مصطفى ناصر لبداية المحكمة: غزالي أوقف بثّ مقابلة غسان تويني مع ملك الأردن عبر "تلفزيون لبنان"
كلوديت سركيس
استأنفت غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الخاصة بلبنان جلساتها امس برئاسة القاضي الاوسترالي ديفيد راي. واستمعت الى افادة الصحافي مصطفى ناصر مستشار الرئيس رفيق الحريري والذي شغل دور الوسيط بين الاخير والامين العام لـحزب الله" السيد حسن نصرالله ومساعده حسين خليل من عام 1992 الى تاريخ اغتياله.
وقال ناصر في ضوء اسئلة ممثل الادعاء غرايم كامرون ان المسؤول الامني السوري في بيروت رستم غزالي طلب عام 1996 من رئيس مجلس ادارة "تلفزيون لبنان" فؤاد نعيم وقتذاك وقف بث برنامج حواري لغسان تويني على المحطة الرسمية بعنوان "غسان تويني يحاور"، اثر دعاية مكثفة لمقابلة اجراها تويني مع ملك الاردن. وألغي بث الحلقة بموافقة الحريري الذي كان يملك نصف اسهم "تلفزيون لبنان". واستاء تويني الذي استقال من المحطة واعطى المقابلة لتلفزيون "الجديد" الذي بثها. ورد سبب طلب غزالي الى ان الملك الاردني لم يكن على علاقة جيدة مع سوريا، وكذلك الامر بالنسبة الى تويني الذي كان صديق الملك حسين وعلى علاقة غير جيدة مع السوريين. واضاف ان بث المقابلة يشكل اختراقا سياسيا او صحافيا للوجود السوري في لبنان. "وأرجح ان الاعتراض السوري كان على الملك حسين. كما لم يكن تويني شخصا مرغوبا فيه عند السوريين، ولا "النهار"، مشيرا الى مواقف صاحب تلفزيون "الجديد" تحسين خياط "المعادية لأي سيطرة اعلامية وموقفه المعادي لغزالي".
واضاف ناصر: "بعد التمديد للرئيس اميل لحود حصلت لقاءات سياسية مكثفة بين الحريري ونصرالله، حضرتها كلها ولا سيما من ايلول 2004 الى شباط 2005، وشارك فيها مساعده، وعددها من عشرة الى 20 اجتماعا، عقدت في اماكن مختلفة من الضاحية الجنوبية، واغلبها في مقر الامانة العامة للحزب الذي دمر كليا في حرب تموز 2006. وقلة منها حصل في منزلي في تلة الخياط، وكان خليل يحدد موعدها. وغالبية طلبات نصرالله ارسلها مع خليل الى قصر قريطم، اربع او خمس مرات. وكنا نعتمد حوارا مشفرا على الخليوي لترتيب لقاءات الرجلين بكلمتي "فاكهة" للاجتماع عند نصرالله و"عصير" عند الحريري. وقد عقدت تلك اللقاءات ليلا وكنت أرافق الحريري في سيارته، ومعه اللواء وسام الحسن ويحيى العرب. نتبع سيارة امنية للحزب متوجهين الى الضاحية الى مكان لا يعرفه الا السائق. وكنا ننزل في ملجأ ما او في خيمة ملاصقة لمقر الامانة الذي دخلناه من رواق حائطه من الباطون السميك. وتركزت تلك الاجتماعات بعد التمديد على التحالف الانتخابي بين الحريري والحزب وانعكاسات صدور القرار 1559.
وشرح الحريري يومها لنصرالله ضرورة هذا التحالف ونظرته الى القرار الدولي الذي توجس نصرالله منه على سلاح المقاومة. فأكد الحريري له شرعنة بقائه حتى توقيع لبنان اتفاقا مع اسرائيل، وبعد توقيع سوريا، مصرا على بقاء الجيش السوري في البقاع وشرعنته بعد الانتخابات النيابية. واعتبر نصرالله رأي الحريري ايجابيا جدا، وسيراجع الحزب ومجلس الشورى في صدده".
وذكر الشاهد بأن نصرالله قال عن الحريري في بداية تلك اللقاءات انه شكّل حكومات فاسدة وانّه أميركي "قادم لنزع سلاح المقاومة". وبعدما اوضح الحريري موقفه قابله نصرالله "باعجاب ودهشة". وتطرق الى آخر اجتماع عقد بين الحريري ومساعد نصرالله في قصر قريطم قبل ثلاثة ايام من الاغتيال لتسهيل مهمة خليل الى دمشق ولترتيب لقاء للحريري مع الاسد. وعرض حسين ادراج اسماء مرشحين للنيابة مقربين للسوريين على لائحة الحريري في بيروت. فأصر الحريري على ادخال مرشح الحزب محمد برجاوي الى لائحته فحسب، وبرفض حسين، عرض الحريري مقعدا ارمنيا لمرشح مقرب من سوريا. وتوجه حسين الى دمشق لتحضير الزيارة للحريري، الذي استشهد.
No comments:
Post a Comment