The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

June 29, 2010

Assafir - Israel's hand holding cell phone network - June 29,2010

من هي الجهة الرسمية المعنية بحماية أمن اللبنانيين واتصالاتهم؟
«عميل الاتصالات»: اليد الإسرائيلية تمسك بشبكة الخلوي في لبنان
جعفر العطار
فَتح «كتاب» تفكيك شبكات التجسس الإسرائيلية في لبنان، الأوراق على فصول أمنية جديدة، مع تمكن مخابرات الجيش اللبناني من تسجيل انجاز نوعي جديد في مواجهة «أدمغة الأمن والاستخباراتي الإسرائيلي»، عبر توقيف الموظف في شركة «ألفا» العميل شربل ق. لتكتمل فصول بدأت بتوقيف «المقاوم» و«الفدائي» علي الجراح وشقيقه يوسف مرورا بأكثر من 120 عميلا تهاووا الواحد تلو الآخر، طوال العامين الأخيرين، على ايدي الأجهزة العسكرية والأمنـية اللبنانية. وبدا من خلال هذه الشـبكات أن اسـرائيل لم توفر لا القطاع المصرفي ولا الـسلك العسكري أو الأمني، كما بعض الدوائر القريبة من مناخ المقاومـة، في حالات معينة، لكن يبقى الانجاز الأكبر في محاولة قطع أيدي وآذان «الموساد» في قطاع الاتصالات.
وفي حين يصنف توقيف «عميل الاتصالات» سبقاً أمنيا في سياق الحرب المخابراتية المفتوحة، من شأنه غرس شوكة أمنية في خاصرة الإسرائيلي التي تنزف يوماً تلو الآخر، إلا أنه يكرّس علامات استفهام عدة حول انكشاف البلد أمنياً، خصوصاً على مستوى شبكات الاتصالات، حيث لم تقتصر مهام شربل ق. على التنصت فحسب، بل أسهمت في مشاركة العدو بالبيانات المتعلقة بمستخدمي الشركة الخلوية عبر منظمة متشعبة الأبعاد، خاصة بعد اعترافه بزرع برمجيات وشرائح الكترونية خاصة تم تزويده بها من قبل الاسرائيليين، في محطات الارسال بحيث تصبح امكانية التلاعب بقاعدة البيانات والمعلومات أكثر سهولة من قبل الجانب الاسرائيلي.
وقد تلقت دوائر استخبارات العدو الإسرائيلي، بتوقيف شربل ق. «ضربة قاصمة جديدة» على صعيد تفكيك الشبكات المتعاملة معها، والمنتشرة في مختلف أرجاء وقطاعات المجتمع اللبناني، حيث يتبيّن تباعاً مستوى «الانجاز غير المسبوق»، الذي حققه الجيش اللبناني بإلقائه القبض على واحد من «أهم واخطر عملاء الحلقة الجهنمية» التي يسـتمر العدو في تطويق أعنـاق اللبنانيين بها منذ عقود طويلة.
وتبرز فرادة هذا الانجاز النوعي، في التمكّن من الكشف عن نوع جديد من الاختراقات الخطيرة جداً للأمن اللبناني، مرتبط هذه المرة بـ «قطاع الاتصالات الخلوية في لبنان»، بعد اختراقات أمنية مماثلة، سبق أن أميط اللثام عنها مؤخرا سواء في القطاع المصرفي، أو على صعيد بعض المواقع داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية الرسمية..
ورغم عدم غرابة استهداف العدو قطاع الاتصالات الحيوي جدا، شأنه في ذلك، شأن محاولاته المستمرة في اختراق واستهداف كل مفاصل الأمن اللبناني.. إلا أنّ حجم التطور التكنولوجي الهائل، وما يفرضه من تزايد في مستوى الاعتماد على وسائل الاتصال الحديثة في الحياة اليومية، يرفع من مستوى اهتمام العدو في اختراق هذا القطاع الحساس.. وبالتالي، البحث عن تجنيد شرائح واسعة من العاملين في حقل الاتصالات، مع التركيز على تجنيد ذوي اختصاصات فنية عالية ومحددة، تؤمن له تحقيق وتنفيذ برامجه ومخططاته العدائية.
