The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

March 22, 2010

Elsharq - Woman

الشرق
الاثنين 22 آذار 2010 العدد – 18262
محليات

المرأة اللبنانية بين التحرر والالتزام

لم تعد قضية المرأة اللبنانية مرتبطة بالمرحلة التي دعا اليها الكاتب المصري المعروف قاسم امين في كتابه «تحرير المرأة»، لقد مرت مراحل زمنية حققت فيها المرأة العربية بشكل عام، والمرأة اللبنانية تحديداً مكاسب مهمة اخرجتها من عضو اجتماعي شبه مشلول ومعطل عن العمل والانتاج الى عضو منتج دخل في اساسيات الوضع الاجتماعي الفكري والانتاجي.
ولذلك دخل نصف المجتمع في عملية بناء الوطن بتكامل ومن دون عقد اجتماعية ورواسب فكرية تعتقد ان «المرأة كلهاه شر، وشر ما فيها انه لا بد منها».
هذا السؤال يستوجب ولوج محطات كثيرة لتوضيح ملامح التطور الاجتماعي الذي اخرج المرأة والرجل على السواء عن جادة السبيل نتيجة اخذ القشرة من مفهوم التحرر واغفال قضية معنى تحررها بما يستند الى جوهر فكرة التحرر.
الأم مدرسة اذا اعددتها اعددت شعباً طيب الاعراق
وبكلمة: اذا اعددنا أماً فقد اعددنا امة. هذا هو جوهر مفهوم تحرير المرأة بالمعنى الاعمق، لأن الفكرة هنا تتناول تحرير المجتمع كله وليس المرأة وحدها، فالرجل الذي يمارس اهليته الاجتماعية والسياسية من دون قيود هو ايضاً بحاجة الى التحرر لانه لم يتخرج من مدرسة الام المتحررة اصلاً. وبهذا المعنى يكون تحرير المرأة مقدمة لتحرر المجتمع كله.
ما لا شك فيه ان خطوات هامة اتخذت في مجال تعليم المرأة ودخولها مختلف المراكز السياسية والاجتماعية المتاحة للرجل، والصحيح ان خروجها الى العمل ادى الى انعاش اقتصاد البلد وتقدمه، وصحيح ايضاص انها اصبحت قادرة على البوح بأفكارها مهما كانت جريئة، ولم يعد ينقصها من حقها القانوني اي شيء، ولكن المشكلة ظلت تكمن في الخلط بين التحرر والفوضى وبين التحرر المظهري وتحرر الجوهر الهادف الى بناء الانسان المنتمي الى عصره على قدم المساواة مع الانسان الآخر في البلاد المتقدمة.
المرأة الغربية دخلت المعمل بثياب العمل، واعتبرت الرجل زميلاً لها في الانتاج وليس الموجه لها الا بما يتعلق بنوع العمل وبما يخدم الاختصاص الذي هو ليس وقفاً على جنس دون الآخر.
والمرأة اللبنانية لم تستطع حتى الآن التوفيق بين انتمائها الشرقي بمعناه الايجابي، وبين التحرر المتعلق بكل ديكورها الخارجي، صحيح ان شرقية المرأة تتجلى اولاً ببناء اسرة متماسكة، ولكن الصحيح ايضاً انها تبتعد بنسبة عالية عن هذا التوجه الذي هو الاساس في كل شيء.
المرأة اللبنانية اليوم تعتبر في طليعة النساء العربيات وعياً، ويبقى ان تترجم هذا الوعي الى فعل اجتماعي صالح لبناء مجتمع يسير على طريق تساهم المرأة مع الرجل فيه في ازالة كل ما يعترض الوصول الى الافضل.
قبل محاولة المرأة اللبنانية للوصول الى البرلمان عليها ان تفكر قبل ذلك بالوصول الى مفهوم الاسرة والواعية المتماسكة، لان الوعي والتماسك العائلي والاجتماعي يوصل الى كينونة المجتمع عبر الوعي وليس عبر المنصب.
المرأة اللبنانية كالرجل اللبناني منتشر في المهاجر سعياً وراء العيش الكريم الذي تحصل عليه عبر الانتاج والعمل، ولذا عليها ان تحمل وطنها وقيمه واخلاقه وتراثه اينما حلت وتوجهت، والاديبة اللبنانية المعروفة مي زيادة من النماذج الحية التي استطاعت ان تحمل معها الى مصر لبنان وادبه واشراقه، واستطاعت ان تكون مؤثرة مع اعلى الطبقات المثقفة في مصر كعباس محمود العقاد ومصطفى صادق الرافعي وطه حسين، وفي الوقت ذاته كانت على صلة بالمهجر وادبائه.
المرأة اللبنانية سفيرة وطنها لصنعه صناعة اجمل، ولن تعيقها انوثتها على حمل عبء الوطن، ولا بد من ذكر الفنانة العظيمة فيروز التي استطاعت بفنها الخالد ان تجعل لبنان حاضراً في العالم كله حتى لكأنها تجعل من خارطة هذا الوطن الصغير خارطة بحجم العالم كله.
غادة المولى

No comments:

Post a Comment

Archives