شاهدٌ وَصَفَ التعاطي مع مسرح جريمة اغتيال الحريري
إستمعَت غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان برئاسة القاضي ديفيد ري، إلى إفادة الشاهد PRH130 محمد عبدو خير الدين المؤهّل في قوى الأمن الداخلي، عبر نظام المؤتمرات المتلفزة من بيروت، حيث أوضح أسلوب تعامل فريقه مع مسرح جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
وأوضحَ الشاهد أنّه تولّى تصوير موقع الانفجار وجثث الضحايا في المستشفيات، لافتاً إلى أنه «رفعَ عيّنات من ساحة الإنفجار». ووضع تقارير حول الكشف الفنّي وفحص الأدلّة الجنائية. وقال: «لم أكن محقّقاً بل رئيس فريق كشف على مسرح الجريمة».
ثمّ استجوب الدفاع عن المتهم حسن مرعي الشاهد حول مؤهّلاته. واستجوب الادّعاء الشاهد حول آليّة وضع محاضره إستناداً إلى المدوّنات التي سجّلها. وأوضَح الشاهد أنّه في 14 شباط 2005 طُلب منه هو وأعضاء فريقه التوجّه إلى مسرح الجريمة في منطقة السان جورج، وأنّه التقطَ مع أعضاء فريقه صوَراً ثابتة وشريط فيديو وملاحظات عمّا شاهدوه، وتوجّه أيضاً مع أعضاء فريقه الى المستشفيات لالتقاط صوَرٍ لجثث الضحايا والحصول على بصماتهم عندما كان ذلك ممكناً. وبعد أسبوع طُلب منه التوجّه إلى مسرح الجريمة لالتقاط صوَر والحصول على عيّنة من جزء يد رُفِعت من تحت الركام.
وأوضح الادّعاء في ملخّص الإفادة أنّ خيرالدين التقطَ صوَراً أيضاً للحفرة وللأغراض الموجودة فيها وتوجّه إلى ثكنة الحلو لالتقاط صوَر لقِطع السيارات وغيرها من القطع البلاستيكية والمعدنية. وبعد شهر على الانفجار توجَّه خير الدين وخبراء متفجّرات إلى نادي اليخوت في السان جورج لكي يروا ما إذا كان هناك أدلّة، ولكن لم يعثروا على أيّ أدلّة. وفي إفادة أُخرى وصفَ الشاهد وصوله الى مسرح الجريمة ودورَه فيه في 14 شباط 2005 وفي الاوّل من آذار 2005. وأوضح بعض المسائل المتعلقة ببعض العيّنات التي جمّعها والموقع التقريبي الذي وُجِدت فيه الأشلاء والعيّنات البيولوجية والأشخاص الذين سلّم إليهم هذه العيّنات بعدما عثر عليها.
وأوضَح أنّ التقرير الذي وضَعه مع زملائه من قوى الأمن الداخلي هو محضر للكشف الفنّي ولفحص الأدلّة الجنائية في مسرح الجريمة في 14 شباط 2005، ويتضمَّن إلى ملاحظاتهم، صوَراً التقطوها في مسرح الجريمة وفي المشرحة، إضافةً إلى صوَر لقِطع معدنية وقِطع محرّكات جمَعها فريق المتفجّرات من مسرح الجريمة، فضلاً عن شريط فيديو صوَّرَه أعضاء الفريق.
ولفتَ الشاهد إلى أنّه قبل الإنفجار كان تلقّى دورة أوّلية في رفع آثار البصمات وتصوير مسرح الجريمة وما يتضمّنه من آثار. وأكّد «أنّ الأوراق التي كنّا ندوّنها في مسرح الجريمة هي مدوّنة في متن المحضر بلا نقصان، وقد جرت العادة بأن نأخذ الملاحظات في مسرح الجريمة، ونعود إلى المكتب وننظّم المحضر، ثم نتلف هذه الملاحظات». ونفى الشاهد علمَه كم فريقاً أمنيّاً آخر شارك في الكشف على مسرح الجريمة في 14 شباط 2005، مؤكّداً وجود فِرقٍ كثيرة. وأوضح أنّه بعد نحو 20 دقيقة من حصول الانفجار أعلمَنا رئيس مكتبنا شفهياً بضرورة الانتقال إلى مسرح الجريمة وواكبَنا بذلك. وقال: لم يطلب منّي أحد تسجيل اسمي ولا أسماء زملائي لدى أيّ شخص آخر موجود على مسرح الجريمة.
كما أوضَح الشاهد أنّ مفوّض الحكومة وقائد شرطة بيروت وقائد شرطة بيروت القضائية حضروا إلى مسرح الجريمة يوم الانفجار، مشيراً إلى أنّه لم يكن هناك مخطّط واضح للتنقّل في مسرح الجريمة، لكنّ هذا التنقل لم يكن عشوائياً، موضحاً أنّ الكاميرا لم تكن رقمية «ولا أذكر إذا كان يدوَّن عليها التاريخ».
وردّاً على سؤال القاضية ميشلين بريدي، أعلن الشاهد أنّ «ربط الملاحظات على كلّ رسم يتمّ بحسب ما كنّا ندوّن على أوراق الملاحظات، فلا نعتمد على الذاكرة أبداً». وشدّد على أنّ الصورة الأولى لمسرح الجريمة التُقِطت «بعد وصولنا بنصف ساعة، أو ساعة، وهناك صوَر أُخرى التُقِطت واعتقد بأنّ هناك دخاناً فيها، وهي موجودة داخل المحضر. والصوَر التي وُضعت ضمن المحضر لم توضَع تزامنياً». وأضاف: «بينما كُنت ألتقط الصوَر كان رجال الإطفاء قد انتهوا من إخماد النيران في مسرح الجريمة المكشوف، أمّا داخل مبنى بيبلوس أو السان جورج فلا أعرف».
وردّاً على سؤال القاضية جانيت نوسوورثي، أكَّد الشاهد أنّه «بعد الانتهاء من وضع المحضر هناك آليّة تسمح بالتأكّد من أنّ ما تضمّنه المحضر مطابق تماماً للمدوّنات أو الملاحظات الكتابية». وردّاً على سؤال القاضي وليد عاكوم، نفى الشاهد وجود «تعليمات تنصّ على آليّة هذه الأوراق التي نُدوّن عليها هذه الملاحظات وكيف يتمّ تلفُها أو عدم تلفها». وأفاد بأنّه بعد 14 شباط 2005 «عملنا جاهدين فردياً وبطلبٍ من رئيس مكتبنا ومن رئيس قسم المباحث الجنائية السابق والحالي لتطوير عملنا وطريقة معالجة مسارح الجريمة بشكل أفضل، وقد تلقّيت دورة في مسرح جريمة عام 2008».
No comments:
Post a Comment