هذا الواقع ينطبق أكثر ما ينطبق على تجنيد شربل ق. حيث تُبيّن معطيات التحقيقات الأولية المتوفرة أنّ العميل المذكور يعتبر من أبرز الموظفين الفنيين في شركة «الفا»(«سيليس سابقاً»)، وقد سبق له أن شغل فيها مناصب رفيعة منذ تأسيسها في العام 1994، وهو يتولى اليوم مسؤولية في احد الأقسام الفنية الأساسية التابعة للشركة (قسم البث الراديوي والإرسال Radio and Transmission)، ويدير فريقاً من المهندسين المتخصصين.
وبذلك، يعد مجال عمل شربل، من المجالات الهامة جدا للمخابرات الإسرائيلية على صعيد اختراق منظومة الهاتف الخلوي واتاحة المجال أمامها للتلاعب، بالمعطيات الفنية في الشركة وخصوصاً القسم الذي يعمل فيه العميل. وهي بحسب أوساط خبيرة، تعتبر معطيات ذات طبيعة حساسة للغاية في عالم الاتصالات.
من هنا، فإنّ عملية توقيف «عميل الاتصالات»، وبالنظر إلى المهام الوظيفية التي يشغلها في الشركة، تُظهر أنّ اصطياده، هو انجاز ثمين جداً، من شأنه الإضاءة على «فصول مذهلة»، عن المستوى الذي تضطلع به مخابرات العدو من حيث إمكان سيطرتها وقدرتها على التحكم بمنظومة شبكة اتصالات الهاتف الخلوي في لبنان.. ومعها، يبدو أنّ كل مستخدمي هذه الشبكة، على امتداد سنوات طويلة، كانوا عرضة لممارسات أمنية خطيرة، وتعدّ مباشر على أدق تفاصيل حياتهم، من قبل العدو الإسرائيلي، من خلال هواتفهم النقالة. ومن بين هذه التعديات:
1- كشف الشبكة الخلوية العائدة للشركة بالكامل امام الاسرائيلي، معلوماتياً وفيزيائياً، من خلال المعطيات التي قدّمها العميل المذكور للعدو، حول كل تفصيل فنّي ذي صلة بالشبكة، وقيامه بتثبيت أجهزة ومعدات فنية على الشبكة، تتيح لمخابرات العدو الحصول على بيانات حركة الاتصالات، وتوفير القدرة لها لتنفيذ عمليات تنصت واسعة ومركّزة على كل الخطوط الهاتفية التابعة للشركة، والحصول على ناتج كل حركة الاتصالات العائدة لهذه الارقام (الناتج الصوتي)، وخزنها لدى الاسرائيلي.
2- تمكين العدو من تتبع ورصد الاشخاص والاهداف التي يعمل عليها، بالاعتماد على حركة الهاتف الخلوي. ولهذه الخدمة، أهمية خاصة بالنسبة الى العدو على صعيد ملاحقة ومتابعة ومراقبة واستهداف من يشاء.
3- ما يزيد من حجم المخاطر المترتبة، بالإضافة الى ما تقدم، أنّ العدو بما يمتلكه من إمكانات تكنولوجية رائدة ومتطورة للغاية في عالم الاتصالات، اصبح بمقدوره ليس فقط التنصت على مستخدمي الهاتف الخلوي وتتبع تحركاتهم، بل انه باستفادته من البيانات والسجلات الفنية للهاتف الخلوي، التي كان يتزوّد بها، عبر عميله في شركة الاتصالات، وقيام هذا العميل بتحديث وتوفير هذه البيانات لمشغليه الاسرائيليين بشكل دوري، على مدى سنوات عمالته، من شأن ذلك كله، تمكين العدو من السيطرة على حركة الاتصالات في الشركة والتلاعب بها، بما يخدم أهدافه ومخططاته.
