الانوار
الاربعاء 1 شباط
2012 العدد – 17957
تحقيقات
|
||
وفاء سليمان في يوم
المرأة العربية:
لنتابع مسيرة إزالة الغبن |
||
وجهت السيدة وفاء ميشال سليمان كلمة
لمناسبة يوم المرأة العربية الذي يصادف اليوم في الاول من شباط وجاء فيها:يحلُّ
يومُ المرأة العربية هذا العام، وسط تحوّلات غير مسبوقة تعيشها المنطقة، وتضطلع
فيها المرأة بأدوار فعّالة ونشطة، ايماناً منها انها لا يمكن أن ترصد الأحداث من
موقع المشاهِد، وأن عليها أن تساهم في تحديد وجهة المخاض الذي يهزُّ مجتمعها،
والتي تأمل أن يفضي إلى ترسيخ إنسانيته، وتحقيق توازن أكبر بين مكوِّناته،
وتعزيز القيم التي تحترم كيان الأفراد وخصوصياتهم وفرادتهم، بمعزل عن الجنس
والدين والفئة الاجتماعية التي ينتمون اليها.
ولفتت الى ان هناك بعض المخاوف التي تعتري المرأة على وقع هذه التحولات، بأن تؤول الأمور في النهاية الى ما يعيق مسيرة تقدّمها التي تناضل من أجلها منذ أكثر من قرن، ويفتح الأبواب أمام أفكار وتيارات قد تسعى لإعادة تكبيل طاقاتها، وحريتها، وتطلعاتها المشروعة الى المساواة، وملء الكرامة الانسانية التي منحها إياها الخالق، وهي ليست في النهاية عطية بشرية أو منَّة من أحد. لذا، بات نضالها اليوم يتطلب وعياً أكبر، وثباتاً في الدفع من أجل التغيير، وتكاتفاً بين جميع المناضلات والمناضلين من أجل حقوق المرأة، في أيِّ موقع عام كانوا، وفي أيِّ حركة من حركات المجتمع المدني، للحفاظ على المكتسبات التي تحقّقت في العقود الماضية، لا بل الإصرار على الارتفاع بهذه المكتسبات إلى المستوى القانوني والإنساني الذي وصلت إليه باقي الحضارات والدول، وفقاً لشرعة حقوق الانسان، والشرع الدولية الأخرى ذات الصلة. وأكدت انه لا يجوز أن نترك المرأة تحت وطأة الخوف ومحاولات التهميش وسط مدِّ التغيير الحاصل، لأن أيَّ طعنة في حقوقها، ومداميك العمارة الحقوقية والاجتماعية والإنسانية التي راكمتها في مسيرتها، لا بدَّ أن تتمدَّد مفاعيلها إلى باقي الدول العربية. صوتنا يجب أن يكون موحَّداً، ومرتفعاً، وواضحاً في تعابيره وأهدافه، خصوصاً أن المرأة العربية برهنت في الشهور الأخيرة، قدرتها على بذل حياتها في سبيل ما تؤمن به، وتناضل من أجله وفق معايير الحقّ والإنسانية. مسيرة إزالة الغبن وأضافت: في لبنان، لنا أن نتابع مسيرة إزالة الغبن عن المرأة، وتنقية الشوائب الاجتماعية والقانونية التي ما زالت وصمة غير مقبولة في مجتمع خَبِر الانفتاح والتنوُّر، لا بل أن أرضه شكَّلت مهد الأديان السماوية التي رفعت عالياً قيمة الانسان، ولم تصنِّف الناس أجناساً وألواناً وفئات. إن التقدُّم والحداثة اللذين هما نقطة ضوء لكل لبناني، يسعى الى التقاطها، ترسيخاً لحضارة وطننا الضاربة في العراقة والأصالة، يفترضان بداهة، ارتفاعاً لمستوى الإنسان وكرامته على سلم القيم البشرية، وليس فقط على مقياس التكنولوجيا، والعمارة، والإبهار الخارجي. وتابعت: الحداثة في بعدها الإنساني هي تحقيق للمساواة والعدالة بين البشر في حدِّه الأقصى. فكيف نتحدّث عن هذه القيم والتطلعات، إذا كان بعضنا ما زال مرتاحاً مع واقع العنف الذي يمارَس تحت سقف العائلة. وسألت: كيف نصل إلى تحقيق المساواة الواجبة شرعاً، وانسانياً، واجتماعياً، اذا كانت المرأة ما زالت محرومة من حقّها في منح جنسيتها لأولادها حين ترتبط بأجنبي؟ وهذه ليست إلا بعض التساؤلات والنماذج على طريق النضال من أجل مواءمة الواقع مع القيم، والقول مع الفعل، وحضارة الماضي مع حداثة المستقبل، دون التنكُّر للمبادئ. إنها شجاعة الخروج من قوقعة النظرة السلبية الى المرأة، بما تحمله من فوقيّة وتمييز واستضعاف، إلى رحابة الإنسانية التي تحفظها قوانين عصرية، وفكر اجتماعي ناهض فوق بعض العادات والتقاليد البالية والراسخة، مع الأسف، في نفوس الكثيرين كأنها حقيقة منزلة لا مفرَّ منها. وختمت: هذا هو تطلعي ودعوتي وإصراري في يوم المرأة العربية، أتشاطر فيها الأمل مع كثير من الجمعيات الأهلية التي تمثل أهل العزم والايمان في لبنان وباقي الدول العربية، بأنها ليست مجرد حلم وتمنٍّ، بل هي بالأحرى درب حتميّة الى فجر قريب للمرأة العربية والإنسانية جمعاء. |
http://www.alanwar.com/article.php?categoryID=6&articleID=148902
No comments:
Post a Comment