البناء
الاربعاء 1 شباط 2012 العدد – 815
تحقيقات
سليمان تدعو في يوم المرأة العربية
إلى متابعة المسيرة لإزالة الغبن وتنقية الشوائب
وجّهت اللبنانية الاولى، وفاء سليمان كلمةً لمناسبة يوم المرأة العربية، الذي يصادف اليوم (أمس)، وجاء فيها: «يحلُّ يومُ المرأة العربية هذا العام، وسط تحوّلات غير مسبوقة تعيشها المنطقة، وتضطلع فيها المرأة بأدوار فعّالة ونشطة، إيماناً منها بأنه لا يمكن أن ترصد الأحداث من موقع المشاهِد، وأن عليها أن تساهم في تحديد وجهة المخاض الذي يهزُّ مجتمعها، والتي تأمل أن يفضي إلى ترسيخ إنسانيته، وتحقيق توازن أكبر بين مكوِّناته، وتعزيز القيم التي تحترم كيان الأفراد وخصوصياتهم وفرادتهم، بمعزل عن الجنس والدين والفئة الاجتماعية التي ينتمون إليها».
ولفتت سليمان إلى «أن هناك بعض المخاوف التي تعتري المرأة على وقع هذه التحولات، بأن تؤول الأمور في النهاية إلى ما يعيق مسيرة تقدّمها التي تناضل من أجلها منذ أكثر من قرن، ويفتح الأبواب أمام أفكار وتيارات قد تسعى إلى إعادة تكبيل طاقاتها، وحريتها، وتطلعاتها المشروعة إلى المساواة، وملء الكرامة الانسانية التي منحها إياها الخالق، وهي ليست في النهاية عطية بشرية أو منَّة من أحد. لذا، أضحى نضالها اليوم يتطلب وعياً أكبر، وثباتاً في الدفع من أجل التغيير، وتكاتفاً بين جميع المناضلات والمناضلين من أجل حقوق المرأة، في أيِّ موقع عام كانوا، وفي أيِّ حركة من حركات المجتمع المدني، للحفاظ على المكتسبات التي تحقّقت في العقود الماضية، لا بل الإصرار على الارتفاع بهذه المكتسبات إلى المستوى القانوني والإنساني الذي وصلت إليه باقي الحضارات والدول، وفقاً لشرعة حقوق الانسان، والشِرَع الدولية الأخرى ذات الصلة».
وأكدت أنه «لا يجوز أن نترك المرأة تحت وطأة الخوف ومحاولات التهميش وسط مدِّ التغيير الحاصل، لأن أيَّ طعنة في حقوقها، ومداميك العمارة الحقوقية والاجتماعية والإنسانية التي راكمتها في مسيرتها، لا بدَّ أن تتمدَّد مفاعيلها إلى باقي الدول العربية. صوتنا يجب أن يكون موحَّداً، ومرتفعاً، وواضحاً في تعابيره وأهدافه، خصوصاً أن المرأة العربية برهنت في الشهور الأخيرة، قدرتها على بذل حياتها في سبيل ما تؤمن به، وتناضل من أجله وفق معايير الحقّ والإنسانية».
وأضافت سليمان: «في لبنان، يجب علينا أن نتابع مسيرة إزالة الغبن عن المرأة، وتنقية الشوائب الاجتماعية والقانونية التي ما زالت وصمة غير مقبولة في مجتمع خَبِر الانفتاح والتنوُّر، لا بل أن أرضه شكَّلت مهد الأديان السماوية التي رفعت عالياً قيمة الانسان، ولم تصنِّف الناس أجناساً وألواناً وفئات.
إن التقدُّم والحداثة اللذين هما نقطة ضوء لكل لبناني، يسعى إلى التقاطها، ترسيخاً لحضارة وطننا الضاربة في العراقة والأصالة، يفترضان بداهة، ارتفاعاً لمستوى الإنسان وكرامته على سلم القيم البشرية، وليس فقط على مقياس التكنولوجيا، والعمارة، والإبهار الخارجي».
وتابعت: «الحداثة في بُعدها الإنساني هي تحقيق للمساواة والعدالة بين البشر في حدِّه الأقصى. فكيف نتحدّث عن هذه القيم والتطلعات، إذا كان بعضنا ما زال مرتاحاً مع واقع العنف الذي يمارَس تحت سقف العائلة؟».
وسألت سليمان: «كيف نصل إلى تحقيق المساواة الواجبة شرعاً، وإنسانياً، واجتماعياً، إذا كانت المرأة ما زالت محرومة من حقّها في منح جنسيتها لأولادها حين ترتبط بأجنبي؟ وهذه ليست إلا بعض التساؤلات والنماذج على طريق النضال من أجل مواءمة الواقع مع القيم، والقول مع الفعل، وحضارة الماضي مع حداثة المستقبل، من دون التنكُّر إلى المبادئ. إنها شجاعة الخروج من قوقعة النظرة السلبية إلى المرأة، بما تحمله من فوقيّة وتمييز واستضعاف، إلى رحابة الإنسانية التي تحفظها قوانين عصرية، وفكر اجتماعي ناهض فوق بعض العادات والتقاليد البالية والراسخة، مع الأسف، في نفوس الكثيرين كأنها حقيقة منزلة لا مفرَّ منها».
وختمت: «هذا هو تطلعي ودعوتي وإصراري في يوم المرأة العربية، أتشاطر فيها الأمل مع كثير من الجمعيات الأهلية التي تمثل أهل العزم والايمان في لبنان وباقي الدول العربية، بأنها ليست مجرد حلم وتمنٍّ، بل هي بالأحرى درب حتميّة إلى فجر قريب للمرأة العربية والإنسانية جمعاء».
http://www.al-binaa.com/newversion/article.php?articleId=54933
No comments:
Post a Comment