The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

February 1, 2012


  
المستقبل - الاربعاء 1 شباط 2012 - العدد 4244 - 

   


هيام طوق
جسر جل الديب، الذي تحول الى معلم اساسي من معالم المنطقة، وبات جزءاً لا يتجزأ من يوميات عابريه، ها هو "يلفظ" آخر ايامه. الجسر الذي شكل محطة هامة وحيوية لفترة طويلة يستذكره بالخير كل من تعود عليه، لانه كان الملجأ والامل في التخلص والهروب من "عجقة" حتمية بين الدورة وجونيه.
الجسر من الحجر، لكنه تعب من حمولة البشر، ومن الحركة المتواصلة ليلاً ونهاراً، وسيرتاح ويقدم "استقالته" بعد سنين طويلة من العمل من دون ان يعرف الراحة ولو للحظة واحدة، فالناس الذين عبروه امس للمرة الاخيرة، غير آبهين بالمخاطر، عبروا وفي قلوبهم غصة لانهم سيفتقدون جسراً سهل امورهم وسرع حركتهم وتقدمهم.
جسر جل الديب لن يبقى منه سوى الذكرى الجميلة التي سيتحدث عنها الناس لفترة طويلة، وسيبقى محطة للاستدلال. اذاً الجسر الذي عاش يومه الاخير أمس في "عجقة" سيارات وحركة بلا انقطاع، لن يبزغ عليه فجر اليوم بالحركة نفسها والحيوية ذاتها، لأنه سيقفل امام عابريه ابتداء من الخامسة من فجر اليوم، وسيشهد "عجقة" تفكيك وتدمير وحركة عمال وعمل ليل نهار.
الاوتوستراد بين جونيه ونهر الموت الذي يشهد عادة زحمة سير خانقة لاسيما عند ساعات الصباح الاولى، تضاعفت زحمته امس بسبب التحويلات ومكعبات الباطون التي قسمت الاوتوستراد الى مسارب، فتم تحويل السير المتجه من بيروت نحو الشمال الى مسربين على يمين الجسر ومسربين على يساره ومسرب خاص لجل الديب، واربعة مسارب للسيارات المتجهة نحو بيروت، والتحويلة على المسلك الشرقي (150 مترا باتجاه انطلياس) ادت الى "عجقة" سير لم تألفها من قبل اي طريق، اذ تفاجأ السائقون بهذه التحويلات وتأخر التلاميذ والطلاب عن صفوفهم كما تأخر الموظفون عن اعمالهم، بعدما علقوا لساعات طويلة داخل سياراتهم، وسادت اجواء من البلبلة والتوتر، وعلى الرغم من ان هذه الطرق تشهد "عجقة" يومية الا انها كانت اكثر من مضاعفة امس، فعمد الكثيرون الى سلوك الطرق الداخلية والهروب من جحيم الزحمة الا انهم علقوا في زحمة اكبر ولوقت اطول.
وقال مدير مشروع تطوير النقل الحضري والمشرف على مشروع جسر جل الديب ايلي حلو لـ"المستقبل" ان "زحمة السير امس كانت طبيعية، ونحن نشهد يومياً زحمة سير على هذه الطرق مع اعمال او من دونها، واتخذنا الاحتياطات اللازمة للتخفيف من عرقلة الناس، فقمنا مثلاً بتحويلات تدريجية كي لا يتفاجأ الناس بهذه التحويلات دفعة واحدة".
ولفت الى ان "الاعمال ستستغرق 6 اشهر بين تفكيك الجسر وتأهيل البنى التحتية والتزفيت والانارة". واشار الى ان "الجسرين المقبلين المنوي انشاؤهما سيكونان بشكل "U" بين انطلياس وجل الديب، ولن يكونا في المكان نفسه للجسر الذي سيهدم، لان المساحة غير كافية".
وتوقع ان "لا يبدأ تفكيك الجسر خلال الاسبوع الحالي، واليوم ستبدأ اعمال المسح لتحضير طريقة التفكيك التي تتطلب يومين، لا سيما واننا نريد التأكد من ان مسار التحويلات يسير بشكل جيد".
واكد "اننا سنتخذ كل التدابير من اجل السلامة العامة، وسيكون عملنا مقسماً الى قسمين: ليلي ونهاري، وسيتم رفع الاجزاء المفككة خلال الليل كي لا نسبب اي خطر على السيارات".
واما حال الموظفين والطلاب الذين علقوا في نار "العجقة" امس، فأظهروا استياءهم وسألوا عما اذا كان الامر سيطول كثيراً "لانه يمكننا ان نتحمل حرق الاعصاب لايام ربما وليس لاشهر على الاكيد"، كما تخوف الكثيرون من تفكيك الجسر الذي يشكل منفذا مهما وحيويا لكل عابريه، ومن ان يلفظ الجسر انفاسه الاخيرة من دون "ان نشهد ولادة سريعة لجسر بديل خاصة واننا في بلد تكثر فيه الوعود ويقل التنفيذ".





No comments:

Post a Comment

Archives