«إنسان» تؤكد تعرّض عدد كبير من الأطفال الأجانب للعنف الجسدي:
المخاطر الجسدية بنسبة 96% والمعنوية بنسبة 85%
أشارت مؤخّراً دراسة لـ مؤسّسة «إنسان» إلى نتائج تؤكد تعرّض عدد كبير من الأطفال الأجانب إلى مخاطر العنف الجسدي بنسبة 96% والمعنوي بنسبة 85%، كما أظهرت ارتفاع نسبة عمالة الأطفال إلى 50% والتسرّب المدرسي إلى 56% بين الأطفال الأجانب وارتفاع نسبة استخدام العقاب الجسدي لدى كل العائلات على حدٍّ السواء.
وخلصت الدراسة إلى أهمية تأمين الظروف المؤاتية للأطفال، لاسيما الأجانب منهم، للتمتّع بحقوقهم.
هذه الدراسة كانت قد أطلقتها مؤسّسة «إنسان» من خلال تقرير أعدّته حول نتائج البحث الذي قامت به بعنوان «طفولة غير محمية: تجربة الأطفال اللبنانيين وغير اللبنانيين في الإيذاء، المعاملة، والتمييز في لبنان»، حيث شمل البحث دراسة ميدانية لأوضاع الأطفال في لبنان، اللبنانيين منهم والأجانب.
سمار الترك:
كرم
{ لتسليط الضوء على كيفية حماية الطفولة من هذا الواقع، التقت «اللـــواء» أمين عام المجلس الأعلى للطفولة ريتا كرم للوقوف على رأيها في هذه المسألة، وكيفية النهوض بهذا الواقع لما هو أفضل.
اتفاقية مع «اليونيسف»
عن كيفية حماية الطفولة في لبنان في ظل ما نشهده من عنف، تقول كرم: «الحقيقة أنّ وزارة الشؤون الاجتماعية لحظت هذا الواقع عن قُرب، ولمست أنّ هناك عنفا كبيرا يحصل تجاه الأطفال ولا سيما اللبنانيين منهم، في المقابل يحصل هذا العنف أحيانا سواء من قبل الأهل أو من خلال وسائل الإعلام التي تعرض مشاهد عنيفة جدا على شاشاتها، الأمر الذي يؤدي إلى تأثّر الأطفال بها وإصابتهم بكوابيس في الليل.
ونتيجة ذلك، ارتأت وزارة الشؤون الاجتماعية عقد اتفاقية بينها وبين «اليونيسف» لتمويل مشروع يقضي بدعم 57 مركزا للخدمات الإنمائية في كافة المناطق اللبنانية، كي نؤمن لكل الشعب سواء اللبناني أو الأجنبي خدمات شاملة مثل الصحة الاجتماعية والنفسية، وكي نساعد فعليا العائلات التي تواجه صعوبات وسط هذه الأزمة السورية كي يتخطّوا هذه الأزمات في ظل الظروف الصعبة».
الصعوبات
وعن العوائق التي تحول دون تحسين هذا الواقع، تقول كرم: «في السابق كانت هناك العديد من البرامج التي كنّا نعمل عليها والدولة كانت قادرة على تحمّل المطلوب، لكن اليوم الظروف باتت صعبة، ولا سيما أنّ المنظّمات الدولية لم تعد تموّل كما في السابق، وبالتالي كافة المساعدات تذهب إلى السوريين، لكن تجدر الإشارة إلى أنّ هذه المنظمات قلّصت أيضا اليوم مساعداتها تجاه النازحين السوريين. في المقابل الدولة اللبنانية لم يعد باستطاعتها تحمل الأعباء، ولا سيما أنّ هناك ما يقارب المليون ونصف مليون نازح الموجود في لبنان وكل سنة يولد ما يقارب الـ 120 ألف طفل سوري في لبنان ؟!».
كيفية تحسين الظروف؟
أما بالنسبة إلى كيفية تحسين هذه الظروف لما فيه خير الطفولة في لبنان، تقول: «الوزير رشيد درباس يحاول أنْ يقوم بالمستحيل، وهو من أجل ذلك يقوم بجولة على كافة البلدان العربية كي يأتي بالتمويل اللازم لمساعدة البلد».
