The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

March 23, 2010

Alakhbar - Unrwa

الثلاثاء 23 آذار 2010 العدد – 1074
مجتمع
رجل الأونروا الذي هاجم إسرائيل
«الكينغ» جون غينغ من غزّة إلى بيروت

غينغ قال لما رأى أعلام حزب الله في ضاحية برج البراجنة: «أحس اني بامان»
هو الشجاع الذي لم يستجب إلا لضميره. هو مدير عمليات الأونروا في غزة، جون غينغ، الذي وصل إلى بيروت لتسلّم تبرعات تلامذة لبنان. وفي المخيّمات طمأن إلى «أن المسافة من غزة إلى بيروت قصيرة لا تتعدى 250 كلم»، على أمل اللقاء «في القدس إن شاء الله»، كما قال
قاسم س. قاسم
«كيفها غزة؟»، تسأل إحدى المسنّات الفلسطينيات في جمعية «الشيخوخة السعيدة» في مخيم برج البراجنة، الزائر الآتي من قطاع غزّة المحاصر، مدير العمليات في الأونروا هناك جون غينغ، مردفة سؤالها برشق من الأسئلة: «أختي عايشة هناك، رح ترجعوا تعمّروا القطاع؟». كان لا بد بداية من ترجمة فورية قام بها للضيف، محمد خالد، مدير الأونروا في بيروت. يجيب غينغ بلهجة عربية مكسّرة: «إن شاء الله». لا يشفي الجواب غليل السيدة، فتضيف «إسرائيل ما بتحترم حقوق الإنسان، بان كي مون كان بغزة بيحكي بس ما بيعمل إشي» تقول المسنّة. يجيبها غينغ ضاحكاً بالإنكليزية هذه المرة، في محاولة لإرضائها «إذا كان هو لا يفعل شيئاً، فنحن نقول ونفعل».
هكذا، بدأ جون غينغ أمس زيارته إلى لبنان، لتسلّم شيك مالي عبر وزارة التربية تبرع به تلامذة مدارس لبنان الرسمية والخاصة لأطفال غزة. وأولى محطاته كانت جولة في مخيم البرج. ومع أن شهرته طبقت الآفاق حين جاهر من غزة التي كانت تتعرض لأبشع أنواع الإعتداءات بموقف إلى جانب ضحاياها، في موقف عزّ نظيره لموظف أممي، إلا أن أبناء المخيّم لم يتعرّفوا حقاً على الزائر الذي كانت نسوة المخيم يسمّينه في حرب غزة «الزلمي بالأونروا اللي هاجم إسرائيل». فخارج الشاشة، كان مجرد «أجنبي آخر» يجول في مخيّمهم. لذلك، تولى محمد خالد التعريف «زائرنا اليوم من غزة وهو جون غينغ مدير عمليات الأونروا هناك». اليوم، حلّ «اللي هاجم إسرائيل» في مخيماتهم التي قارنها بنظيرتها في غزة: «الشوارع هناك أوسع من هنا»، قال. بعد المخيم توجّه غينغ إلى مدرسة اليرموك في منطقة العنّان. على الطريق شاهد الرجل أعلاماً لحزب الله، فسأل: «أين نحن»؟ يجيبه خالد: «أنت في الضاحية حيث مناطق نفوذ حزب الله»، يجيب غينغ مبتسماً: «الآن شعرت بأمان». زيارته المخيم مثّلت له «صدمة»، قال لـ«الأخبار»: «صُدمت لرؤيتي طريقة العيش فيه». في مدرسة اليرموك زار الصفوف الابتدائية، التي سمع من الأطفال فيها «ما يدهش»، كما قال. هنا تقف فرح من الصف الرابع ابتدائي لتطالب «بإعادة إعمار غزة»، تغار صديقتها لتقول: «أنا مستعدة لأتبّرع بدمي من أجل غزة». يعدهما غينغ بحمل رسائلهما إلى أطفال غزة. ثم جلس غينغ مع إدارة المدرسة في انتظار وصول «مناقيش الزعتر». وفي الانتظار، تحدث عن سياسته «هناك»، فهو يعمل على تعليم أطفال غزة أن «سياسة العصا في المدارس، التي ترمز إلى الخوف، لا تنفع، يجب أن نعلّم الأطفال كيف يفكرون ليتعلموا كيف يواجهون، وخصوصاً إذا رأوا دبابة إسرائيلية تقتحم منازلهم».
