أخطاء في «التواصل الخارجي» لمحكمة لبنان أي سلمٍ سيجلبه بيلمار للبنانيين؟ |
أتقنت رئيسة قسم التواصل الخارجي في المحكمة الخاصة بلبنان الصربية أولغا كفران أداء دورها الترويجي للعدالة الدولية على مسرح مؤتمر «العدالة الجنائية الدولية» الذي استضافه لبنان الذائب حتّى الوله في تعلّم الفنون الجديدة للقانون، وهو الذي قرّرت سلطته التنفيذية وفي عهد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الأولى، التنازل عن صلاحيات قضائها المختص أصلاً للنظر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وما تفرّع عنها من ملفّات لعلّ أبرزها لغاية الآن، ملفّ شهود الزور الذين أفلتوا من العقاب بتواطؤ جرى بين القضاء اللبناني والمحكمة الخاصة بلبنان، وهو أمر لم يعد خافياً على أحد، بغية حماية كلّ من تولّى تجنيدهم وإمدادهم بذخائر المال والشهادات المفبركة. وبمعنى أدقّ وأشمل، يتغنّى بعض السياسيين اللبنانيين بشعار وضع حدّ للإفلات من العقاب، ثمّ يمارسون العكس عندما يتعلّق الأمر بهم، فإفلاتهم أو إفلات جماعاتهم، أو شهود زورهم، من العقاب، مشروع وجائز قانوناً، بينما إفلات سواهم من العقاب جريمة لا تغتفر، ويجب الاقتصاص منهم وتأديبهم لتحقيق مآرب سياسية، وهو منطق يسفّه العدالة ويحطّ من قدر القانون، لأنّ منع أحد من النجاة من قوس العدالة يؤسّس لتدهور المجتمعات نحو مزيد من الانفلات وباتجاه إحلال قوانينها الذاتية الخارجة أساساً على القانون والنظام العام. لم تنوّع كفران في تنفيذ دورها، بل صبّت كلّ اهتمامها ومنذ البدء، لتصوير المحكمة الخاصة بلبنان بأكثر مما تستحقّ، عبر استعادتها دور أوّل محكمة دولية شهدها العالم بعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية بانتصار الحلفاء على ألمانيا، وهي محكمة نورمبورغ، من دون أن تتوقّف، ولو لبرهة قصيرة، أمام مساوئ وأخطاء هذه المحكمة. كما أنّ كفران انبرت للدفاع عن المدعي العام القاضي الكندي دانيال بيلمار، من دون تسميته، من خلال الارتكاز على قول لأحد المدعين في محكمة نورمبورغ بأنّه لا يمكن النظر إلى المدعين العامين على أنّهم مجرّد أدوات لتطبيق الانتقام السياسي... «بل يمكنهم المساهمة في السلام»، فهلاّ أخبرتنا كيف يمكن لبيلمار أن يحمي السلام والسلم الأهلي في لبنان، وهو بانقياده لإرادة القوى العظمى، يشعل فتنة قد تحرق لبنان كله، من خلال تنقّله بقراره الاتهامي، وبحسب ما يرشح من تسريبات مقصودة ومفتعلة ومن داخل مكتبه ومن داخل المحكمة نفسها، بين اتهام سوريا، ومن ثمّ «حزب الله»، فاتهامهما معاً؟ لقد ارتكبت كفران هفوة كبيرة بنقلها سرداً تاريخياً مغلوطاً لما حصل في الحرب العالمية الثانية، حيث قالت إنّ فظائع رهيبة ارتكبت على يد المهزوم، أيّ الألمان والمتضامنين معهم، وصوّرت المنتصرين على أنّهم آلهة كانوا يودّون الانتقام، ثمّ رغبوا بالعدالة طريقاً لإحلال السلام، فهل اقتصر دور المنتصرين على لملمة أشلاء ضحاياهم ومداواة جراح المواطنين الأبرياء المهروسين، أمّ أنهم هم أيضاً اقترفوا جرائم يندى لها جبين البشرية، ولكن لا يمكن محاكمتهم، لأنّهم هم من تولّى وضع القانون والعدالة؟ وهل رأت السيّدة كفران أحداً في التاريخ كلّه يحاكم نفسه على جريرة أو جنحة بسيطة بدرت منه فكيف بجناية ومن نوع الإرهاب؟ فكيف تفسّر إقدام الولايات المتحدة الأميركية على إلقاء قنبلتين ذريتين، الأولى على مدينة هيروشيما اليابانية في 6 آب 1945، والثانية على مدينة ناغازاكي اليابانية أيضاً في 9 آب 1945، مرتكبة إبادة جماعية من أفظع ما ارتكب بحقّ الإنسانية؟ وأين كانت عدالة محكمة نورمبورغ التي لم تحرّك ساكناً مع أنّها شرعت في إجراء المحاكمات في 20 تشرين الثاني 1945، أيّ بعد 106 أيّام على ارتكاب الأميركيين مذبحتهم اليابانية وسقوط مئات آلاف الضحايا؟ وهل تعي السيّدة كفران أنّ أخطاء كثيرة صدرت من محكمة نورمبورغ منها على سبيل التذكير، أنّها حكمت بالإعدام على رئيس هيئة عمليات القيادة العليا للقوّات المسلّحة الألمانية ألفرد يودل الذي وقّع على استسلام ألمانيا غير المشروط في 7 أيار 1945 لتضع الحرب أوزارها في أوروبا، وقد نُفّذ حكم الإعدام به في 16 تشرين الأوّل 1946، ثمّ استيقظ «ضمير المحكمة» و«عدالتها»، فأعلنت في العام 1953، وبعد سبع سنوات، براءة يودل من جرائم الحرب التي أدين بها، فبماذا أفادته عدالة محكمة نورمبورغ وهو ميت تحت التراب؟! ثم مضت كفران في طريق الانبهار بإنجازات المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة التي سبق لها أن عملت فيها لسنوات قبل أن تنتقل إلى العمل في المحكمة الخاصة بلبنان، وما دامت «محكمة يوغوسلافيا» التي تعنيها لكونها مواطنة من إحدى الدول السبع التي انبثقت منها، «حقّقت انجازات رائعة» على حدّ تعبيرها، فلماذا تركتها وانتقلت للعمل في المحكمة الخاصة بلبنان؟ وما هي الروعة التي لمستها الصربية كفران في «محكمة يوغوسلافيا»؟ فهل هي عدم إلقاء القبض على الزعيم الصربي رادوفان كرادزيتش، وقائده العسكري راتكو ملاديتش، وعدم تقديمهما للمحاكمة على ما ارتكباه من فظائع بحقّ المسلمين في البوسنة والهرسك، وكوسوفو، وسربرينتشا التي خسرت ثمانية آلاف مواطن دفعة واحدة؟ فهل الروعة في إفلات هذين المجرمين من العقاب؟ أم أنّ الروعة تكمن في موت الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسوفيتش في زنزانته قبل الانتهاء من محاكمته؟ وهل تعرف السيّدة كفران بأنّ «محكمة يوغوسلافيا» شارفت على إغلاق أبوابها، وبأنّ ما تبقّى لديها من ملفّات غير مهمّة سوف تنتقل صلاحية النظر فيها إلى المحاكم الوطنية المعنية في دول يوغوسلافيا السبع وهي: صربيا، كرواتيا، الجبل الأسود أو مونتينيغرو، مقدونيا، إقليم كوسوفو الصربي، البوسنة، وسلوفينيا؟ وهل تعرف كفران أنّ الولايات المتحدة الأميركية توقّفت عن دفع التزاماتها المالية لمصلحة هذه المحكمة، وهو ما يجاهر به موظّفو المحكمة، والسبب معروف وهو انتفاء الغاية السياسية منها؟ وبعدما أعلنت كفران بأنّ المحكمة الخاصة بلبنان لن تجلب العدالة لجميع اللبنانيين، ولن تعالج أسوأ الجرائم التي شهدها لبنان خلال أكثر من نصف قرن، ارتأت بأنّها «ستتحدّى الهروب من القصاص»، أيّ أنّنا عدنا إلى نغمة المحاسبة ووضع حدّ للإفلات من العقاب، من دون أن تخبرنا عن الضمانات الموضوعة لحصول محاكمة عادلة وشفّافة في المحكمة الخاصة بلبنان والتي يتآكلها سوس السياسة قبل أن تبدأ في المحاكمات؟ وهل المحاكمة العادلة هي التي تلفّظ بها الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام «مجموعة إيباك» (AIPAC) في 22 أيّار 2011، بقوله إنّ حزب الله «يمارس الاغتيال السياسي، ويسعى إلى فرض إرادته من خلال الصواريخ والسيّارات المفخّخة»؟ مجرّد أسئلة عسى أن تجد أجوبة لدى كفران وأهل الاختصاص في المحكمة الخاصة بلبنان. |
The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.
