«زلزال» العدالة في لاهاي الادّعاء العام طلب من المحكمة إدراج جنبلاط على لائحة الشهود
حمادة: المخابرات السورية سرقت كل ملفات محاولة اغتيالي
صلاح تقي الدين
استأنفت غرفة الدرجة الاولى في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان جلساتها أمس، وتابعت الاستماع الى إفادة الشاهد النائب مروان حمادة الذي أفاد أن جهاز الاستخبارات السورية في لبنان بقيادة اللواء رستم غزالي سرق كل الملفات المتعلقة بالتحقيق في محاولة اغتياله، معتبراً ان هذه المحاولة كانت «رسالة واضحة تتخطى شخصي لتشكّل تهديداً مباشراً للرئيس الشهيد ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط»، موضحاً أن التهديدات السورية للحريري تصاعدت بشكل جدي بعد صدور القرار الدولي1559، نافياً أن يكون للرئيس الشهيد «أي دور بنّاء في صدوره».
وكشف حمادة أن وزير الداخلية السابق الياس المر أبلغه أن رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان اللواء رستم غزالي «اتصل بقائد قوى الأمن الداخلي اللواء مروان زين وقال له: لا تحقق في محاولة اغتيال مروان، من المؤكد أن اسرائيل هي من فعلها أو هو من فعلها بنفسه».
حمادة اوضح أيضا أن التحقيق في محاولة اغتياله لم يسر بالشكل الفعال، والمخابرات السورية سرقت الملفات المرتبطة بمحاولة اغتياله، مشيرا الى ان هذا ما أكده له الوزير الياس المر، معتبراً أن التحقيقات في جميع الاغتيالات السياسية التي وقعت منذ اغتيال الشهيد كمال جنبلاط لم تسر بشكل طبيعي لأنه «ما من أحد في القضاء اللبناني كان باستطاعته أن يخاطر في التحقيق»، عازياً السبب إلى وجود الاستخبارات السورية التي كانت تفرض نمطاً يقوم على «أخذ التحقيقات وطمسها، ولهذا السبب أثارت المحكمة الدولية كل هذا الصخب».
وأكّد حمادة أن الوزير المر أبلغه أيضاً بوجود صور رقمية أخذت من كاميرات المراقبة الخاصة بمدرسة «الانترناشونال كوليدج» القريبة من منزله تظهر السيارة التي استخدمت في محاولة اغتياله واللوحة التي «وضعت صنعت في مرأب خاص معروف في الضاحية الجنوبية لبيروت، كما تظهر صورة رقمية للشخص الذي قام بمراقبة منزله».
وفي استعادته للمشهد السياسي الذي تلا التمديد لولاية الرئيس السابق أميل لحود، أوضح حمادة أن التهديدات المباشرة للحريري تصاعدت بشكل ممنهج ووصلت إلى الاتهامات بالتخوين ووصفه بـ «الثعبان والعميل الاسرائيلي»، مضيفاً أن فريق الحراسة الرسمي للحريري تم تخفيضه من «40 عنصر إلى 8 عناصر فقط»، مضيفاً أن الرئيس الشهيد «كان يراهن على أن حكومة وحدة وطنية حيادية ستعيد بعض التوازن إلى النظام اللبناني وتكف يد النظام السوري»، مشيراً إلى أن البطريرك ما نصر الله بطرس صفير كان مرحّباً بتشكيل الرئيس الشهيد لحكومة وحدة وطنية لتحاصر نمو النفوذ السوري».
وقال «ان سوريا ومخابراتها كانت على علم بمسعى الرئيس الشهيد لتشكيل حكومة وحدة وطنية وعن لائحة الوزراء فيها، لكنها عرقلت تشكيلها لأنها لم تلتق مع أهدافها وأهداف أدواتها في لبنان»، كاشفاً أن «الرئيس الشهيد أبلغ صباح 20 تشرين الأول 2004 أن قضية الحكومة لم تعد واردة وبالتالي عليه الإستقالة خلال الساعات القليلة المقبلة أو سيجتمع البرلمان لسحب الثقة من حكومته».
