باسيل: نحتاج الى مساعدة لنتمكن من التعامل مع أزمة النازحين
استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل نظيرته وزيرة الخارجية الاسترالية جوليا بيشوب يرافقها السفير الاسترالي في لبنان ليكس بارتلم والوفد المرافق.
بعد لقاء ثنائي في مكتب الوزير، عقدت جلسة محادثات حضرها الى جانب الوفد الأسترالي، الأمين العام للوزارة السفير وفيق رحيمي، وديبلوماسيين في الوزارة.
ثم عقد الوزيران مؤتمراً صحافياً استهلته الوزيرة بيشوب بالقول: "حضرات السيدات والسادة شكرًا لحضوركم اليوم، أنا مسرورة لأنّ الفرصة سنحت لي كي التقي نظيري اللبناني. هذه هي زيارتي الأولى الى لبنان بصفتي وزيرة للخارجية الاسترالية، وكما تعملون يرتبط الشعبين الاسترالي واللبناني بعلاقات قوية ووثيقة. ففي أستراليا يعيش 400 الف استرالي من أصل لبناني".
أضافت: "إنّ سبب زيارتي اليوم هو أولاً، تعزيز العلاقات الثنائية بين بلدينا، والتي تقوم على القيم والمصالح المشتركة، ولكي اؤكد دعم الحكومة الاسترالية للحكومة اللبنانية الجديدة وأيضاً لاستقلال لبنان وسيادته وازدهاره، ونحن نتمنى أن يستمر الاستقرار في لبنان. والسبب الثاني، هو لكي أعاين عن كثب أثر وانعكاسات الأزمة السورية على الدول المجاورة لسوريا، ومن بينها لبنان. أعرف أنّه على المجتمع الدولي أن يعي الضغط الهائل الذي يرزح تحته لبنان بسبب عبء اللاجئين، وأولئك الذين يطلبون صفة اللجوء على أراضيه".
وأوضحت" أنّ استراليا قدّمت الدعم الإنساني لسوريا، والبارحة أعلنت عن مساعدة إضافية بقيمة 20 مليون دولار مخصّصة لمبادرة "ما من جيل ضائع" التي أطلقتها الأمم المتحدة، وذلك لدعم أطفال اللاجئين السوريين الذين يفتقدون الى فرص التعلّم، فنحن لا نريد أن نخسر جيلاً جديداً من الشبان والشابات، وهذه المساعدة تضاف الى مساعدة أخرى بقيمة 110 ملايين دولار سبق وأن أعلنا عنها".
وأشارت بيشوب الى إن "علاقتنا قوية مع لبنان وأعتقد أنّ بوسعنا تمكينها وتمتينها أكثر فأكثر لا سيما في مجال التجارة والاستثمار، واعرف أن العديد من الشركات الاسترالية مهتمة بالاستثمار في قطاع النفط والغاز في لبنان". ولفتت الى أنها عقدت لقاءات مثمرة مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب، والآن مع وزير الخارجية، فشكراً جزيلاً لكم على حسن الضيافة، وأنا أتطلّع قدماً الى زيارتكم الثانية الى أستراليا حيث لا شك أنكم ستكونون موضع ترحيب من الجالية اللبنانية والشعب الاسترالي".
سئل: هل هناك من إمكانية ان تستقبل استراليا أعداداً من اللاجئين السوريين؟
أجابت: لقد قدّمت استراليا المساعدة الإنسانية، وأعلن وزير الهجرة ان بلادنا ستستقبل 500 لاجئ سوري، وقد ارتفع هذا العدد الى ألف لاجئ. نحن نعلم الضغط الهائل المفروض على الدول المجاورة لسوريا، واستراليا مستعدة للمساعدة.
سئل: هل تدعمون مرشحاً ما الى رئاسة الجمهورية اللبنانية؟
أجابت: "لن أتجرأ على التدخل في موضوع يخص بلداً آخر، أدرك أن الانتخابات الرئاسية أصبحت قريبة، وفهمت من الوزير باسيل أن الجولة الأولى هي غداً، نحن نتمنى الاستقرار والازدهار للبنان ونحن نعمل أيضاً مع لبنان والمجتمع الدولي لمواجهة الضغوط التي يرزح تحت وطأتها. وفي النهاية إنّ قرار الانتخابات هو للشعب اللبناني.
