وادي خالد تتبرّأ من أحمد الغازي وتتضامن مع النازحين
إنّ قضية أحمد الغازي الذي كشفَ النازحون السوريون ألاعيبَه، بعدما سلّم نحو 12 شخصاً إلى السلطات السورية لقاءَ مبالغ تفوق الخمسماية دولار عن كلّ شخص، بدأت تتّضح معالمُها بعد هروبه مع عدد من الشبّان كانوا ينفّذون عمليات احتيال، مستغلّين المأساة التي يعيشها النازحون، فيعِدونهم بنقلِهم إلى سوريا لقاء مبالغ لا تتجاوز المئة دولار وإعادتهم إلى وادي خالد.
واستنكاراً لذلك، عُقِد اجتماع عائلي موسّع لآل الغازي في بلدة الرامة، حضرَه وجهاء العشائر والفاعليات للبحث في الحادثة الأخيرة التي وقعَت ليل الجمعة - السبت الماضي، حيث استَدرجت مجموعة مكوّنة من 3 أشخاص 4 لاجئين لقاء فدية ماليّة، وكمنَت لهم في خراج بلدة خط البترول الحدودية عند مجرى النهر الكبير، وسلّمتهم الى أحد مواقع الجيش السوري.
وفور شيوع الخبر، كشَف بعض أهالي وادي خالد عناصر المجموعة وقبضوا على أحدهم ويُدعى (ص.غ.) وسلّموه الى شعبة المعلومات لاستكمال التحقيقات.
وأعلنَت العائلة «التبرّؤ من الأفعال الجرمية التي أقدم عليها بَيتان منها، وهما بيت (أ.غ.) وأشقّاؤه (والدتهم خالدية)، وبيت (ص.ح.غ.)، مؤكّدةً أنّ ما حصل «لا يمثّل قيَم العائلة، وهي أعمال بربرية مُدانة، مع الإشارة إلى أنّ (أ. غ.) من أصحاب السوابق الجرمية وخارج عن العائلة». ودعَت العائلة، السلطات اللبنانية، إلى إنزال أشدّ العقوبات بحَقّهم، مُعلنةً رفعَ الغطاء عنهم وعن كلّ مشترك في هذه الأعمال المُخِلّة.
وقرّر وجَهاءُ العشائر وفاعلياتُ وادي خالد رفعَ الغطاء عن (أ. غ.) ونفيَه من البلدة، مطالبين الأجهزة الأمنية بملاحقته قانوناً ومعاقبته.
وفي سياق مرتبط، زاد تلوّث المياه وانتشار الفطريات والأمراض الجلدية بين أطفال النازحين من المأساة التي يعيشها النازحون، وخصوصاً في التجمّعات التي لا تتوافر فيها شروط السكن وتحديداً في المخازن التي لا تتعرّض لأشعة الشمس والتي ترتفع فيها الحرارة خلال فصل الصيف الى درجات تفوق الأربعين درجة مئوية وتتعرّض للنشش والتعفّن جرّاء الرطوبة المرتفعة خلال فصل الشتاء. وقد سجلت أكثر من ثلاثين إصابة بين الأطفال، وهي إصابات جلدية مُعدية في بلدة خربة داوود حيث ملاجئ مفوضية الأمم المتحدة والوكالات الشريكة التي قلّصت مساعداتها الى أدنى الدرجات غير عابئة بالنتائج السلبية لذلك، ما فاقمَ الأوضاع الصحية وساهم في انتشار الأوبئة والأمراض المعدية بين الأطفال. ويعتبر النازحون أنّ الغرف والمخازن التي يقطنونها وتلوّث المياه هي السبب في تفاقم حال أطفالهم الصحية وانتشار الفطريات والأمراض الجلدية ما أدّى الى انتقال العدوى وإصابة أطفال كثر في المجمّعات التسعة المنتشرة في البلدة، منها مزارع دجاج ومنازل قديمة تشرف عليها مؤسسات عالمية تؤمن لهم المياه غير النظيفة وفق ما يؤكد رئيس لجنة متابعة شؤون النازحين في البلدة منذر الحسن.
تجدر الإشارة الى أنّ تحذيرات المراقبين الصحيّين خلال فصل الربيع من تفشّي الأمراض والأوبئة وخصوصاً المرض الجلدي الناتج عن انتشار البعوض وما يُعرف بـ»حبة حلب»، لم تلقَ آذاناً صاغية لدى المراجع المعنية والجمعيات الدولية والعربية المعنية بمتابعة شؤون النازحين.
No comments:
Post a Comment