وتطرق إلى اتهامه بأنه قام بزيارة الحريري برفقة الوزير السابق غسان سلامة في جزيرة سردينيا للبحث في موضوع القرار 1559، أكّد حمادة «أقول لكم تحت القسم أني لم أقرأ أي كلمة من هذا القرار قبل صدوره ولم يكن لي أي دور فيه»، كاشفاً أن الموقف الرسمي اللبناني كان عبارة عن رسالة رسمية وجهتها وزارة الخارجية إلى الأمم المتحدة وجاءت متطابقة مع رسالة المندوب السوري لدى الأمم المتحدة فيصل المقداد تشير إلى أن المعاهدات الموقعة بين البلدين تنص على «منع أي تدخل دولي في العلاقات القائمة بين لبنان وسوريا».
وأكّد حمادة أن جنبلاط كان ينصح الرئيس الشهيد بالإبتعاد عن العمل الحكومي وعن لبنان نظراً للمخاطر الأمنية بعد صدور القرار 1559، وأنهما كانا يعتبران نفسيهما مهدّدين من قبل النظام السوري، كاشفاً أنه «قبل أسبوع من اغيتال الحريري سأل الرئيس الشهيد جنبلاط من الذي سيستهدف أولاً؟».
واعتبر أن تشكيل اللوائح الانتخابية كان موضع خلاف مستمر بين الحريري والقيادة السورية عبر رستم غزالي وموفدين آخرين، لكن الرئيس الشهيد «كان واضحاً أنه لن يعتمد الأسلوب نفسه الذي اعتمدته القيادة السورية معه في انتخابات العام 2000 حين سمّت غواصات على لوائحه الانتخابية في بيروت».
وأكد أن تصريح نائب وزير الخارجية السورية آنذاك السفير وليد المعلم بأن سوريا لا تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية «مزحة»، معتبراً أن ما يسمّى باللجنة العسكرية السورية اللبنانية «تخفي أخطر نوايا النظام السوري ضد لبنان، لأنها تناقض تماماً المؤسسات اللبنانية والدستوري اللبناني وتضع في يد العسكريين القرار التي تعنى بالأمن والحاجات العسكرية للبلدين». ثم رفعت المحكمة جلساتها إلى صباح الثلاثاء لمتابعة الإستماع إلى إفادة حمادة.
في ما يلي النص الحرفي للجسة:
«موظفة قلم المحكمة: تعقد المحكمة الخاصة بلبنان جلسة علنية في قضية المدعي العام ضد عياش، بدر الدين، مرعي، عنيسي وصبرا القضية رقم stl1101.
رئيس غرفة الدرجة الأولى القاضي دايفيد راي: صباح الخير جميعاً نحن نعقد هذه الجلسة لاستكمال استجواب السيد حمادة وهو موجود معنا في قاعة المحكمة. ألاحظ أن هناك ممثلين عن مكتب الدفاع معنا في قاعة المحكمة والقاضية بريدي، وكما في الأسبوع الماضي تشارك في الإجراءات من خلال مكتبنا في بيروت. سيد حمادة مرحباً بك مرة اخرى اسمح لي ان اذكرك ببعض الامور بداية اطلب منك ان تنتظر ما بين الاستماع الى امر ما والإجابة عن ذلك وثانياً أن تتكلم بلغة واحدة لا مشكلة ان تحدثت بلغة اخرى ولكن عليك ان تحذرنا قبل ان تنتقل الى لغة اخرى.
وكيل الادعاء غرايم كاميرون: صباح الخير سيد حمادة. خلال ادلائك بشهادتك في 20 تشرين الثاني وصفت مجموعة من الاحداث التي وقعت في نهاية آب وبداية ايلول بما في ذلك زيارة رئيس الوزراء الى دمشق وفي نهاية آب وايضاً اجتماع مجلس الوزراء في 28 آب واعتماد تعديل الدستور من قبل مجلس النواب واعتماد القرار 1559 من قبل مجلس الامن التابع للامم المتحدة وبعد ذلك استقلت من منصبك كوزير للتجارة والاقتصاد وجرى ذلك في 7 تشرين الثاني الى جانب استقالة ثلاثة من زملائك في الوقت عينه وإجابة عن سؤال طرحه القاضي ليتييري وصفت الاحداث التي أدت الى هذه النهضة في الحياة السياسية اللبنانية وذلك في الفترة في الاسبوع الاول والثاني من ايلول هل هذا ملخص جيد عن شهادتك سيدي؟
حمادة: نعم سيدي.
