The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

December 15, 2009

Alakhbar - Warrant issued by syrian judiciary - December 15, 2009

الثلاثاء 15 كانون الأول 2009 العدد – 997
سياسة
سوريا أبلغت بيروت والرياض: إلغاء الاستنابات بيد جميل السيّد
ابراهيم الأمين
كثرة التحليلات بشأن زيارة الرئيس سعد الحريري إلى سوريا، لا تحاكي شيئاً من أصل الموضوع. القرار بالزيارة اتُّخذ ربطاً بالتسوية السورية ـــــ السعودية بشأن لبنان. والأمير عبد العزيز بن عبد الله هو من تولّى التفاصيل الكاملة، بما فيها ملف الزيارة. وهو الذي نقل الدعوة إلى الحريري، وأجاب عنه بالإيجاب مقدَّماً. والتفاصيل الإضافية حُسمت أيضاً بعدما تفاهم الجانبان السوري والسعودي على أن موعد الزيارة هو بعد جلسة الثقة، ما يعني أنّ ما كان مأمولاً تحقيقه من نتائج قبل تأليف الحكومة لم يعد ممكناً، وبالتالي فإن السؤال الآن: مَن هو صاحب المصلحة في حصول الزيارة. ومَن بيده المبادرة؟
مقرّبون أو دائرون في محيط رئيس الحكومة يُشغلون في البحث عن أسباب معطّلة للزيارة. معظم هؤلاء لا يريد الإقرار بالوقائع الجديدة التي قامت منذ فترة، دولياً وإقليمياً ومحلياً. ولأن التعطيل غير ممكن من دون انفجار كبير، فإن الراغبين في عدم التطبيع بين دمشق والحريري، يبحثون ليل نهار عن موجب يضعونه على طاولة الرجل كي يتذرّع به أمام السعوديين لعدم القيام بالزيارة. لكن ما حصل حتى الآن يسير في الاتجاه المعاكس.
أولاً، بادر الرئيس الحريري إلى رفع مستوى التواصل والتنسيق بينه وبين قوى حليفة لسوريا، ومنها حزب الله والنائب سليمان فرنجية، ثم وضع هو سياقاً جديداً لعلاقته بالعماد ميشال عون، آخذاً في الاعتبار الموقع المتقدم للرجل في اللعبة الإقليمية لكونه يحظى باحترام خاص لدى القيادة السورية.
ثانياً، بادر الرئيس الحريري إلى تنفيذ برنامج عمل بطيء، لكنه مدروس، قضى بسحب الكلام النقدي لسوريا من بيانات ومواقف أعضاء كتلته ومن المقرّبين الآخرين، بما في ذلك إبعاده إعلاميين اشتهروا بالتنظير للحرب على سوريا، إن لم يكن أكثر من ذلك.
ثالثاً، بادر الرئيس المكلف إلى إفهام آخرين يعملون معه بأنه بات الآن رئيساً للحكومة، ولم يعد زعيم تيار سياسي فقط، وأن موجبات هذا الموقع تفرض نمطاً من العلاقات التي لا تتوقف كثيراً عند المواقف الشخصية.
رابعاً، تفاهم الحريري مع أبرز حلفائه على مسار المرحلة المقبلة، سواء بتقديره أو تفهّمه الكبير للموقع الذي يحتله الآن النائب وليد جنبلاط، الذي يحثّه على علاقات مباشرة وواضحة وقوية مع سوريا، أو مع قائد القوات اللبنانية سمير جعجع الذي لا يدّعي تجاوزه للوقائع الصلبة، لكنه يدعو إلى التريّث والتمهّل في طريقة التعامل معها.
في غضون ذلك، اضطر الرئيس الحريري إلى وقف الكثير من الاجتهادات التي مرّت من حوله، سواء التي اقتضت وضع إطار لحركة النائب عقاب صقر، أو تلك التي جعلت الأمانة العامة لـ14 آذار تبحث في مصيرها، أو ما خصّ استعداده للبحث في «رزمة» علاجات يتناول بعضها الملف الأكثر حساسية والمتصل بنفوذه داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية الرسمية.
زيارة الحريري تنتظر إشارة مصدرها اتصالات سورية ـــ سعودية متواصلة
فجأة، برز إلى السطح ملف الاستنابات القضائية الصادرة عن القضاء السوري بحق أبرز أركان الحريري الأمنيين والسياسيين والإعلاميين والقضائيين، خلال المرحلة السابقة للانتخابات النيابية. وبينما كان التجاهل هو عنوان تعامل المحيطين به وأركان 14 آذار مع كل ما كاله اللواء جميل السيّد من اتهامات لهم بعرقلة التحقيق في جريمة اغتيال رفيق الحريري، فقد قررت هذه المجموعة شنّ الهجوم على خلفية تحويل العنوان السلبي في حقّهم إلى فرصة لتعطيل برنامج زيارة الحريري إلى سوريا أو تعطيل مسبق لمفاعيل هذه الزيارة.
معلوم هنا أن كثيرين حاولوا الربط بين الاستنابات والزيارة. وتولّى الرئيس ميشال سليمان محاولة سحب هذه الاستنابات، وتلقى جواباً سورياً سلبياً. ثم تولّت السعودية الأمر نفسه وسمعت الجواب نفسه الذي تقرر على أعلى مستوى في سوريا ومفاده أنه ملف شخصي يتعلق بجميل السيّد، والرجل قال إنه مستعد للتنازل عن الدعوى مقابل الاعتذار منه علناً عمّا تعرّض له من ظلم وتعسّف، وهي العبارة التي سمع الحريري شرحاً لها من أحد المعنيين، من دون أن يصل الجميع إلى نتيجة. لكن الأكيد، هو أنه مثلما يعتقد الحريري وفريق 14 آذار بأن المحكمة الدولية خارج أي تسييس ممكن، ويعطونها الثقة، فإن فريقاً آخر يقوم الآن ويقول إن الخطوة القضائية السورية بعيدة عن أي تسييس، وهي جهة موثوقة، علماً بأنّ ما جرى في دمشق حتى الآن لا يقارب ما نُفّذ مع جوني عبدو في باريس ومع ديتليف ميليس الذي مُنح حصانة جديدة من الاتحاد الأوروبي لمنع ملاحقته في جرائم التزوير في التحقيق بملف الحريري.
على هذا الأساس، يبدو أن سجال الأسبوع الماضي المتعلّق بالاستنابات القضائية مقبل على الإقفال النهائي، وإن كان وزير العدل ورئاسة الحكومة في انتظار موقف لهيئة التشريع والقضايا في وزارة العدل لناحية كيفية التعامل مع الملف. لكن الأكيد أن زيارة الحريري إلى سوريا ستظل رهن التسوية السورية ـــــ السعودية، لا وفق أي اعتبار آخر. والمهم هنا، هو كيفية إدارة الحريري لفريقه من الآن فصاعداً. فهل يلجأ إلى عملية تنظيف من آثار الماضي، وينطلق مُحرِجاً الخصوم قبل الآخرين، أم أنه سيرمي بأعقاب السجائر تحت السجادة ظناً منه أنّ النظافة حلّت في الغرفة؟

No comments:

Post a Comment

Archives