Search This Blog
Labels
Special Tribunal for Lebanon
Detention cases
Judiciary and Prison System
Enforced Disappearance
Women's rights
Kidnappings
ESC Rights
Environment
Non Palestinian refugees and Migrants
Public Freedoms
Palestinian Rights
Military Court
NGOs
Children rights
Torture
Minorities Rights
CLDH in the press
health
Human Rights Defenders
Death Penalty
Lebanese detained in Syria
disabled rights
Political rights
Displaced
LGBT
Racism
Right to life
May 28, 2011
Assafir - Which peace will Bellemare bring to the Lebanese - May 28, 2011
Labels:
Special Tribunal for Lebanon
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
Archives
-
▼
2011
(4766)
-
▼
May
(372)
- Annahar - STL conference - May 31, 2011
- Annahar - International day to ban smoking - May 3...
- Assafir - What you don't know of my life as Refuge...
- Al Mustaqbal - Representants of STL participates i...
- Al Mustaqbal - The STL is real ans can not be igno...
- iloubnan - 42 institutions protestent auprès de Sl...
- iloubnan - Joumblatt discute du statut personnel c...
- iloubnan - Palestinians to march on Israel borders...
- iloubnan - Jumblatt discussed civil status law wit...
- Naharnet - March 14 Warns Against Attempts to Put ...
- The Daily Star - Geagea criticizes legal action ag...
- The Daily Star - AUB to create mental health resea...
- The Daily Star - Batroun’s eco-friendly music fest...
- The Daily Star - Key hydro-agricultural project an...
- The Daily Star - Estonian Muslims urge release of ...
- The Daily Star - Syrian refugees begin to trickle ...
- Naharnet - Security Sources Deny People Arrested i...
- Naharnet - Suleiman Requests Justice Ministry to T...
- L'orient Le Jour - TSL : première conférence sur l...
- L'orient Le Jour - Arrestation de huit ravisseurs ...
- L'orient Le Jour - Un cœur pour Philippe - May 31,...
- L'orient Le Jour - « Un cœur pour Philippe » en so...
- L'orient Le Jour - Appel des musulmans d’Estonie a...
- L'orient Le Jour - Les Estoniens déjà exfiltrés du...
- iloubnan - The AUB launches the Arab regional cent...
- Al Anwar - International Tribunal - May 31, 2011
- Al Akhbar - The Displaced Syrians - May 31, 2011
- Al Akhbar - Palestinian Refugees - May 31, 2011
- Al Akhbar - International Criminal Justice Confere...
- The Daily Star - Four arrests made in search for E...
- The Daily Star - Electoral reform youth project dr...
- The Daily Star - Tripoli protest demands release o...
- The Daily Star - Protesters come out against gende...
- L'orient Le Jour - Un « café avec un ex-détenu » :...
- L'orient Le Jour - Mikati est responsable des exac...
- L'orient Le Jour - Manifestation à Tripoli pour la...