وعن برنامج العمل للعام 2015، تقول كرم: «بالتأكيد حاليا هناك خطة وطنية نعمل عليها، ولذلك قمنا بتوقيع الاتفاقية ما بيننا وبين «اليونيسف»، وإنْ شاء الله في العام 2015 ستكون هناك مساعدات عديدة للأطفال اللبنانيين والسوريين دون أي شروط وأي تمييز لأنّه في السابق كان يحصل التمييز، فتأتي المساعدات كالتالي 70% للأطفال السوريين و30% لأطفال لبنان. هذه المرّة لمسنا لمس اليد أنّ الوضع بالنسبة لأطفال لبنان بات صعبا جدا، لذلك لم تعد هناك ضرورة لوضع أي شروط وبالتالي المساعدات ستطال كافة الأطفال».
نصر الله
{ كذلك التقت «اللــــواء» مدير مؤسّسة «إنسان» شارل نصر الله للوقوف على رأيه في هذه المسألة، يقول: «الحقيقة أنّ كمية العنف التي نشهدها في مجتمعاتنا سواء في لبنان أو العالم العربي يجب أن تكون الدافع الأول لنا كي ننظر نحو الطفولة ولا سيما أنّ طفولتنا اليوم هي التي سوف تخبر عن مستقبلنا.
وفي السابق لم نحم طفولتنا لذلك نحن اليوم مع الأسف نشهد هذا الكمّ من العنف في مجتمعنا، ولأنّنا نشهد هذا الكمّ من العنف علينا أنْ ننظر إلى الطفولة لنقوم بالإجراءات القانونية لحماية أطفالنا. هؤلاء الأطفال جميعا الذين هم على الأراضي اللبنانية يستحقون أنْ يكونون محميين بالقانون بغض النظر عن جنسيتهم وأصولهم وعن الوضع القانوني لأهلهم، هم أطفال ويجب أن يكونوا محميين من القانون وثم من المجتمع».
ويُضيف: «لا شك في أنّ لبنان ورشة كبيرة أحيانا تمشي على الطريق الصحيح، وأحيانا تتوقف عندما لا يجب أن تتوقّف، المشرّع اللبناني مشغول بالقضايا السياسية علما بأنّ دوره الأول هو أن ينظر للقانون، وإلى كيفية تطبيقه وإذا ما كان كافيا لحماية الإنسان في البلد الموجود فيه.
وهنا اسمحي لي أن أدعو المشرّع اللبناني بإسم مؤسّسة «إنسان» لأن يعود ويتذكّر دوره الأساسي كشخص صائغ للقانون للبنان، القانون الذي يجب أن يحمي الإنسان، وبعد ذلك يكون سياسيا لكن بالدرجة الأولى يجب أن يكون مشرعا».
دور الجمعيات
وعن دور الجمعيات التي تهتم بالطفولة ومدى فعاليتها على الأرض يقول: «كثير من الأوقات تحتار هذه الجمعيات من أين تبدأ؟ دون شك أنّ العنصر الأكثر تأثيرا على مستقبلنا هو عنصر الطفولة، صحيح أنّ بعض هذه المؤسّسات تطلق الشعارات وأحيانا تشعر بأنّها غير قادرة سوى على إطلاق هذه الشعارات، لكن أنا أعتقد بأنّ كل فرد وكل مؤسّسة في لبنان بإمكانهم القيام بدور فاعل جدا ومباشر لحماية الطفولة دون أن ننتظر القانون، القانون يجب أن يأتي بالتأكيد، لكن على المستوى الشخصي والمؤسّساتي يتوجّب علينا دور كبير وفاعل».
تعاون وتنسيق
وعن التنسيق ما بين «إنسان» والوزارات المعنية لمعالجة هذا الواقع، يقول نصر الله: «طبعا التنسيق مستمر لأننا نحن كمجتمع أهلي دورنا محدود جدا دون التعاون مع الجهات الرسمية، لذلك يدنا دوما بيد هذه الوزارات كي نتمكن من القيام بخطوة إضافية باتجاه مجتمع أكثر عدالة».
No comments:
Post a Comment