The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

February 5, 2016

Al-Mustaqbal - Salam satisfied as donors pledge $11B for Syrian crisis, February 05, 2016



«أزمة سوريا لن تنتهي سريعاً والمطلوب دعم طويل الأمد»

سلام: لبنان غير قادر على تمويل احتياجات النازحين




أكد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، أن «المأساة التي أصابت السوريين لم تقتصر آثارها عليهم وحدهم، بل تعدتهم لتطال شعوبا وبلداناً أخرى»، مشدّداً على أن «وقتاً طويلاً مضى قبل أن يعي العالم أن أزمة سوريا لن تنتهي سريعاً وأن يعترف بأن المطلوب هو دعم طويل الأمد»، موضحاً «أن لبنان غير قادر وحده على تمويل هذا العبء الهائل الذي يشكله النازحون».


وقال سلام في كلمته التي ألقاها اليوم في مؤتمر المانحين في لندن إن «الفقر والبؤس اللذين حملهما مليون ونصف مليون نازح سوري الى لبنان، فاقما الفقر والبؤس الموجودين أساساً في بلدنا، وساهما في توليد آفات ناجمة عن الاكتظاظ الهائل والظروف غير السليمة التي يعيش فيها النازحون، في بلد يعاني أصلاً من محدودية الإمكانات وضعف الخدمات. ومع ذلك، فإن شعب لبنان وحكومته، اللذين يعتبران أن وجود النازحين السوريين على الأرض اللبنانية لا يمكن أن يكون إلا موقتاً، تعاملا مع الوافدين بما يفوق ما تفرضه المعاهدات الدولية وما تقتضيه القيم الأخلاقية وحقوق الإنسان».


أضاف: «لقد مضى وقت طويل قبل أن يعي العالم أن أزمة سوريا لن تنتهي سريعاً وأن يعترف بأن المطلوب هو دعم طويل الأمد»، معتبراً أن «هذا المؤتمر يجب أن يكون مناسبة للتأكيد على أن الحل الوحيد للأزمة السورية حل سياسي، وهو طريق مليء بالمصاعب التي رأينا نموذجاً منها في جنيف أمس؛ كذلك مناسبة للتأكيد بأن النهاية الوحيدة لمأساة النازحين تكمن في عودتهم الى حياتهم الطبيعية في بلدهم».


وتابع «يجب على العالم أن يدرك أن هناك خطراً فعلياً من تدفق موجات نزوح جديدة الى ما هو أبعد من دول الجوار السوري، وأن يتنبه الى عدم تحويل تجمعات النازحين الى أرض خصبة للإرهاب»، مؤكّداً «أن هذه الوقائع يجب أن تدفع مؤتمرنا نحو إدخال التغييرات اللازمة على المقاربة المعتمدة حتى الآن وإدخال تحسينات على آليات المساعدة، عبر تفعيل نظام التعهدات الحالي وإيجاد طرق جديدة تضمن دفع المساهمات بصورة فعلية».


وأكد أن «لبنان غير قادر وحده على تمويل هذا العبء الهائل. إن الاحتياجات الإنسانية السنوية لا تحظى بالتمويل الكافي، ما يعني نقصاً في مقاعد الأطفال في المدارس وضموراً يومياً في الحصة الغذائية للنازح. إن لبنان سيصبح في وقت قريب عاجزاً عن منع انطلاق موجات من النازحين الى شواطئ بعيدة، مع كل ما تمثله من تهديد للأمن والاستقرار».


وشدد على أن «لبنان يعتبر أن نجاح مؤتمرنا هذا مرهون بتطبيق حزمة من الالتزامات المتبادلة بين الحكومة اللبنانية وجميع الشركاء الدوليين»، داعياً الى «أن نرتقي جميعاً الى مستوى التحدي ونتعالى على الاعتبارات الضيقة»، ومعتبراً «أن زيادات متواضعة في الميزانية قد تساعد في حفظ التوازن الاجتماعي وصون القيم الاجتماعية لعقود طويلة».


وختم بالقول: «إنه ليس أوان المساومات.. إنه أوان التعاطف والتفهم والرؤية.. إنه قبل كل شيء أوان الشجاعة». 


وكان سلام التقى في لندن، المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، رئيس الوزراء التركي داود أوغلو، رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون ورئيسة وزراء النروج ارنا سولبرغ.


كما التقى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.


وفي ختام المؤتمر قال سلام «نعم كان هذا النهار نهاراً ديناميكياً، حصلت أمور كثيرة مع الخطابات والكلمات والمداخلات وكل المواقف المتخذة لتسليط الضوء على الأوضاع التي تمر بها بلادنا، والأوضاع الصعبة التي يمر بها النازحون أيضاً».


أضاف: «نحن راضون جميعاً عن النتائج والتعهد بما يقارب الـ11 مليار دولار، ويبدو أنها المرة الأولى التي يصل فيها تعهد مالي الى هذا العدد. لذلك نشدد على أهمية هذا التعهد وتسهيله، مع تأمين الآليات الضرورية لإتاحة تقديم المبالغ ودفعها وإرسال كل هذه الأموال والهبات الى الدول المحتاجة، وتلبية كلفة العمل الذي يتم تنفيذه أكان في التربية أو التعليم أو فرص العمل والفرص الاقتصادية لسد احتياجات أوجه هذه الأزمة ككل».


وتابع «كلنا ملتزمون في الصفوف الأولى لمواجهة هذه الأزمة وهذا النزاع لتأمين الضيافة من مساعدات وتدابير ضرورية للمحافظة على النازحين في منازلهم دافئين، وفي الأماكن التي تستضيفهم، وليتلقوا التربية والتعليم والغذاء، مع المحافظة على كرامتهم ومشاعرهم الإنسانية، في وقت - لسوء الحظ - يواجهون الأعمال الوحشية يميناً وشمالاً في المنطقة، وبالتحديد في سوريا».


وأوضح أن «الأضرار اللاحقة بالشعب السوري لا تتوقف. لذلك، نشدد على أهمية الوصول الى حل سياسي للأزمة السورية وللأوضاع الأخرى المتعددة في المنطقة والعالم. إذاً، من الضروري الوصول الى جهد مشترك عالمي لمواجهة ذلك، ونحن نحث ونطلب - خصوصاً من الدول الكبرى التي تتمتع بالوسائل والسلطة والنفوذ ولا سيما أوروبا- أن تصل الى حل».


وختم: «نحن لن نستسلم وسنمضي قدماً، ونتطلع الى اجتماعات ومؤتمرات أخرى في المستقبل لنتقاسم ونتشارك الصعوبات. وأشكركم جميعاً على كل ما تبذلونه، ونحن سنلتزم بالوعود التي قطعناها وسنتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقنا».

No comments:

Post a Comment

Archives