أطفال شوارع لبنان: أكثريّتهم سوريون يتسوّلون ليعيلوا أهلهم
- أظهرت دراسة عن الأطفال الذين يعملون في شوارع لبنان، أعدّتها وزارة العمل اللبنانية بالتعاون مع منظمة العمل الدولية ومنظمة «يونيسيف» ومنظمة «أنقذوا الأطفال»، أن هناك نحو 1500 طفل مشرّد على الطرق، وربما قد يكون العدد الحقيقي أكبر بثلاث مرات، منهم 73 في المئة من النازحين السوريين، و27 في المئة من اللبنانيين، ومن بين هؤلاء نسبة 43 في المئة يتسوّلون في الشارع، و37 في المئة يعملون في أعمال حقيرة.
والدراسة التي أُطلقت أمس، وهي الأولى من نوعها، تسلّط الضوء على ظاهرة الأطفال الذين يعملون في الشوارع، والمتفاقمة في لبنان في ظلّ النزوح السوري الى لبنان، وشملت 18 منطقة في أنحاء متفرقة من البلد، وبيّنت أن نحو 42 في المئة من هؤلاء الأطفال أميون، ونحو 45 في المئة يطلبون المال من المارة وركاب السيارات، فيما 37 في المئة منهم يبيعون أغراضاً مختلفة. وتتراوح أعمار أكثر من نصفهم، وغالبيتهم من الذكور، بين 10 و14 سنة، و25 في المئة منهم تحت سن التاسعة.
وترافق الإعلان عن الدراسة من بيروت مع عرض تسجيلات مصوّرة لأطفال يتحدثون عن حياتهم في الشارع، ومنهم مصطفى (11 سنة) الذي قال إن «الناس سخروا مني واعتدوا عليّ بالضرب، أما أحلى يوم فهو حين أذهب فيه الى مكتب الحوالات لأرسل المال الى أهلي في سورية».
واعتبر وزير العمل سجعان قزي خلال المؤتمر الصحافي، الذي حضره سفراء، أن حلّ مشكلة أطفال الشوارع «مسؤولية جماعية»، منبّهاً الى أن «التعاسة والمأساة والحقد على المجتمع، تولّد المشاعر السلبية تتحوّل إلى جنوح فكري وعقائدي يترجم أحياناً الى أعمال إرهابية». أما نائب المدير الإقليمي لمنظّمة العمل الدولية – مكتب الدول العربية فرانك هاغمان، فأكد أن «أهداف الدراسة تعزيز قدرات الدول لحلّ ظاهرة تسوّل أطفال الشوارع».
ولفتت آنا ماريا لوران بإسم «يونيسيف»، الى أن «الأطفال في الشوارع الأكثر استغلالاً ويفتقدون إلى الحماية بسبب هشاشة الأوضاع الأسَرية وتدفّق النازحين الى لبنان». وقالت آن روجيرز بإسم «أنقذوا الأطفال» إن «أكثرية أطفال الشوارع يعملون بمعدل عشر ساعات في اليوم».
No comments:
Post a Comment