كاميرون: ووصفت في ادلائك لشاهدتك ايضاً اجتماعاً عقد في فندق البريستول في 21 ايلول وأدى هذا الاجتماع الى نشوء لقاء «البريستول»؟
الشاهد حمادة: هذا صحيح.
كاميرون: وذكرت انه كان هناك نحو خمس أو ست مجموعات انضمت الى لقاء «البريستول»؟
الشاهد حمادة: نعم هذا صحيح.
كاميرون: وفي تلك الفترة الزمنية اضطلعت بدور اساسي وعلني من اجل إلقاء الضوء على موقف لقاء البريستول؟
الشاهد حمادة: الامور تتجه نحو وثبة سياسية تضم قوى عدة وكنت انا أحد العاملين في ما كان يسمى ولا يزال «اللقاء الديمقراطي» الذي يترأسه وليد جنبلاط والذي كان عضواً فاعلاً في معارضة التمديد للرئيس اميل لحود وكذلك في إنشاء هذه المنظومة أو هذا التجمع الجديد الديمقراطي تحت اسم الفندق الذي اجتمعنا به وهو فندق «البريستول».
كاميرون: وأشرت ايضاً في شهادتك الى حضور حلفاء في لقاء البريستول وذلك في 21 من ايلول وهم حلفاء الرئيس رفيق الحريري؟
الشاهد حمادة: الى جانب «التجدد الديمقراطي» و«اليسار الديمقراطي» و«اللقاء الديمقراطي» وأعضاء «قرنة شهوان»، هذا التجمع الذي انبثق من روحية البطريركية المارونية في لبنان بدأ عدد من النواب الموالين للرئيس رفيق الحريري ولخطه ينضمون تباعاً الى «البريستول» وكان اولهم الدكتور غطاس خوري والوزير السابق الشهيد باسل فليحان وكذلك النائب احمد فتفت الذي كان اول نائب مسلم انضم الى المعارضة الجديدة.
كاميرون: لماذا اعتبرتم أن انضمام السيد فتفت كمسلم كان مهماً؟
الشاهد حمادة: كان له اهمية معنوية كبرى، لأنه بعد اللقاء الصاخب بين الرئيس بشار الاسد والرئيس رفيق الحريري كان الأسد قد فرض ان ينضوي كل تكتل الحريري في الفريق المؤيد للرئيس لحود وللتمديد له والمعارض طبعاً للقرار 1559 وأن لا يخل احد بهذا التعهد، فكانت هناك مراحل تدريجية الاولى ظهرت في التصويت في مجلس النواب حيث انضم عدد قليل من نواب الحريري الى ما سميت آنذاك لائحة الشرف الذين تحدوا الديكتاتور السوري ولم يقروا التمديد للرئيس لحود. ثم جاءت كما وصفت ربما في الجلسة الأخيرة مع جنابكم قبل الوعكة الصحية التي مررتم بها، بدأ «اللقاء الديمقراطي» المجموعة الكبرى التي كانت حول الأستاذ وليد جنبلاط تهيئ لبيان وطني منفصل تندّد فيه بتمدّد النفوذ السوري والاجهزة الامنية اللبنانية وما يحيط بهما من قوى سياسية على الحياة الديمقراطية في لبنان وعمل الاجهزة والصحافة والضغوط السابقة، كل ذلك بحثناه ربما في الجلسات السابقة وكذلك تتهيأ أجواء «البريستول» على ان ينضم تدريجياً الرئيس الحريري الى هذه الحركة. هو في المقابل كما شرحت ربما في آخر جملتين تلفظت بهما في المرة الماضية كان لا يزال يراهن على عادته، وهو رجل مسالم ورجل تسويات كان يراهن على ان حكومة وحدة وطنية شبه حوارية ومعتدلة ستعيد بعض التوازن الى هذه العملية التي ثبتت وضع اليد السورية الكاملة على النظام اللبناني رئاسة وحكومة ومجلساً وأجهزة امنية.
كاميرون: وفي خلال ادلائك لشهادتك سابقاً قلت انك اتخذت مع آخرين موقفاً مخالفاً لكتلة رئيس الوزراء في ما يتعلق بتمديد ولاية الرئيس لحود وذلك لم يؤد الى اي مشاكل في ما بينكم وبقيتم على علاقة ودية؟
الشاهد حمادة: نعم بالتأكيد وبقينا نجتمع بانتظام ونتعاون حول المسائل السياسية وحاولنا تجنيب البلاد ازمة اضافية.