من جانبه، قال الوزير باسيل متوجّهاً الى الوزيرة بيشوب :"سعدت بلقاء وزيرة الخارجية الاسترالية، وكان اللقاء فرصة لشكرها على حسن استضافة استراليا للمغتربين اللبنانيين المقيمين في بلدكم، ودائماً نسمع عبارات الشكر من هؤلاء للحكومة الاسترالية، وندرك مدى عمق العلاقات التي توطّدت بشكل طبيعي بين البلدين . وآمل أن تفتح هذه الزيارة الطريق الى المزيد من التنسيق بين بلدينا ليكون مثمراً أكثر وأفضل لا سيما في مجال التجارة والاستثمار في الطاقة".
أضاف: "لقاؤنا اليوم كان مناسبة لاستفسار وزير خارجية استراليا عن مواضيع تعني لبنان، وفي طليعتها موضوع النازحين السوريين الى لبنان وموضوع الإرهاب. وشرحنا لها كيف أنّ لبنان يتأثر سلباً بالأزمة السورية وكون استراليا تستضيف على أرضها أربعة مئة ألف لبناني لفتنا النظر الى ظاهرة تحصل للمرة الأولى، ألا وهي قيام 62 لبنانياً دخلوا الأراضي الاسترالية بصورة غير شرعية. واستراليا رفضت استقبالهم، وهذا حقها الطبيعي فتمّ وضعهم مؤقتاً على جزيرة، ونعمل حالياً مع الدولة الاسترالية بهدف إعادتهم إلى لبنان لأنّ هؤلاء مواطنون لبنانيون أعزاء علينا ونريدهم أن يعيشوا في لبنان في ظل ظروف كريمة تليق بهم. وهذه الظاهرة تدل على مدى اضطرار المواطنين في منطقة عزيزة على قلوبنا مثل عكار الى أن يتركوا لبنان بدافع اليأس، إذ أضيفت أزمة النزوح السوري الى مشاكلهم الحياتية. وأبدت الوزيرة بيشوب تفهّماً كبيراً لعدم قدرة لبنان على استيعاب هذا الحجم الكبير من النازحين. وخلال المحادثات، أجرينا مقارنة نسبية بين استراليا ولبنان، وسألنا الوزيرة بيشوب ما إذا كانت بلادها تقبل باستقبال عشرة ملايين لبناني دفعة واحدة، وأجابت بكثير من المحبة للبنانيين إنّ مثل هذا الأمر غير ممكن. ونتمنى على المجتمع الدولي أن يكون على درجة التفهم نفسها والقدرة على استيعاب المشكلة التي وجدناها لدى الوزيرة بيشوب. ونتوجّه الى المجتمع الدولي مجدداً بالقول إنّ الدولة اللبنانية بحاجة الى مساعدة لكي تتمكّن من التعاطي مع أزمة النازحين بالطرق التي تناسب الدولة والتي لا تجعل إقامتهم في لبنان أبدية. كما أنّ الجيش اللبناني بحاجة الى مساعدة لأنّه يُحارب الإرهاب عوضاً عن دول العالم بأسره، لأنّ الإرهاب الذي يتغلغل في لبنان وينطلق منه سيتوجّه الى الدول الأخرى كافة، ولن تستطيع أي دولة في العالم أن تتحمّل ما يتحمله لبنان. لذا طلبنا من استراليا التي هي دولة صديقة للبنان مساعدة الجيش اللبناني في حربه على الإرهاب، ونأمل أن تترجم هذه المساعدة في المستقبل القريب.
وكان الوزير باسيل قد تسلم نسخة عن اوراق اعتماد سفير ساحل العاج الجديد في لبنان جيلبير دوه بحضور القنصل الفخري لساحل العاج في لبنان رضا خليفة، وذلك تمهيداً لتقديمها الى رئيس الجمهورية لاحقاً. كما التقى الوزير باسيل النائب في البرلمان السويدي روجيه حداد.
من جهة أخرى، يغادر الوزير باسيل مساء غد الاربعاء الى موسكو حيث يلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف الخميس للبحث في التعاون بين البلدين والدور الروسي في المنطقة فضلاً عن تطوير العلاقات الاقتصادية. ويقيم السفير اللبناني في موسكو شوقي بو نصار مأدبة عشاء تكريمية للوزير باسيل بحضور السفراء العرب المعتمدين في روسيا، الى جانب نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف.
No comments:
Post a Comment