الجيش يضبط مركباً يحمل 53 شخصاً وقدرته لا تتعدى الـ15!
الهجرة غير الشرعية من لبنان إلى أوروبا تزداد كثافة
عمر ابراهيم
في لقاء جمع احد السياسيين مع عائلات غاضبة من نية اولادها الالتحاق بقوافل المهاجرين، قدم ذلك السياسي مداخلة حول اوضاع البلاد عموما، وفي شؤون السياسة والاقتصاد خصوصا، مفادها ان المغتربين هم الثروة الحقيقية للبنان، مما دفع تلك العائلات الى التساؤل عن موقف السلطات الرسمية من الامر، وهل اصبحت الهجرة شرا لا بد منه؟
في ظل هذا الواقع تتواصل الهجرة غير الشرعية عبر الشاطئ الشمالي، وباتت هدفا للمغامرين بركوب «زوارق الموت»، من كل المناطق اللبنانية، وقد وصلت هذه الظاهرة الى مرحلة الذروة في طرابلس والمناطق المحيطة بها، حيث بلغ الرقم المتداول في الاوساط الشعبية للذين هاجروا نحو 3500 شخص بينهم اطفال ونساء ورجال وهم من كافة الطوائف، ومن طبقات شعبية فقيرة ومحدودة الدخل، ومن مستويات علمية مختلفة.
وطرابلس كسائر المناطق اللبنانية باتت تعيش هاجس الخوف على اولادها الذين يتسابقون لحجز اماكن لهم ضمن قوافل المهاجرين، وسط معلومات عن مغادرة نحو 1000 شخص خلال الاسبوعين الماضيين الى تركيا، اما عن طريق مطار بيروت او مرفأ المدينة، وان هناك ما يقارب الخمسماية شخص استحصلوا على جوازات سفر لبنانية للمغادرة خلال الايام المقبلة، وفي حوزة الغالبية منهم اوراق ثبوتية سورية مزورة.
واوضح مصدر مطلع ان معظم الذين يتقدمون للحصول على جوازات سفر هم من الشبان، مشيرا الى ان «الايام المقبلة ستشهد تزايدا في عدد هؤلاء الذين سيحاولون قدر المستطاع الاستفادة من الاحوال الجوية والتي تساعدهم في سفرهم من تركيا الى اليونان عبر البحر».
وقد اوقف الجيش اللبناني امس احد مراكب الهجرة غير الشرعية واصدر بيانا اشار فيه الى انه «بنتيجة الرصد والمتابعة، أوقفت دورية تابعة للقوات البحرية عند الساعة الواحدة من فجر اليوم (امس) على مسافة 3 أميال من جزر النخيل قبالة طرابلس، مركباً لبنانياً قدرته التحميلية لا تتعدى 15 شخصاً، كان على متنه 53 شخصاً، بينهم 8 مواطنين لبنانيين و28 فلسطينياً و14 سوريا و3 اشخاص مكتومي القيد، وذلك في اثناء محاولة تهريبهم الى خارج لبنان بطريقة غير شرعية. تمت إعادة المركب وجميع الذين كانوا على متنه الى الشاطئ اللبناني، وبوشر التحقيق بالموضوع».
واشارت مصادر امنية لـ «السفير» إلى أنّ المهاجرين الذين كانوا على المركب هم من مناطق متعددة من بيروت ومن المخيمات الفلسطينية، لافتةً الانتباه إلى أنّ «السوريين هم من الّذين نزحوا إلى تلك المخيمات خصوصاً مخيّم صبرا». ورجحت المصادر أن يكون المركب قد أبحر من المنطقة المحاذية لمخيم نهر البارد، مشيرةً إلى أنّ التحقيقات مع المهاجرين الموقوفين تستهدف معرفة الجهة التي سهلت لهم عملية الهجرة. والجدير بالذّكر أنّ كلّ المهاجرين الذين تم توقيفهم يحملون هويات وجوازات سفر سورية، إما رسمية بالنّسبة للسوريين أو مزوّرة بالنسبة للبنانيين والفلسطينيين.
وتشير مصادر امنية الى ان التركيز على الشمال من قبل المهربين مرده الى وجود اشخاص يملكون خبرة في الابحار باتجاه تركيا او اليونان، فضلا عن سهولة الحركة على الشاطئ الممتد من طرابلس الى الحدود الشمالية مع سوريا.
واكدت هذه المصادر ان من يسعى للهجرة عبر تلك المراكب هم اما نازحون من سوريا، ولا يملكون جوازات سفر للدخول الى تركيا بطريقة شرعية، او لبنانيون وفلسطينيون مطلوبون بمذكرات توقيف، حيث رصد قبل اسبوعين محاولة مجموعة من مخيم عين الحلوة الهرب الى تركيا من الشمال وجرت متابعتها وافشال تلك المحاولة في حينها من دون القاء القبض عليها.
وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي افلام فيديو وصور للبنانيين في اليونان او على متن القوارب، وهم يتحدثون ويطمئنون اهاليهم عن حالهم، فضلا عن مشاهد اخرى داخل المخيمات التي يتم وضعهم بها في صربيا.
No comments:
Post a Comment