كاميرون: وسوف ننظر الى وثيقة قريباً، ولكن كما فهمت ان رئيس الوزراء كان في ايلول/ سبتمبر يحاول ان يشكل حكومة تحقق هذه الاهداف، هل هذا صحيح؟
الشاهد حمادة: أتى في جعبته لائحة تضم عدداً من الوزراء الذين يلتقون مع الصفات التي قلت عنها اي صفات الاعتدال والتوحيد الوطني، وهذه اللائحة كانت دائماً معه يعدل فيها وفق اتصالاته بالقوى السياسية المختلفة وبقي على هذا الامل لمدة شهر ونيف حتى وصلنا الى الجزء الثاني من تشرين الأول وتسارعت الاحداث بعد ذلك.
كاميرون: وقبل ان ننتقل الى تاريخ الاستقالة اود ان اطرح عليك بعض الاسئلة، وأطلب عرض الوثيقة في البندين 46 و47 من قائمة عروض الادعاء وأتحدث هنا عن مقالة صحافية بتاريخ 26 أيلول عام 2004 والأرقام المرجعية للأدلة هي d0004672 وهي جزء من مجموعة المقالات الصحافية التي اعطيت رقم دليل مؤقتاً هو رقم 303 وعنوان المقالة الصحافية هو «بعد لقاء صفير- وجنبلاط في اليومين الماضيين الحريري يلتقي اليوم وفداً من القرنة»، يمكنك رؤية الوثيقة سيدي؟ اسمح لي ان اقرأ الجزء الاول من هذه المقالة وتاريخها 26 ايلول اي بعد اللقاء في فندق البريستول. «استقبل رئيس الوزراء رفيق الحريري امس رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في حضور النائبين مروان حمادة ونعمة طعمة وبعد مداولات استغرقت ساعة لم يدل جنبلاط بأي تصريح فيما ذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الحكومة انه جرى عرض لمجمل التطورات الاقليمية والداخلية». سنتوقف عند هذا الحد للحظات، إذاً ذكرت المقالة ان المشاركين ناقشوا التطورات الداخلية والإقليمية ماذا يعني ذلك؟
الشاهد حمادة: تستخدم عادة هذه المصطلحات في النظام السياسي العربي لتغطي أموراً أخرى ولا تقول عنها طبعاً عبارة عامة لا تعني شيئاً لأن كل شيء في لبنان متعلق بأزمة داخلية وبالمحيط الملتهب منذ عقود في المنطقة. فالاجتماع كما اذكره كان اجتماعاً يدخل ضمن الاجتماعات الدورية التي كنا نعقدها مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتي تتناول التنسيق بين الحزب «التقدمي الاشتراكي» وبين الرئيس الحريري و«المستقبل» وكانت «البريستول» وشؤوناً أخرى تدخل في هذه المحادثات. ولكن اذكر ايضاً أن موقفنا لم يتغير من النصائح التي أسديناها للرئيس الحريري بأنه بعد الطريقة التي اعتمدت معه لفرض التمديد للحود والتهديدات التي خضع لها على الساحة اللبنانية هو وغيره كنا ننصحه بأن يبتعد عن المجال الحكومي في هذه الفترة وأن يبتعد جسدياً وجغرافياً عن لبنان نظراً للمخاطر الامنية التي كانت بدأت تلوح في الأفق.
القاضي راي: سيد حمادة، قلت إن السيد الحريري كان يشكل وأراد حكومة حيادية ومعتدلة ترسي توازناً في البيئة السياسية وتخفف من قبضة السوريين على النظام اللبناني وكان معه لائحة من الأسماء للوزراء المحتملين في جيبه. كم كان من المعروف ان السيد الحريري أراد وقتها ان يشكل حكومة وحدة وطنية من اجل مواجهة النفوذ السوري؟
الشاهد حمادة: كان ذلك معلوماً من الجميع لأن الرئيس الحريري نسق وتداول مع القوى السياسية المختلفة من دون أن يعرض اللائحة المكتملة ولكن كان يستمزج آراء هذه القوى وكان هناك بيان آخر ربما أشار المدعي العام أو لم يشر بعد اليه صدر عندما ذهب الى برشلونة لتلقي جائزة الامم المتحدة وقال فيها إنه سيقدم قبل نهاية الشهر استقالة حكومته وهو يعمل على تشكيل حكومة لأن التلميح له آنذاك كان أننا سنساهم في تهدئة الاوضاع معك بالإتاحة لك بتشكيل حكومة مقابل ما فرض عليك في موضوع الرئيس لحود.