4- يتضح أيضاً، أنّ أهم ما وفّره «عميل الاتصالات»، لمشغليه الإسرائيليين، هو «الكودات والأرقام السرية» الخاصة بتشغيل ومراقبة وصيانة محطات وخلايا الاتصال المنتشرة في جميع المناطق اللبنانية، فضلا عن نطاق إشراف وتغطية هذه المحطات، وكل ما يطرأ عليها من تحديث أو تعديل، بالإضافة إلى «الأرقام والكودات»، الخاصة بكل هاتف خلوي مستخدم موجود على شبكة الفا.
ومع اعتراف شربل ق. بقيامه بزرع برمجيات وشرائح الكترونية خاصة، زوّده بها الاسرائيلي، في محطات الارسال العائدة للشركة المشغّلة، تصبح إمكانية التلاعب في بيانات الاتصال لأي من هذه الخطوط، أكثر سهولة بالنسبة إلى خبراء الاتصالات التابعين للمخابرات الإسرائيلية.. إذ يمكن، والحال هذه، لخبراء العدو القيام بتعديل أي من هذه البيانات لحظة قراءتها أو ورودها من المحطات، وفقا للشروط التي يضعها المبرمج.
كما يمكن، بفضل حصول خبراء العدو على «مفاتيح الدخول» الخاصة بالبيانات السرية للخطوط الهاتفية المستخدمة، تنفيذ عمليات اتصالات وهمية، من أي خط موجود على الشبكة، وإظهار وجود اتصالات قام بها الرقم الأصلي، بدون أن يكون حامل هذا الرقم قام بذلك فعلا..
وعليه، فإنّ العنوان الأساسي، للدور الذي أدّاه «عميل الاتصالات» في خدمة مشغليه الإسرائيليين، يتركز حول مستوى الاختراق، الذي وفره العميل المذكور، لخبراء العدو في تمكينهم من الولوج إلى محطات البث والإرسال، والى مراكز التحكم العائدة لشركة الهاتف الخلوي، مع كل «الداتا» التي تحويها.. مع ما يعنيه ذلك من اتاحة الامكانية للإسرائيلي لـ «إثبات أو محو» أي جزء من هذه المعطيات أو ما يتعلق بها..
وفي هذا السياق، يمكن القول ان الامساك بهذا العميل، من قبل الجيش والكشف عن «المهمات الخطيرة» التي كان يؤديها للعدو الاسرائيلي على صعيد اختراق قطاع الاتصالات في لبنان، هما مؤشر على وجود استهدافات كثيرة أخرى يمارسها العدو ضد هذا القطاع، قد تكون أشد فداحة بمخاطرها، مما نشهده.
في هذا السياق، ثمة أسئلة عدة تطرح أبرزها:
- الى أي مدى بلغ حجم التخريب والتلاعب اللذين يضطلع بهما العدو داخل قطاع الاتصالات الخلوية وسواها في لبنان؟
- ما هو مستوى «المخاطر والتهديدات الكارثية»، المحدقة بأمن اللبنانيين واتصالاتهم وتحركاتهم اليومية؟
- من يضمن سلامة وأمن استخدام الشبكات الهاتفية الخلوية او الثابتة، بعد الكشف عن قدرة مخابرات العدو، على التحكم بكل البيانات وخصوصية الاتصالات وسريتها، وما يتعلق بها من الناحية الفنية؟
- هل باستطاعة أحد إجابة المواطنين اللبنانيين عن الإجراءات المطلوب اتخاذها، لمنع الإسرائيلي من أن يصبح شريكا ومتدخلا بخصوصيات كل مواطن، يستخدم هاتفاً خلوياً في لبنان؟
- أين دور الجهات الرسمية المعنية (من مجلس النواب، وتحديدا لجنة الاعلام والاتصالات النيابية الى الحكومة، وتحديدا وزارة الاتصالات، والهيئة الناظمة للاتصالات)، في مراقبة عمل شركات الهاتف الخلوي وحماية امن اللبنانيين وامن المسؤولين عن أمن اللبنانيين والبلد، والذين هم حكماً، ليسوا بمأمن من متابعة العدو الإسرائيلي لكل ما يرتبط بهم؟
- الا ينذر ما تكشّف من أمر افتضاح «عميل الاتصالات»، أنّ اليد الإسرائيلية تطبق فعلا او تكاد، على كل شبكات الاتصال في لبنان؟
جعفر العطار

No comments:

Post a Comment

Archives