هكذا، جلس الأساتذة للاستماع إلى الرجل الذي أدهشهم بشجاعته المستمرة. تحرك الموظف الأممي غير الدبلوماسي، ليؤكد ما كانت إسرائيل تنفيه دائماً حينها، بأنها لم تكن تعلم بوجود مدنيين في المدارس التي قصفتها. غينغ طالب خلال الحرب بتحقيق دولي وذلك لامتلاكه «الأدلّة ومشاهدتي بأمّ العين الواقع على الأرض» كما قال لـ«الأخبار». مواقف كان أشد ما يكون بحاجتها أبناء غزة خلال الحرب التي شنّت عليهم، هذه المواقف لم تعجب إسرائيل فشنّت عليه وسائل الإعلام العبرية حينها حملة تشككت بحياديته كموظف أممي. هكذا، توجه غينغ إلى وزارة التربية حيث عقد مؤتمراً صحافياً مع وزير التربية حسن منيمنة وصاحبة المبادرة وزيرة التربية السابقة بهية الحريري. قال منيمنة إن المبادرة «انطلقت إثر الحرب المجنونة التي قامت بها اسرائيل على القطاع وأدت إلى دمار مادي وبشري، وما يزال القطاع يعاني والضفة والقدس، وخاصة هذه الأيام من عمليات تهويد وإبادة وإصرار على رفض السلام، وخصوصاً المشروع العربي»، مضيفاً «بادرت وزيرة التربية السابقة بهية الحريري إلى دعوة طلاب لبنان للمساهمة في دعم إخوانهم، قامت بحملة تبرعات من طلاب لبنان في التعليم الرسمي وبعض المساهمات من الطلاب في التعليم الخاص، أي كل أطفال لبنان ساهموا في هذه الحملة لبناء مدرسة صغيرة في غزة، والمبلغ الذي جمع 266 ألف دولار». من جهتها، قالت النائبة بهية الحريري إنه «في فترة الحرب على غزة طالب الجميع بأي مبادرة لمساعدة الغزاويين، وعندما دمرت المدارس كانت هناك مبادرة لدعم حق الأطفال الفلسطينيين بالتعلم، وعندنا ثقة بالأونروا لهدف المبادرة وحفظ منظومة التعليم سواء في الداخل أو الخارج».
ودعت إلى أن «تكون هناك مبادرة مماثلة في هذا المكان الذي هو ملك للمسلمين والمسيحيين والإنسانية». وفي مؤتمر صحافي في مقر الأونروا في بئر حسن، قال غينغ إن «الحصار على غزة غير محتمل والوضع الاقتصادي يزداد سوءاً، إذ كان هناك 126 ألف عامل في القطاع الخاص، فخسر 95% منهم عملهم و80% من سكان القطاع يعتمدون على الإعاشة التي توزعها الأونروا، كما أن البيئة هناك غير ملائمة، إذ إن 70 مليون ليتر مكعب من مياه الصرف الصحي تذهب في البحر نتيجة سوء البنى التحتية». وقال إن الحصار «غير مقبول، فهو أسلوب كان يعتمد في القرون الوسطى ولا يجب اتباعه في عام 2010، فحينما كانت برلين محاصرة تداعى العالم لتحريرها، واليوم المشكلة أن السياسيين لا يملكون الإرادة اللازمة لفك الحصار عن القطاع». أما عما تعرض له بعد تصريحاته النارية خلال الحرب فيقول «الحقائق هي الحقائق، وما قلته هو ما رأيته وأملك أدلة على ذلك، لكن الأهم هو اليوم وكيفية العمل على فكّ الحصار الذي ينعكس سلباً على حياة 750 ألف طفل وعلى النساء اللواتي يتأثرن بدورهنّ. اما الوحيدون الذين لن يتأثروا فهم عناصر الميليشيات الذين لا يزالون يطلقون الصواريخ حتى الآن».
________________________________________

تضامني طبيعي فأنا الإيرلندي
أراد بعض موظفي الأونروا في بيروت أن يطلقوا لقب «الكينغ» على مدير عمليات الأونروا في غزة جون غينغ، بسبب مواقفه الجريئة ومساندته للشعب الفلسطيني في غزة. لكن بالنسبة إلى مدير العمليات في غزة فإن تضامنه أمر طبيعي لأنني «أتيت من إيرلندا، وشهدت ماذا فعل الاحتلال في بلدي. لذلك يجب أن ينتهي الصراع الآن رأفة بأرواح من بقي» كما قال. يضيف ضاحكاً ناصحاً بإعطاء لقب «الكينغ لمساعدة مدير الأونروا فهي بريطانية الجنسية، وهم الملوك وليس نحن». يشار إلى أن غينغ خدم برتبة ضابط في الجيش الإيرلندي وجندي سلام في رواندا وجنوب لبنان خلال الاجتياح الإسرائيلي.

No comments:

Post a Comment

Archives