القاضي راي: عندما قلت إن هذا الامر معروف من الجميع كم كان هذا الامر معلوماً بشكل علني؟ انت أشرت الى لقاءات مع احزاب اخرى لكن ماذا عن عامة الناس؟
الشاهد حمادة: الصحافة تضطلع دائماً على ما يجري والتسريبات كثيرة، الموضوع كان يبحث مع فرقاء عديدين منهم حلفاء لسوريا منهم خصوم لسوريا ولكن من دون أن تكون التفاصيل معروفة لدى الجمهور من خلال الإعلام كان هناك جو بأن رفيق الحريري يهيئ لتشكيل حكومة جديدة.
القاضي راي: هل ما كنت تتحدث عنه هو ان رفيق الحريري اراد ان يشكل حكومة وحدة وطنية لمواجهة التدخل السوري في لبنان؟
الشاهد حمادة: انتقل الى اللغة الانكليزية اعتقد ان العبارة الصحيحة هي احتواء عوضاً عن مواجهة لأنه من الصعب مواجهة الوجود السوري سواء على الصعيد العسكري أو الأمني. اذاً، احتواء النفوذ السوري قد تكون كلمة أفضل.
القاضي راي: ببساطة هل هذا هو الامر الذي كنت تتحدث عنه عندما قلت ان هذا الامر كان علنياً ومعروفاً من قبل الجميع أن السيد الحريري كان يسعى لتشكيل حكومة وحدة وطنية؟
حمادة: نعم حضرة القاضي.
كاميرون: في هذا البيان الصحافي بتاريخ 26 ايلول الجملة التالية بعد وصف اللقاء الذي حضرته مع وليد جنبلاط ونعمة طعمة هي العبارة التالية «يأتي هذا اللقاء غداة اللقاء البناء والدقيق والجيد حيث غلبت الايجابية الذي جمعه والبطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير في بكركي اول من امس وتم التطرق فيه الى الوضع الحكومي» ما أهمية هذا اللقاء من الناحية السياسية؟
حمادة: تحدث عن اللقاء مع البطريرك وإنني أفهم من النص وافهم ايضاً مما سمعناه في هذا الاجتماع من الرئيس الحريري ان البطريرك صفير من دون ان يتدخل كعادته بتفاصيل تشكيل الحكومة كان مرحبا بأن يقود الرئيس الحريري هذه العملية بأن يشكل حكومة جامعة تهدأ الاوضاع بعض الشيء وأن تحاصر نمو النفوذ السوري ويجب ان لا ننسى ان البطرك صفير كان وراء حركة «قرنة شهوان» التي كانت تضم زعماء مسيحيين وكان هو ممن كانوا يباركون هذه الحركة منذ العام 2000 ومنذ أن تألفت هذه الحركة.
كاميرون: أما في ما يتعلق بالفقرة الثالثة فهي تنص وتقول ما يلي «وفي إطار المشاورات والحوارات التي يجريها يستقبل الرئيس الحريري اليوم وفداً من امانة سر لقاء «قرنة شهوان». هذه المشاورات والحوارات هو الذي كنت تتطرق اليه عندما تحدثت عن المشاورات لتشكيل الحكومة؟
حمادة: كانت هذه الاستشارات تدور على سكّتين اولاً تدعيم حركة لقاء «البريستول» وهذا التجمع الواسع للذين رفضوا التمديد للحود أو الذين رفضوه على مضض مثل الرئيس الحريري، ومن جهة أخرى التهيئة لإشراك «قرنة شهوان» ربما للمرة الاولى وكعنوان لاستقلالية الحكومة، إشراك هذا الفريق الذي كان رافضاً للوجود السوري في لبنان منذ سنوات عديدة في حكومة تجمع خصوماً وأصدقاء لسوريا تكون غير مستفزة لأحد وتهدئ الأوضاع.
