فتى فلسطيني يفارق الحياة··
على باب إحدى مستشفيات صيدا
على باب إحدى مستشفيات صيدا
صيدا - ثريا حسن زعيتر: كأن الفتى محمد نبيه الطه (11) عاما من مخيم عين الحلوة لا يكفيه ان يتحمل معاناة اللجوء والتشرد··· ولا حتى ان يحلم مثل باقي الاطفال باللعب والحياة الكريمة والمستقبل الزاهر، لأنه وبكل بساطة محمد لا أول ولا آخر فتى ممنوع عليه ان يحلم لانه من اللاجئين الفلسطينيين، فقد سقطت احلامه قبل ان يكبر وسقط معها جثة هامدة بعدما فارق الحياة على احد ابواب المستشفيات الخاصة في مدينة صيدا نتيجة الاهمال والتقصير في استقباله، فيما اتهم ذووه وكالة <الاونروا> بالاستهتار بحياة اللاجئين عبر تقليص خدماتها الصحية والتربوية والاجتماعية·
وفي التفاصيل التي رواها ابن عم الضحية الطه محمود رابح <ان محمد أصيب بحالة اختناق نتيجة النقص في الاوكسجين الذي يعاني منه، فقمنا بنقله الى احدى المستشفيات الحكومية التي استقبلته في قسم <الطوارىء> وقدمت له كل الاسعافات اللازمة لكنها في نهاية الامر اعتذرت عن ادخاله بسبب عدم وجود جهاز تنفس اصطناعي فارغ كما ابلغنا الطبيب المناوب، فأجرينا اتصالا باحدى المستشفيات الخاصة المتعاقدة مع وكالة <الاونروا> في صيدا واتفقنا مع المسؤولة على نقله وقمنا بتأمين سيارة اسعاف وعند وصولنا الى مدخل المستشفى تفاجئنا بعدم استقباله تحت ذريعة انه لا يوجد طبيب مختص الى ان لفظ أنفاسه وفارق الحياة·
بينما قال والد نبيه الطه <ان قسم الطوارئ طلب منا دفع مبلغ تأمين عبارة عن الف دولار اميركي للموافقة على ادخاله، ولم تجدي محاولة تدخل طبيب <الاونروا> نفعا مع التأكيد بان وكالة الاونروا تتحمل ما يتوجب عليها من نفقات كالعادة>·
اقفال وتشييع
واحتجاجاً على الاهمال، اغلق فلسطينيون غاضبون مع ذوي الضحية واقاربه عيادتي <الاونروا> في المخيم وبعض مكاتبها الخدماتية والاجتماعية في حركة احتجاج وسط دعوات المطالبة بمحاسبة المقصرين، في وقت شيع فيه الضحية محمد من امام مسجد <خالد بن الوليد> الى جبانة المخيم يتقدمهم ممثلون عن القوى الوطنية والاسلامية واللجان الشعبية ولجنة المتابعة وحشد من ابناء المخيم بعدما أم صلاة الجنازة على الجثمان امام المسجد الشيخ علي اليوسف الذي طالب وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور محمد جواد خليفة فتح تحقيق بما جرى لمنع تكرار الموت على ابواب المستشفيات·
وخلال التشييع التهبت حناجر المشاركين وهي تهتف غضبا ضد <الاونروا> وسياستها رافعين شعار <نريد اصلاح وكالة الاونروا>، مؤكدين رفض الصمت بعد اليوم عن موت الاطفال، فيما كان مشهد الوالدة <ام نادر> مؤثرا وهي تذرف الدمع وتقول <الله لا يسامحهم، قالوا انه لا يوجد طبيب مختص، هل يعقل انه لا يوجد طبيب مختص، ام انهم يريدون مالا، ما ذنبه كي يموت على بابها، لقد فقدت ولدي وخسارتي كبيرة لا تعوّض ابداً>·
استنكار ودعوات
واستأثرت هذه القضية ايضاً على اهتمام جمعيات حقوق الانسان التي شارك ممثلوها في التشييع ايضا، وقال مدير المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان - شاهد محمود الحنفي <ان القضية لن تبقى صامتة كسواها، يجب ان يسمع صوتها كل الناس>، معتبرا <ان وكالة <الاونروا> تتهرب من تحمل المسؤولية تحت ذريعة العجز المالي بينما تنفق اموالاً طائلة على رواتب الموظفين الاجانب>·
ان ما جرى بحق محمد وكثير من اللاجئين <غير اخلاقي ويتوجب وقفة ضمير مسؤولة لمنع تكرار موت اللاجئين وكأن حياتهم ليس لها اي قيمة·
وإلى متى تبقى معاناة اللاجئين تزداد يوماً بعد يوم ولا توجد اذن صاغية تسمع الأنين؟·

No comments:
Post a Comment