البلد
الجمعة 11 كانون الأول 2009 العدد - 2082
أخبار البلد
العلاج بالدراما.. منصّة فنية مستمرة في سجن رومية
"فــي لحظة انــفــصــام، أريــد أن أعـــود طــفــلاً، أن أتطهر من شياطيني غير القابلة للترويض، أريـــد أن أبــكــي، لا لكي أتزلف عطف محقق أو سجان، سأبكي ندماً وانفصاماً وتعرياً وحنينا لثديّ أمي. سأواجه الطفل الذي رضع الحليب وركض في الرياض بالقاتل الذي ضغط على الزناد ونال من جيوب العباد.. في لحظة كاذبة، صادقة، حقيقية، خادعة، سأصرخ وأهمد، سأثير شفقتكم وأبعث ارتيابكم.. بعدها سأعود من إنفصام الى آخر. عند هذا الحد يبدو الشفاﺀ أمرا تفصيليا.
تفصيليا جــدا". يختم سجين يعتلي الخشبة ليواجه جمهورا روض شياطينه أو طردها...
ديانا سكيني لاقى مشروع الممثلة الشابة زينة دكـــاش، المديرة التنفيذية لمركز "كثارسيس"، إدخال العلاج بالدراما الى السجون اللبنانية نجاحا وتلقفا لاسباب متشعبة، أبرزهافرادة المشروع حيث لم يسبق أن أتيح للسجناﺀ في لبنان خوض تجربة مماثلة، أما ثانيها فيكمُن في تزامن الطرح مع حقبة سياسية أصبح فيها الحديثُ عن الإصلاح في السجون وأنسنة قوانينها مباحاً ومتاحاً رغم بعض الضبابية التي تطغى على خطط التحسين. وثالثها حسن إدارة المشروع والتعاون والتمويل الكافيين اضافة الى اثبات دكاش نجاحها في التعامل مع السجناﺀ كما في اختيار نص مسرحية "12 لبناني غاضب"، وفي اثارة اهتمام الاعلامين المحلي والاجنبي.
تسير زينة اليوم على درب بلورة مشروعها "العلاج بالدراما في السجن، منصة فنية جــديــدة" الــمــمــول من السفارة الإيطالية – مكتب التعاون للتنمية ضمن برنامج الطوارئ "روس" () ROSS في مرحلته الثالثة، بالتعاون مع وزارة الداخلية والبلديات ووزارة العدل، والــذي يأتي مكملا للمشروع الذي سبقه "12 لبناني غاضب"، الذي نفذ في إطار برنامج "أفكار" 2، وموله الاتحاد الأوروبي في العام 2007 بإدارة مكتب وزيــر الدولة لشؤون التنمية الإداريــة، بالتعاون مع وزارة الداخلية والبلديات ووزارة العدل.
وتضمن المشروع الثاني الذي بدأ تنفيذه في تموز الماضي أنشطة عدة ابــرزهــا خضوع 150 سجيناً جديداً في رومية لجلسات العلاج بالدراما المستمرة، انضم إليهم عشرة آخرون كانوا شاركوا العام الماضي في مشروع "12 لبناني غاضب"، الامر الذي مكنهم مــن نقل خبرتهم فــي التعبير عن النفس لزملائهم. وتوزع السجناﺀ المئة والخمسون الذين يتدربون ايضا على "حل النزاعات" على مجموعات يتألف كل منها من عشرين سجيناً.
كذلك تم تأسيس نــادي سينما بحيث يقصد فــي كــل مـــرة مخرج سينمائي سجن رومية، ليناقش احد افلامه بعد عرضه مع السجناﺀ.
واشتمل المشروع على نحو خمس حلقات تــدريــب، اضــافــة الــى إنتاج وثائقي طويل، يتناول مراحل تجربة العلاج بالدراما السابقة داخل سجن رومية التي تألف منهاالمشروع السابق "12 لبناني غــاضــب"، مــن تدريبات مسرحية إلى صعوبات ومقابلات مع السجناﺀ وردود فعل ممن شاهدوا المسرحية داخل مسرح سجن رومية.
وفي الموازاة، تم إنتاج "سي دي" يضم أغاني كتبهاولحنهاالسجناﺀ بأنفسهم ضمن مشروع "12 لبناني غاضب".
ويهدف عرض الفيلم الوثائقي خلال جولة على المدارس والجامعات، الى "توضيح معنى" سجين "على وجه التحديد فضلا عن نشر ثقافة التوعية والوقاية في المجتمع اللبناني".
وتــأتــي دعـــوة الــمــخــرج الايــطــالــي- مدير فرقة مسرح سجن فولتيرا La Compagnia della Fortezza - أرمــانــدو بــونــزو الــى بــيــروت بهدف تدريب عدد من السجناﺀ على اسلوبه المسرحي- الدرامي العلاجي يرافقه رئيس بلدية فولتيرا ماركو بوزيلي الى لبنان.
المحقق في التجربة الاولى من الطموح، يقابل بحديثها عن "جديد نكتشفه يومياً داخــل السجن" وبتأكيدها ان إنجاز المشروع الأول والثاني لم يكن، سهلا لكن "بت أعرف الأهداف التي أبغي تحقيقها. وبالطبع ينوي مركز" كثارسيس "تقديم المساعدة داخل سجون أخرى في لبنان مستقبلاً".
وماذا عن ردة فعل السجناﺀ؟ "هم سعداﺀ بالعمل في المسرح. العديد منهم يــهــوى المطالعة والتعلم والتعبير عن نفسه. ما ينقصهم هو الفرصة التي تسمح لهم بتحقيق ذلك.
والأنشطة التي يقوم به "كثارسيس" تمنحهم فضاﺀ يجتمعون فيه، بدون أن تفرض عليهم شيئاً. المهم أن يشارك في هذه الأنشطة من لديه رغبة حقيقية، وهذا ما نتأكد منه قبل البدﺀ بتنفيذ المشاريع المقترحة".
اقتراب ينظم مركز "كثارسيس" لــقــاﺀ ثقافيا حـــول تجربة "المسرح داخل السجن" بين لبنان وإيطاليا، برعاية وزير الداخلية والبلديات زيــاد بــارود، الساعة: 30 5 مساﺀ الجمعة 18 كانون الاول في قصر الأونيسكو.
ويشمل الحدث الثقافي معرض صــور مــن النشاط المسرحي، التقطت داخل سجن فولتيرا الإيطالي وسجن رومية، إضافة إلى وضع "دي في دي" لمسرحية "12 لبناني غاضب"، و "سي دي" الأغــانــي التي كتبها ولحنها الــســجــنــاﺀ الــذيــن شـــاركـــوا فــي المسرحية، بمتناول الجمهور. وبعد عــــرض فــيــلــم قــصــيــر عن العلاج بالدراما في السجن في ايطاليا، يتحدث المخرج المتخصص أرماندو بونزو.
تليه كلمات رئيس بلدية فــولــتــيــرا مـــاركـــو بــوزيــلــي والسفير الإيطالي في لبنان غبريال كيكيا والوزير بارود.
وفي الختام يقدم العرض الأول للوثائقي الطويل (ســاعــة و18 دقيقة) "12 لــبــنــانــي غـــاضـــب"، يتبعه نقاش.
No comments:
Post a Comment