كاميرون: أعتقد أن إحدى الخطوات الطبيعية في مشاورات من هذا النوع بهدف اختيار وزراء للحكومة هو التحدث مع الأشخاص المعنيين لتحديد ما اذا كانوا مستعدين لتولي هذا المنصب هذه ناحية من المشاورات هل هذا صحيح؟
حمادة: نعم هذا صحيح.
كاميرون: وفي وقت سابق تحدثت في إفادتك عن نوع من التدخل من قبل سوريا باختيار بعض الوزراء للحكومة وأعتقد انك استخدمت في إحدى المناسبات اسم وأعطيت اسم شخص محدداً في هذا الإطار، هل كنت على علم بأي تدخل من قبل سوريا أو مسؤولين سوريين في اختيار أو في المشاورات التي كانت جارية لتسمية الاشخاص الذين كانوا على القائمة التي كانت في جعبة رئيس الوزراء؟
حمادة: لم تكن هذه اللائحة سرية بالنسبة للأطراف الصديقة لسوريا أو القريبة لسوريا والتي كانت ستدعى إذا تحدثت عن حكومة وحدة وطنية الى المشاركة في هذه الحكومة. وطبعاً كانت سوريا وكانت مخابراتها في لبنان على علم بهذا المسعى.
كاميرون: هل يمكنك أن تخبر المحكمة القليل عن ذلك. تحدثت سابقاً عن نوع من المقايضة مقابل دعم رئيس الوزراء للتمديد أي السماح له بتشكيل الحكومة التي يريد مقابل ذلك، هل فهمتم جيداً؟
حمادة: التي عرضت علينا هنا، كان هناك زيارة للرئيس الحريري الى برشلونة وكان هناك تصريح، لا اذكر إن كان بياناً صحفياً أو تصريحاً مباشراً يقول فيه انه قبل نهاية الشهر الجاري سيكون هناك حركة على صعيد الحكومة، كان ذلك أكثر من تاريخ 26.
كاميرون: من دون الانتقال الى المستند، يمكنني ان اقول لك ان هذه الافادة وهذا التصريح تم في 13 ايلول/ سبتمبر، هل هذا صحيح؟
حمادة: نعم قلت ذلك سابقاً.
كاميرون: في مرحلة ما استقال رئيس الوزراء بالفعل وذلك في 20 تشرين الاول/ اكتوبر. اذاً، في مرحلة من المراحل هذه الخطة، خطة تشكيل حكومة وحدة وطنية، لم تعد على المسار، حازت عن مسارها، هل هذا صحيح؟ وماذا حصل لكي تحيد هذه الخطة عن مسارها؟
حمادة: من التطورات عرقلة مبرمجة أي تشكيل مثل هذه الحكومة التي بدا ظاهراً للرئيس الحريري تباعاً أنها لا تروق ولا تلتقي مع أهداف النظام السوري وأدواته اللبنانية ولم يكن وارداً عندهم وهذا ما ثبت في تشكيل الحكومة اللاحقة أن يأخذوا من الحريري بيد التمديد لاميل لحود بالقوة وأن يعطوه باليد الأخرى حكومة على مزاجه، وكنا ننصحه ونقول، وكان الأستاذ وليد جنبلاط دائماً يقول، يا رفيق طالما مددت للحود، وهذا قلناه في شهادة سابقة هنا، اترك البلاد، استقل واترك البلاد. وكنا بكل تأكيد ضمن هذه المشاورات التي نتحدث عنها أمام المحكمة الآن كنا كـ«لقاء ديمقراطي» أي فريقنا النيابي والسياسي كان قد اتخذ قراراً واضحاً بعدم المشاركة في أي حكومة بعد التمديد للرئيس اميل لحود.
كاميرون: لقد وصفت ان رئيس الوزراء وصل الى مرحلة أدرك فيها أنه لا يستطيع أن يعزز مصالحه ضمن هذه العملية التي كان مشاركاً فيها في أواخر شهر ايلول/ سبتمبر ولكن هل تعرف ما الذي أدى الى إدراكه هذا الامر؟ ما هي العوامل التي دفعته والتي أصبحت واضحة الى إدراك هذا الوضع؟
No comments:
Post a Comment