كيف ستنتهي هذه القصة؟ هل سيُعاقب المُجرم لترتاح روح منال المعذبة، أم أننا سنعود أدراجنا خائبين؟ هل سيخرج المُجرم منتشياً بفحولته الغاضبة التي انتصرت له بقتله زوجته أولاً، وبتخفيف الأحكام بحقه ثانياً؟ هل ستميل كفّة الميزان لمصلحة الحقّ والعدالة، أم أن القضاء سيُمعن في بتر ذراع الثقة المهتزة بينه وبين النساء المُعَنَفات؟ أسئلة كثيرة يطرحها الحُكم المُخفف بحق زوج وقاتل منال العاصي، محمد النحيلي.
«بشّرنا» الحُكم بأن الرجل سيصبح خارج القضبان حراً بعد أقل من 15 شهراً إن لم تُقدم النيابة العامة الاستئنافية والنيابة العامة التمييزية على تمييز الحُكم الصادر بحقه، وذلك قبل انتهاء المُهلة القانونية التي لم يبقَ منها سوى يوم واحد، إذ تنتهي غداً مع انتهاء الدوام الرسمي.
29 يوماً انقضى من مهلة الشهر منال العاصيالممنوحة قانوناً لتمييز الحُكم. تلك الأيام يُمكن وصفها بأنها الأكثر قساوة على عائلة منال. ينتظر أفراد العائلة خبراً يُبلسم جراحهم المفتوحة على ذكريات منال المؤلمة. «لا شيء يعوّض خسارتها» تقول أختها الصغرى، مضيفةً «ما نريده أن ينال كلّ مجرم عقابه الشديد».
لا تغيب صورة منال وهي مضرّجة بدمائها عن مخيلة الشابة. تقول: «عندما حضرت أنا وأمي إلى منزلها كان النحيلي قد قضى عليها تماماً، إلا أنني لم أصدق أنها هي المُغطاة بالدم، فسألته «أين منال؟». عندها اقترب من جثتها مجدداً وانهال عليها ضرباً من دون أن يقيم اعتباراً لوجودنا».
تُشدد على أن أن «النحيلي عنّف منال مراراً ولكنها ارتضت العيش معه خوفاً من أن يرميها الناس بعبارات مهينة بحجة أنها «مطلقة»، كما يحدث عادةً لجعل النساء رهينات تسلط الأزواج وجبروتهم».
ربما ليست منال ضحية النحيلي وحده، بل ضحية موروثات ثقافية بالية تفرض على النساء الخنوع لأزواجهن.
عائلة المغدورة ستشارك في الاعتصام الذي دعت إليه منظمة «كفى عنفاً واستغلالاً» غداً أمام قصر العدل للمطالبة بإنصاف ابنتهم. إلا أن شقيقتها تؤكد أنه «مهما كان حُكم القضاء فإن اللبنانيين حكموا على النحيلي بأنه قاتل ويستحق العقاب».
من جهتها، تؤكد المحامية في «كفى» ليلى عواضة أن «النساء خطوْن خطوة إيجابية في التبليغ عما يتعرضن له من تعذيب لأن القضاء يحميهن، لذلك فإننا نُطالب بإصدار حكم منصف بحق منال»، مشيرةً إلى أن «تشديد العقوبة بحق النحيلي بات ضرورة مع ازدياد حالات العنف وتفشي الجريمة والتي كان آخرها جريمة قتل الشابة ميمونة أبو العائلة على يد زوجها أيضاً».
وتؤكد عواضة أنه «إذا لم يُميّز الحُكم فإن الحُكم الأساسي المُخفف بحق النحيلي يُعد مبرماً ونافذاً».
وكان وزير العدل المستقيل أشرف ريفي قد أرسل كتاباً إلى النيابة العامة التمييزية يطلب فيه تمييز الحكم الصادر بحق قاتل منال العاصي إذا رأت المحكمة أسباباً تستدعي ذلك. فيما وجّه المجلس النسائي اللبناني عريضة مطلبية تضمّنت تواقيع 157 جمعيّة إلى النيابة العامة مطالبةً بإحقاق الحق في قضية منال.
Source & Link : Assafir
No comments:
Post a Comment