The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

October 19, 2015

Now Lebanon - Lebanon’s wet nightmare, October 19, 2015



كابوس لبنان المبلّل




لم تتلوّث مياه لبنان بعد بمياه الأمطار الممزوجة بالنفايات المرمية في كل مكان، لكن الخبراء يحذرون من مخاطر كبيرة لذلك على المدى الطويل




مع وجود كميات كبيرة من النفايات منثورة في الأودية، وعلى ضفاف الأنهار، وعلى جوانب الطرقات في بيروت وجبل لبنان نتيجةً لأزمة النفايات المستمرة منذ أشهر، يحذّر خبراء بيئيون أنّه مع حلول موسم الشتاء تلوح في الأفق أزمة صحية خطيرة، إذ ستقوم الأمطار بجرف الملوّثات الموجودة في النفايات غير المطمورة إلى المياه الجوفية، فتلوّث مياه الشفة التي تصل الى المنازل.



بعد سقوط الأمطار مرات عدة في الأسبوعين الأخيرين، وبعضها كان غزيراً، عبّر بعض الاختصاصيين عن مخاوفهم بأن يكون الضرر قد ألمّ أصلاً بنوعية المياه. حيث إنّ الصخور التي تشكّل سطح اليابسة في لبنان سريعة الامتصاص، ما يعني بأنّ السوائل الموجودة على سطحها تصل سريعاً إلى المياه الجوفية.



إلاّ أنّ إحدى المنظمات الحكومية التي تُعنى من بين أمور أخرى بمراقبة نوعية المياه، قالت لـNOW إنّه لا يوجد حتى الآن سبب يدعو للقلق يزيد عمّا كان موجوداً قبل أزمة النفايات. "حالياً، ليس لدينا دليل على وجود المزيد من التلوّث"، قال الدكتور بول سعيد، رئيس قسم المختبر في مصلحة المياه في بيروت وجبل لبنان، مضيفاً: "إننا نراقب كل شيء، ولم يتغيّر شيء".



لا يعني ذلك بأنّ المياه خالية من أي ملوّثات، وقد أشار سعيد لـNOW إلى أنّ المياه غير المعالجة القادمة من العديد من الينابيع الطبيعية في الحاضر ملوّثة جداً- والمشكلة تزداد سوءاً، وتابع: "في بعض الينابيع، أصبح التلوّث مضاعفاً [...] حتى أننا وجدنا نوعاً جديداً من البكتيريا التي لم تكن معروفة من قبل".



لكن ما يبعث على الحيرة، هو أنّ خبيرة نوعية المياه الدكتورة مي الجردي من قسم الصحة البيئية في الجامعة الأميركية، قالت لـ NOWإنّ نوعية مياه الينابيع غير المعالجة ليست مهمة جداً، لأنّ المياه التي تُستخدم في المنازل معظمها معالج بالكلور.



"المياه التي تُضخّ تمرّ عبر محطات ضخ ومصانع لمعالجة المياه، وتُطهّر بالكلور"، قالت الجردي، مشيرة إلى أن "المياه التي تحصلون عليها، معالجة في معظمها، وهي ليست المياه التي تحصلون عليها مباشرة من الينبوع". إلاّ أنّ الدكتور سعيد ردّ بأنّ المعالجة بالكلور تحمل بحد ذاتها مخاطر صحية كبيرة.



"إذا كنت تريد زيادة نسبة الكلور ستكون حينها قد استخدمت مادة مسرطنة في المياه"، قال سعيد لـNOW، وأضاف: "هذا أكثر ما نخشاه ونأمل بأن لا نصل الى هذه المرحلة"، لافتاً إلى أن هناك حالات استُخدم فيها الكلور بنسبة تعتبرها مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان أقصى نسبة آمنة مسموح بها، وبأنّ المياه إمّا أن تُعالج بواسطة شيء آخر أقل فاعلية مثل الترويب، أو أن لا تُستخدم بكل بساطة.



إلاّ أنّ الخطر الأكبر كما قالت الجردي- مكرّرةً ما قاله بيئيون لـNOW في السابق- هو "الترشيح" لمياه الأمطار الممزوجة بالكيميائيات السامة، عندما تمر عبر النفايات وبالتالي تجرّها معها الى المياه الجوفية.



"سوف أقلق لاحقاً حيال زيادة عملية ترشيح المواد الكيميائية، لأنّ الأمطار مثل الأسيد الضعيف، وإذا كانت لديك كل تلك النفايات موزعة حولك، قد يرشح بعض منها [الى الجوف]"، قالت الجردي.



من جهة أخرى، وخلافاً لبعض التقارير التي تفترض بأنّ هذا الوضع يشكّل خطراً مباشراً على المياه المستخدمة، قالت الجردي لـNOW إنّ المواد الكيميائية "المترشحة" تحتاج الى سنوات لكي تتجمّع وتصل الى مستوى خطير.



وعلى نحو مماثل، فإنّ أي مواد قد تتسرّب الى المياه الجوفية سوف تحتاج كذلك إلى وقت طويل لكي يتم التخلّص منها، وفقاً للدكتور كريستيان خليل، البروفسور المساعد في علم السموم البيئية في الجامعة اللبنانية الاميركية، الذي قال عبر البريد الإلكتروني لـNOW: "من الممكن أن تتسرّب العصارة (وهي مزيج من المواد الكيميائية والمعادن الثقيلة) الى المياه الجوفية، سوف يتسبّب ذلك بنتائج كارثية على المياه الجوفية، التي بسبب تدفقها البطيء وعدم تعرّضها لنور الشمس، ليس لديها القدرة على التخلّص من بعض هذه المواد الكيميائية والمعادن الثقيلة. تلوّث الطبقات الصخرية المائية سوف يستغرق العديد العديد من السنوات لكي يتطهر وسوف يؤثّر بكل تأكيد على نوعية وسلامة مياه الشفة لسنوات بعد ذلك".



وحتى عندما لا تتسرّب العصارة الى المياه الجوفية، كما هي الحال في بيروت المغطاة بالإسمنت، فإنّ تأثيراتها قد تطال لبنان لمدة من الزمن طويلة أيضاً بطرق أخرى مختلفة كثيرة، أضاف خليل قائلاً، "في بيروت، معظم الملوّثات سوف تنقلها مياه السطح وسوف تنتهي في البحر المتوسط. وهذا خطر كبير، لأنّ الملوّثات سوف تصبح متوافرة حيوياً وسوف تتزايد حيوياً وتنتقل عبر سلسلة الطعام. سوف تتجمّع في الرسابة. وأي أسماك سوف يُصطاد من البحر سوف يحتوي على كميات مركزة من المعادن الثقيلة والمواد الكيميائية، وسوف تشكّل خطراً على صحة الإنسان [...] فالعُصارة من مكبّ الناعمة، التي نُقلت وطُمرت على ساحل بيروت في الكرنتينا، خلقت قنبلة بيئية موقوتة لمن يصطادون الأسماك في تلك المنطقة أو المناطق المجاورة".



لحين حلّ أزمة النفايات، وفي ظل غياب أي عمل فعّال للبلديات، يقترح الدكتور سعيد بأن يأخذ الناس على عاتقهم ضمان إزالة النفايات من المناطق الأكثر تعرّضاً لغمر المياه. "الحل هو بحماية مصادر المياه، وذلك بالتنظيف والتعزيل حول الآبار، والينابيع، وقنوات الري"، قال لـNOW، وإلاّ "الله وحده يعلم ما الذي قد يحصل".

No comments:

Post a Comment

Archives