اللاجئة المعوّقة
عماد الدين رائف
يقال إن العدد الفعلي للاجئات السوريات تخطى المليون، وأكثر من نصفهن مسجلّ لدى «المفوضية». نسبة المعوقات بين اللاجئات تتخطى النسبة الدولية، أي عشرة في المئة، وذلك بسبب الحرب المستعرة منذ ثلاث سنوات. فقد استجدت لدى عدد كبير من الجريحات إعاقات حركية.
اللاجئات المعوقات يمثلن الحلقة الأضعف، في سلسلة اللجوء. والتمييز تجاههن مضاعف، يقعن في أكثر الدوائر تهميشاً وإقصاء. إلا ان برامج الإغاثة لا تطالهن، فحاجاتهن تتخطى المأوى والمأكل، اللذين تنوء «المفوضية» تحت حملهما ولا تلبيهما، كما يجب.
لكنها ليست التجربة الأولى للبنان الرسمي، فقد كانت له تجربة مستمرة منذ عقود، مع اللاجئات الفلسطينيات، فكيف تعامل معهن؟
نحو ثلاثة آلاف فلسطينية معوّقة داخل المخيمات، يضاف إليهن من يسكنّ في التجمعات. يعشن ظروفاً معيشية صعبة، محرومات من معظم الحقوق. يعتمدن بشكل رئيس في تأمين احتياجاتهن على تقديمات «الأونروا»، التي تتقلص سنة بعد أخرى.
يعاملن كأجنبيات خارج أسوار مدارس الوكالة، التي لا تتمكن من تطبيق الدمج التربوي. والمدارس معظمها مستأجر، ولم يبن كمدرسة. يحرمن من الخدمات الصحية الرسمية، ويحصلن على تقديمات ضعيفة ومبعثرة وغير مستدامة. يحرمن من العمل، والاستقلالية المادية، وحق التملك، بموجب قرارات وقوانين. ويلزمن بالعيش في بيئة مبنية ينعدم فيها التجهيز الهندسي، ولا تحترم إنسانيتهن.
ذلك جزء من تجربة لبنان الرسمي، مع لاجئات المخيمات اللواتي ولد معظمهن على أراضيه. هو غائب عن قضاياهن، كأنها لا تعنيه..
هو أصلاً لم يحترم حاجات مواطناته.. فهل يأبه للاجئات؟
No comments:
Post a Comment