The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

April 9, 2015

Al-Balad - From tragedy of a displaced to public opinion case, April 09, 2015



"بائعة الورد" : من مأساة نازحة الى قضية رأي عام




رحلت الطفلة فاطمة الزهراء عبد الفتاح المعروفة بـ "بائعة الورد"، قضت في حادث سير مؤلم، وقد هربت من سورية قبل اربعة اعوام من الموت لتلاقي حتفها في لبنان وتوارى الثرى بعيدا عن تراب وطنها وبقيت ذكرياتها تنثر اريجا على المكان الذي اعتادت ان تتواجد فيه لبيع الورد عند تقاطع الياس ايليا في صيدا حيث شارات المرور وتوقف السيارات، تقترب من زجاجها، تبيعها والابتسامة لا تفارق ثغرها.


تحولت قضية "بائعة الورد" فاطمة الزهراء11 عاما.. من مأساة عائلة سورية نازحة الى صيدا تسعى وراء قوت يومها في ظروف قاهرة اجبرت الطفلة على العمل ليلا لتساهم في إعالة عائلتها.. الى قضية رأي عام، شغلت بال المسؤولين والجمعيات الاهلية والهيئات الاغاثية، طارحة وجهين لقضية واحدة: حماية الاطفال وظاهرة التسول، قبل ان تشعل مواقع التواصل الاجتماعي بعدما شعر الكثير من أبناء المدينة صيدا بمرارة فراقها فهي مثال الفتاة المهذبة والنشيطة صاحبة القلب الطيب والإطلالة المميزة والابتسامة الدائمة.
يروي اترابها الذين وقفوا امام صورة كبيرة رفعت عند تقاطع ايليا وقرأوا صورة الفاتحة عن روحها، انها لم تكن يوما عالة على أحد، ولم تقبل أي مساعدة بالمجان، بل أحبت أن تبيع لتكسب رزقها بالحلال وتعيل عائلتها ولانها كانت كذلك اصبحت مميزة ومحبوبة وأثرت في نفوس الصيداويين عند موتها بعدما نجحت في ترك بصمة جميلة داخل كل من أحبها".
وفي منزل فاطمة الزهراء في منطقة الشرحبيل بن حسنة، تشعر بعبق الورد يملأ المكان، الحزن والحداد يلف العائلة، لكن تشعر بطيفها يستقبلك فترتسم الورود التي كانت تبيعها تحية، في احدى زواياه تجلس والدتها، لا تترك الهاتف من يدها وهي تتنقل من صورة لفاطمة إلى اخرى ودموع الشوق تنهمر على وجنتيها، تردد ما كانت تقوله لها حين لجأت الى مدينة طرابلس، "فاطمة كانت تخاف القصف والرصاص وفي وقت حصول اشتباكات أثناء تواجدها في منطقة المنكوبين في طرابلس قالت لي "لقد هزمت الموت في سورية.. وجئنا هنا، ولا أريد أن أموت هنا.. علينا أن نرحل إلى مكان أكثر أمناً.. عندها جاؤوا إلى صيدا"، فيما يحاول زوج والدتها التخفيف من حزنها، ويقول "كانت طفلة هادئة، لم نكن يوماً نشعر بغربة عن بعضنا، علاقتي بها كانت علاقة متينة، ولم أشعر يوما بأنها ابنة زوجتي، بل ابنتي".
وبأسى بالغ، روى شقيقها مجد الدين الذي كان يقود السيارة التي تعرضت للحادث وأدى إلى وفاتها، قائلا "لقد اشتقت لك كثيرا.. فاطمة رحلت باكرا ودون اي وداع، كنا نلعب سويا ونأكل ونشرب ونتقاسم الفرح والحزن معا"، واصفا إياها بـ "الحنون التي كانت تقوم بقسمة كل ما لديها معي، تعبيراً منها عن المحبة الكبيرة التي كانت تكنها لي".
واضاف: فاطمة التي لم يكن لديها أي حلم، كانت تعشق البحر، وتحب الألعاب، لونها المفضل كان الزهري، وكانت تحب بيع الورد الجوري الأحمر، كما كانت تقضي معظم وقتها في المنزل تشاهد المسلسلات التركية، وكان مسلسلها المفضل "أسرار البنات".
حملة وشموع
وعند انتشار خبر موتها، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي حيث عبر كثيرون عن الألم لخسارتها فهي كانت مثالاً للفرد الكادح الذي آلمه خسارة وطن، ليأتي ويلقى مصيره في بلد لم يؤمن لها حتى مقعدًا دراسيًا واحدًا ليستقبلها وتتابع تعليمها.
وهذا الألم دفع مجموعة من الشباب لإطلاق حملة تحمل عنوان "بائعة الورد"، حملة اجتمع أفرادها عبر الفايسبوك جمعهم حبهم للطفلة فاطمة وتأثرهم بمأساتها، فارادوا أن ينطلقوا من ظروف حياة فاطمة إلى محاكاة واقع الأطفال الذين تجبرهم ظروف الحياة على التسول بعد ترك مقاعد الدراسة والنزول إلى الشارع وبيع الورد أو أي سلعة أخرى.
ويقول أحد أعضاء الحملة المهندس أحمد نحن مجموعة من الشباب والصبايا، تواصلنا عن طريق الفايسبوك، وأطلقنا حملة "بائعة الورد" فاطمة التي تركت أثراً كبيراً داخلنا بخاصة وأن الكثير منا يعرف تفاصيل وظروف الواقع الذي كانت تعيشه هذه الطفلة، وإجبارها على العمل لساعات متأخرة، وإخراجها من مقاعد الدراسة وإرغامها على بيع الورد والحصول على المال. 
واضاف: هذه الحملة التي أطلقناها الهدف من ورائها الآتي تحريك الرأي العام بخصوص قضية صديقتنا فاطمة وحماية الأطفال أمثال بائعة الورد ومحاربة عصابات التسول ونأمل من خلال حملتنا نشر المزيد من الوعي والثقافة حول أهمية الحفاظ على حقوق الطفل، ومجابهة عصابات التسول التي تستغل الأطفال وتسلبهم حقوقهم".
وقام أعضاء الحملة بتعليق عدد من اليافطات في شوارع مدينة صيدا كتب عليها "بوفاتك ذبلت أزهار مدينتنا.. بائعة الورد في ذمة الله"، كما أطلقوا هاشتاغ بائعة الورد، وقاموا بتأسيس صفحة على الفايسبوك تحمل اسم "بائعة الورد"، للتواصل مع المواطنين وسيقومون مساء اليوم الخميس بإضاءة الشموع إحياء لذكراها عند تقاطع إيليا حيث كانت تتواجد بشكل يومي.

No comments:

Post a Comment

Archives