مفوضية اللاجئين: السوريون يُغادرون بسبب تقلّص الخدمات ودرباس يوضح بأنهم يتلقّون معاملة جيّدة في لبنان
لاحظت مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة "عبور عدد متزايد من السوريين من لبنان وانطلاقاً منه إلى تركيا وذلك عن طريق الجو أو البحر، للالتحاق بالمسلك الشرقي للمتوسط نحو أوروبا". وأفادت في تقريرها الشهري عن تشرين الاول الماضي ان "هذه المسارات هي من المسالك القليلة بين سوريا وتركيا التي لا تمر بمناطق القتال. وعند الوصول إلى تركيا، يختار السوريون إما البقاء هناك وإما الاتصال بالمهربين الذين ينظمون عمليات عبور نحو وجهات أوروبية مختلفة".
وكشف التقرير "أن المسافرين القادمين من نقطة المصنع أو العبودية الحدودية يغادرون مباشرة، في اليوم نفسه، إلى تركيا"، مشيراً الى تقديرات "بمغادرة آلاف الأشخاص أسبوعيا، غالبيتهم يأتون مباشرة من سوريا. وذلك يدلّ على أن العدد الأكبر من السوريين الذين يستخدمون المسلك اللبناني – التركي إنما يأتون مباشرة من سوريا ويمرون عبر لبنان".
واضاف: "إن تدهور الأوضاع وتضاؤل المساعدة المتاحة للسوريين في لبنان أديا إلى تزايد عدد السوريين المقيمين في لبنان الذين أعربوا عن عزمهم على المغادرة والتوجه إلى بلد ثالث"، ناقلا عن المنظمات الشريكة العاملة في مجال الحماية "أن النازحين المقيمين في لبنان والمغادرين إلى تركيا يشيرون إلى غلاء المعيشة في لبنان على أنه السبب الرئيسي لرحيلهم، يليه تقلّص المساعدة المقدمة. ومن الأسباب الأخرى أيضاً شروط الحصول على إقامة قانونية وانعدام فرص كسب العيش".
واذ اعتبر ان "المعلومات المتاحة عن خيارات السفر بطريقة غير شرعية من لبنان محدودة"، أشار الى أنها "قد تشمل الاستحصال على وثائق مزورة أو المغادرة سراً على متن قوارب صيد أو سفن شحن لنقل البضائع"، ناقلا عن "المغادرين أن الكلفة تراوح ما بين 1500 – 2000 دولار أميركي للسفر إلى تركيا بطريقة غير شرعية عبر البحر، وقد تصل إلى 3500 دولار للتوجه بالطريقة نفسها إلى اليونان و5000 إلى 8000 دولار للرحلة كاملة إلى أوروبا، بما في ذلك تأمين جوازات سفر مزورة". وختاما، توقف التقرير عند "تعرض السوريين لعمليات احتيال ودفعهم مبالغ من المال للحصول على وثائق مزورة أو مقابل رحلات لا تتحقق".
درباس
من جهة ثانية، علّق وزير الشؤون الاجتماعيّة رشيد درباس على ترويج أحد الشعارات على مواقع التواصل الاجتماعي الذي يعكس إرادة السوريين القادمين اضطرارياً إلى لبنان في الخروج منه، موضحاً "أن الدولة اللبنانيّة فوجئت بتدفق أعداد كبيرة من المواطنين السوريين في الوقت الذي تتفاقم فيه الأزمات الاقتصاديّة والسياسيّة في لبنان، وعلى رغم ذلك جاء تعامل الدولة والشعب في لبنان مع الأخوة السوريين ليؤكّد الروابط الأخويّة".
أضاف: "إن الذين قدموا إلى لبنان هم أصلاً في أوضاع اجتماعيّة واقتصاديّة سيّئة، ومن استضافهم من أهل وأقرباء كانوا في الغالب من الفقراء الذين يكابدون من أجل عيشهم اليومي، لكن الأهم في الموضوع أن السوريين لم يُحشروا في مخيمات ولم تُقيّد حريتهم بأي شكل من الأشكال. أمّا أن يقال إنهم يريدون اللجوء إلى أوروبا أو بلدان ثالثة بسبب سوء المعاملة، فهذا مجافٍ للحقيقة تماماً، وهو مستجدّ، ولعلّ من ابتدع هذا الشعار لم يكن موفقاً لأن تزامنه مع الرغبة في الهجرة إلى أوروبا أو غيرها يجعل منه غير ذي جدوى ويضعه في دائرة الارتياب، بل فقدان الصدقيّة".
No comments:
Post a Comment