الشماع أمام المحكمة الدولية
الأسـد للحريري: أنا من يعين الرئيس في لبنان
إستأنفت غرفة الدرجة الاولى في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، جلساتها بالإستماع إلى شهادة صديق الرئيس الشهيد رفيق الحريري رجل الأعمال عبد اللطيف الشماع، الذي قال: ان الحريري كان من كبار واضعي مسودة اتفاق الطائف"، موضحا ان "الملك السعودي فهد بن عبد العزيز أوكل اليه مهمة وضع مسودة الطائف لأنه حصل على ثقته في ضوء تجربته معه في مجال المشاريع".
ولفت الى ان مسودة "الطائف" خضعت لتنقيح وتغيير كي تتماشى مع متطلبات الأطراف، كما ان بند الإنسحاب السوري أخذ مجهوداً كبيراً وتدخلات من أعلى المناصب الدولية والعربية لإدراجه لأنه أساس اتفاق الطائف.
وأخبر الشماع ان معظم إجتماعات الحريري مع السوريين في موضوع اتفاق الطائف كانت مع عبد الحليم خدام وحكمت الشهابي وأحياناً مع الرئيس الراحل حافظ الأسد، مشيرا الى أنه رافقه في كل جولاته المتعلقة بمناقشة الطائف لكنه لم يحضر الإجتماعات معه. وذكّر بان الرئيس الحريري كان يسعى آنذاك إلى إنهاء الحرب والخراب في لبنان والمساعدة في تطوير البلد تدريجياً، مشيرا الى أن علاقة الرئيس الحريري بحافظ الأسد كانت مقبولة وكان يمكن للرئيس الحريري من خلالها أن يساعد على تحسين وضع لبنان.
وقال: "معروف عن الرئيس الحريري أنه رجل يعمل بكد ونشاط وبشكل متواصل ويتابع الكبيرة والصغيرة في المشاريع التي يقوم بها، ووضع خططاً ومشاريع عدة للنهوض بالبلد من الدمار والخراب الذي كان عليه".
وأفاد الشماع ان "الرئيس الحريري شعر مع الوقت أن البند الأساسي في الطائف أي الإنسحاب السوري لا يمكن تطبيقه قريباً، وشعر قبل استشهاده بسنة أن التوصل إلى تطبيق الطائف بشكل كامل أصبح صعباً وبدأ يبحث عن حلول".
وأشار الى ان "صدور القرار 1559 بإرادة دولية شكل مفصلاً أساسياً للتفكير في تطبيق بند الإنسحاب السوري".
ولفت الى أنه "في عهد حافظ الأسد كان تواصل الرئيس الحريري يتم مع عبد الحليم خدام وحكمت الشهابي اللذين عاملاه باحترام ومن دون استفزاز، وبعد وفاة حافظ الأسد أصبحت الأجهزة الأمنية هي من تتعامل مع الرئيس رفيق الحريري، وكان رستم غزالي رأس حربة النظام السوري في لبنان وحصل على صلاحيات واسعة من بشار الأسد "، موضحا أن "الإجتماعات مع الاخير كانت تتم في مكتبه في قصر الشعب المشرف على دمشق".
وبعد الاستراحة، أكمل الشماع إفادته، فقال: "في بداية العلاقة مع بشار الأسد كانت الأمور مقبولة لكن مع الوقت بدأ التضييق على الرئيس الحريري. وكان رستم غزالي يطلب أشياءً من بعض الأشخاص تحت غطاء أنها بطلب من بشار الأسد".
وروى انه "في اجتماع الحريري مع بشار الأسد العام 2003 وجه الأخير كلاماً قاسياً للحريري وقال له: أنا من يعين رئيس الجمهورية في لبنان، وخرج الحريري من الإجتماع في حالة سيئة ونصحته بمغادرة لبنان وعدم تحمل الحالة الشاذة الموجودة، فردّ على نصيحتي بالقول أنه لا يخاف على نفسه بل على المحيطين به . ان الحريري خرج منزعجاً من زيارات للأسد مرات عدة وليس مرة واحدة".
ولفت الشاهد الى ان الحريري أبلغ صاحب جريدة "النهار" نيته بيع حصته فيها في اليوم نفسه الذي طلب منه الأسد ذلك .
No comments:
Post a Comment