحدة معالجتها بكل الوسائل المتاحة. لكن ما في اليد حيلة فالمساعدات كلها لا يمكنها ان تجعل الخيمة مأوى دافئا مقارنة بمأواهم في بلدهم فالحسرة تسكن عيونهم والامل بالعودة باق. ويؤكد زعرور ان "المساعدات هذه السنة مثل كل السنوات الماضية، فيحصل اللاجئون على المازوت، البطانيات، الثياب الشتوية، وموكيت للارضية". هم حوالي 22000 طفل تحت الـ14 سنة من عمرهم يقطنون مخيمات عرسال ينتظرون من يمن عليهم ببنطال او جاكيت تدفئ اجسادهم شبه العارية. فيقول محمد بكور، اب لخمسة اولاد، كان اطفالنا يحصلون سنويا على مساعدات من الملابس من جمعية الامم المتحدة ولكن"هلأ بظل هيدي التشديدات الامنية ما بنعرف اذا ولادنا رح يدفوا او يموتوا من البرد". وفي هذا الاطار تؤكد الجمعية انها تعمل على قدم وساق وبالتعاون مع جمعيات اخرى لتفادي اكبر قدر ممكن من الاضرار واشارت الى ان مساعدات الملابس ستصل قريبا الى الاطفال السوريين "عل هذه المساعدات تعوض ولو قليلا عما حرموا ويحرمون منه". اما بالنسبة للمادة الاولى الاساسية في فصل الشتاء فيتأفف السوريون كثيرا من طريقة توزيعها. هي مادة المازوت التي يستفيد منها السوريون من خلال بطاقات خصصت لهم وعلى اللاجئين التوجه الى احدى المحطات للحصول عليها، وهنا تكمن المشكلة فيناشد خالد قرقور المسؤولين في الجمعيات "محطات توزيع المازوت عم تشتغل متل ما بدها فإما بتسرق ليترين او ثلاثة من الكمية المحددة او بتعبيلنا ع زوقها". 




المعاناة واحدة




هي المخيمات التي انتشرت في كل اقاصي بلدة عرسال اخذت ابتداء من هذا الاسبوع تترقب حال الطقس لحظة بلحظة مصحوبة بأياد مرفوعة الى السماء تدعو الله ان يتلطف بها هذا الشتاء فحسب النظريات القديمة لأهالي البلدة فإن هذا الشتاء سيكون الاقسى منذ عدة سنوات ماضية. هذا الطقس لم يكن يهمها في فصل الصيف المنصرم اما اليوم فبات شغلها الشاغل مع ازدياد الصقيع في بلدة عرفت بقسوة شتائها. كل مخيم يخشى الشتاء حسب موقعه في البلدة. فمن كانت خيمته في اعالي التلال في البلدة يخشى شدة البرد والخوف من اقتحام الهواء خيمته الصغيرة. اما من كانت خيمته في اسفل هذه التلال فكارثته اكبر فالخوف هنا من ان تجتاح مياه الامطار مأواه البسيط. 




أحق بالمساعدة 




هكذا هو وقع بداية فصل الشتاء على اللاجئين السوريين الموجودين داخل البلدة البقاعية، هم اللاجئون الموجودون داخل النطاق الذي رسمه الجيش اللبناني للبلدة. ولكن ماذا بالنسبة للذين يقطنون خارج هذا النطاق؟ هناك حيث البرد اشد وأكثر قسوة وحيث الوصول الى ادنى متطلبات المعيشة يصعب الوصول اليه، هناك في مرمى المواجهة بين داعش وجبهة النصرة من جهة والجيش اللبناني من جهة اخرى هناك هو العذاب الحقيقي والنقمة الكبرى للحرب السورية. على الرغم من ان حياتهم باتت اسهل بعد صفقة التبادل بين الجيش وجبهة النصرة الا ان قسوة الشتاء تبقى متشابهة طوال سني التهجير.

No comments:

Post a Comment

Archives