عاملات المنازل في عيد العمال.. مسيرة ومطالب
بشرى الوجه
خمس سنوات مرّت على الاحتفال العلني الأول لعاملات المنازل المهاجرات بعيدهنّ. خمس سنوات من المطالبة المستمرة بحقوق عمّالية وإنسانية لم يكتسبنها قانونياً بعد، إنما اكتسب نضالهنّ إنجازاً سُجّل مطلع هذا العام وتمثّل بتأسيس «النقابة العامة لعمّال التنظيفات والرعاية الاجتماعية» التي تضم لجنة من عاملات المنازل المهاجرات. خطوة لم تباركها وزارة العمل، بل رفضت الترخيص لها. لذا قررت عاملات المنازل أن يتركز احتفالهن السادس بعيد العمال على المطالبة بالاعتراف بحقهنّ في إنشاء نقابة استناداً إلى اتفاقات دولية.
نظم عدد من المنظمات غير الحكومية والعاملات الناشطات، مسيرة مطلبية حشدت مئات عاملات المنازل المهاجرات وناشطين ومناصرين من وطى المصيطبة وصولاً إلى شارع الحمرا. وحملت العاملات أعلام بلدانهن إلى جانب العلم اللبناني، ورفعن فيها شعارات عديدة أبرزها: «لا لنظام الكفالة، نعم لتطبيق قانون العمل اللبناني على العمال المهاجرين»، «نطالب بالاعتراف بنقابة عاملات المنازل في لبنان»، «نعم للتصديق على الاتفاقات الدولية 87- 189»، «نريد أن يحمينا قانون العمل»، «لإيقاف الاتجار بعاملات المنازل»، «لتحقيق جدي في حالات وفيات وانتحار عاملات المنازل».
وفي شارع الحمرا، أكملت العاملات الاحتفال بمهرجان ثقافي وسوق من تنظيمهنّ، وألقت عاملات ناشطات من مختلف الجنسيات، وبلغات مختلفة، كلمات شددن فيها على أهمية وجود نقابة كونها «الإطار الديمقراطي الوحيد الذي يسمح للعاملات بمناقشة أوضاعهنّ واقتراح الحلول لمشكلاتهنّ بشكل جماعي». ورداً على قول البعض بأنه لا حق لهن بتأسيس نقابة، قلن: «لبنان بلد ديمقراطي وعليه احترام حقوق الإنسان، وبالتالي يجب احترام الاتفاقات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان».
ولأنهن «لسن عبيداً، وهن مثل باقي العمال»، كررن مطالبة الحكومة اللبنانية «بالتصديق على اتفاق منظمة العمل الدولية رقم 189 الخاصة بعاملات المنازل، والاعتراف لهن بحقوق العمل الأساسية مثل الحق بفسخ عقد العمل، بتغيير أصحاب العمل، والحق بيوم عطلة خارج البيت وبتحديد ساعات العمل والراحة، بتنظيم عملية استخدام وتوظيف عاملات المنازل وتشديد المراقبة عليهن، وبإيجاد بديل عن رابط المسؤولية الحصرية الذي يقيّد وجودهن القانوني بصاحب عمل واحد».
وتوجهن الى سفارات بلادهن بالقول: «تركنا بلداننا بسبب الفقر والتهميش، عليكم أن تتحملوا المسؤولية تجاهنا، ولم يعد مسموحاً تركنا من دون السؤال عنا».
No comments:
Post a Comment