- L'orient Le Jour - Plusieurs dizaines de femmes ap...
- Al Mustaqbal - Lebanon free of smoking - May 30, 2011
- Al Mustaqbal - A solidarity manifestation for just...
- Al Mustaqbal - A week for the environment - May 30...
- Annahar - A conference on sectarianism and educati...
- Annahar - The Judicial challenges of the Lebanese ...
- Assafir - Cloture du congres sur la justice penale...
- Assafir - To state a law that protects from domest...
- Al Anwar - A campaign to protect women from domest...
- Al Anwar - Training for students victims of bombs ...
- The Daily Star - Sleiman orders Justice Ministry t...
- iloubnan - Nahas: Youssef traduit en justice - May...
- iloubnan - Achraf Rifi pourrait être poursuivi en ...
- iloubnan - Sleiman requests Justice Ministry to ta...
- iloubnan - Representatives of the STL take part in...
- iloubnan - Lebanon's ISF chief faces court over te...
- Naharnet - Several People Arrested in Connection w...
- Now Lebanon - Saqr transfers UNIFIL case to army i...
- Now Lebanon - Sleiman requests Najjar to “take jud...
- Now Lebanon - Nahhas: Ogero’s director general “tr...
- iloubnan - Lebanon by bike for the "World Environm...
- iloubnan - 5 arrested for UNIFIL attack - May 30, ...
- Al Akhbar - Domestic violence law - May 30, 2011
- Al Akhbar - Criminal Justice Conference looking fo...
- The Daily Star - Protesters urge Lebanon House pas...
- L'orient Le Jour - Appel des musulmans d'Estonie e...
- iloubnan - Closure of LADE's project about elector...
- iloubnan - Wahhab: Mikati est responsable de la si...
- iloubnan - Women leaders speak out against Domesti...
- iloubnan - Closure of LADE's project about elector...
- The Daily Star - Missing Syrian activist’s family ...
- The Daily Star - STL defense in absentia will mean...
- The Daily Star - Relatives of slain Nakba proteste...
- The Daily Star - Refugees aplenty but no Conventio...
- The Daily Star - Child kidnapped but released unha...
- iloubnan - Palestinian refugees to benefit from en...
- Now Lebanon - An-Nahar: One of Arab Baath Socialis...
- Now Lebanon - Estonia’s Muslims ask for help in se...
- Now Lebanon - Sayegh says it is hard to count numb...
- Now Lebanon - Lebanon rally demands government fre...
- Now Lebanon - Inmates clash with security forces i...
- Al Anwar - Conference on the International Crimina...
- Al Anwar - Women protest on the law of domestic vi...
- Al Akhbar - Criminal Justice Conference - May 28, ...
- Al AKhbar - No to domestic violence - May 28, 2011
- Al Akhbar - Mechanism of justice - May 28, 2011
- Al Mustaqbal - Paris giving the idea of transition...
- Assafir - Al Bustan conference on International cr...
- Assafir - Which peace will Bellemare bring to the ...
- Al Mustaqbal - The Family of Osseymi - May 28, 2011
- Al Mustaqbal - Press association to settle the sta...
- Assafir - The family of Ossaymi - May 28, 2011
- Assafir - Al Bared : Norway contributes to build a...
- Assafir - Women reject the law of domestic violenc...
- Al Mustaqbal - The charge sheet needs few months m...
- The Daily Star - Social Affairs Ministry defends S...
- The Daily Star - Family of missing Syrian oppositi...
- Al Akhbar - Al Sayed resumes Francine decision - M...
- Naharnet - U.S. Embassy Delegation Inspects Syrian...
- Naharnet - Hariri ‘Doesn’t Object’ that Judicial A...
- Naharnet - Estonian Delegation Follows up the Prob...
- Naharnet - Arab Socialist Baath Party Founder Disa...
- iloubnan - The “Forbidden Films Festival” from 22 ...
- iloubnan - Riffi says Nahhas refused to give the I...
-
▼
May
(372)
No comments:
Post a Comment