The Lebanese Center for Human Rights (CLDH) is a local non-profit, non-partisan Lebanese human rights organization in Beirut that was established by the Franco-Lebanese Movement SOLIDA (Support for Lebanese Detained Arbitrarily) in 2006. SOLIDA has been active since 1996 in the struggle against arbitrary detention, enforced disappearance and the impunity of those perpetrating gross human violations.

Search This Blog

May 24, 2011

Al Mustaqbal - L'image de la femme dans les medias - May 24, 2011

صورة المرأة في وسائل الإعلام
المستقبل - الثلاثاء 24 أيار 2011 - العدد 4006 - رأي و فكر - صفحة 19


جيروم شاهين
في أواخر الشهر الفائت عقد برنامج المرأة في احدى الهيئات غير الحكومية في قبرص، ورشة عمل اقليمية عن "صورة المرأة ودورها في اعلام الشرق الاوسط"، شارك فيها خبيرات وخبراء، ناشطات وناشطون في المجال الاعلامي من لبنان وسوريا ومصر وفلسطين والاردن.
في ما يلي بعض الانطباعات والأفكار التي توقفت عندها بعد مشاركتي في تلك الندوة.
اللقاء تمحور حول مستويين من المقاربات: مقاربة ميدانية توثيقية عن صورة المرأة ودورها في إعلام الشرق الأوسط المكتوب والمرئي والمسموع، من خلال مرصد إعلامي مرفق بتحليل، إلى مقاربة للصورة الإعلامية للمرأة في الرأي العام اللبناني من خلال تحليل لاستمارة استطلاع رأي عام، وصورة المرأة في الاعلام المصري، إلى طاولة مستديرة عن صورة المرأة في الإعلان.
أما المستوى الآخر من المقاربات فقد جاء تحليلاً قامت به نساء ملتزمات بشؤون المرأة تناولن فيه "المرأة واعلام التربية الدينية"، "المرأة وإعلام الثقافة"، "المرأة وإعلام السياسة"، "المرأة وإعلام القانون".
المقاربات الميدانية التوثيقية كانت ضرورية ومفيدة جداً إذ شكلت مادة موثوقة تأسست على منهجية علمية وسمحت للمشاركين بأن يبتعدوا عن الخطاب التنظيري والآراء المسبقة والمتداولة حول وضع المرأة وصورتها.
على هذا الصعيد تبين كم ان صورة المرأة التي تتناقلها وسائل الاعلام هي نمطية وتقليدية ومنحازة، لا بل ان وسائل الاعلام هذه، على العموم، تشوّه صورة المرأة وتساهم في جعل النساء أكثر دونية.
"تأنيث المرأة" على سبيل المثال، أي عمل المرأة المتزايد في وسائل الاعلام ودخول الفتيات بوتيرة متصاعدة في كليات الاعلام، لا يعود إلى تحسين موقع المرأة في المضمار الإعلامي. إنه نتيجة لدخول المرأة المطرد في أسواق العمل عامة. والبعض يرى انه يعود لاستخدام وسائل الاعلام المرئي مجال المرأة وانوثتها لاستقطاب عدد كبير من المشاهدين. وفيما يحكى عن "تأنيث الإعلام" أكثر فأكثر، تبقى المواقع التي تحتلها المرأة في المؤسسات الإعلامية هامشية. فهي، بالدرجة الأولى، رابطة فقرات البرامج، ومقدمة برامج، ومراسلة أو مندوبة، ونادراً ما تكون مشاركة في صنع القرار ومالكة وسيلة إعلامية.
أما صورة المرأة الأكثر حضوراً، أو وروداً، في المسلسلات والأفلام التلفزيونية، فهي صورة المرأة الأم المتفانية، وربة المنزل، والمعدومة السلطة. وفيما المجلات العربية النسائية المتخصصة تبرز صورة الزوجة الأنيقة، وصورة زوجات السياسيين ورجال الأعمال، والنساء النجوم، تبقى صورة المرأة المناضلة في سبيل حقوق النساء، والاكاديمية، والريفية، شبه غائبة.
أما في ميدان الاعلانات التجارية فإنّ الصورة النمطية السائدة للمرأة هي صورة المرأة العاملة في المنزل، والمرافقة الدائمة للاعلانات عن المنتجات المنزلية والصحية وأدوات التجميل, وغير قادرة على اتخاذ القرارات المهمة، والتي تستخدم كإيحاء جسدي وجنسي يرافق المنتجات المعلن عنها.
في ما يتعلق بالاقتراحات حول الوسائل الناجعة التي تسمح للمرأة بأن تلعب دوراً أكثر فاعلية في المجتمع من خلال وسائل الاعلام، جاء رأي النساء وفق نتائج استقصاء الرأي العام اللبناني متسماً بكثير من الواقعية والتصميم في آن معاً. معظم اللواتي شملهن الاستقصاء رأين ان امتلاك النساء لوسائل إعلامية، وإقناع السلطة الاعلامية الذكورية بصوابية المطالبة بحقوق المرأة لا يشكلان وسيلتين فعاليتين وعمليتين، بل رأين ان الوسائل الأكثر فاعلية هي: الكتابة بتواتر في المجلات و الصحف عن حقوق المرأة، وتعميق الوعي النسوي بأن حقوق المرأة تؤخذ وقلماً تعطى، وتكثيف المساهمة الاعلامية في الوسائل الاعلامية الدينية، ما يعني ان الدين، بقوانينه وتقاليده، يلعب دوراً هاماً جداً في تحديد موقع المرأة في المجتمع وخاصة بعلاقتها مع الرجل.
ان اهمية الندوة المذكورة، وغيرها من الندوات المماثلة، تكمن في التصدي لتصويب صورة المرأة في وسائل اعلامنا على اختلاف انواعها. لقد درجن على اعتبار الإعلام سلطة رابعة. أما اليوم، في عصر العولمة، وأحد أهم أشكالها العولمة الاعلامية، فلقد أصبح الاعلام سلطة ثانية بعد سلطة الاقتصاد وقبل سلطة السياسة. والعالم العربي دخل، مستهلكاً، في خضم العولمة الاعلامية، فآخر الاحصاءات تشير إلى أن الدول العربية تقع في بصمة حوالى 60 قمراً، وتنقل هذه الأقمار آلاف القنوات، ويصل حالياً عددها إلى نحو 3400 قناة تلفزيونية، منها 886 قناة مفتوحة، منها 116 قناة عربية، يضاف إليها القنوات المشفرة. إذن، الاهتمام بصورة المرأة كما تكوّنها وتنقلها وسائل الاعلام، لاسيما الجماهيرية، أمر ضروري لا بل ملحّ.
لذلك بات من الضروري العمل على أن تتضافر جهود منظمات المجتمع المدني التي تعنى بشؤون المرأة لرسم استراتيجيات تصوّب صورة المرأة وتساهم في تفعيل دورها في المجتمع على أساس المساواة مع الرجل.
من تلك الاستراتيجيات بلورة خطة تربوية متكاملة تقوم على منطق تغيير صورة المرأة النمطية التقليدية والمتحيزة التي تقدمها ليس فقط وسائل الاعلام بل خاصة المناهج المدرسية عن المرأة صورة ودوراً، والعمل على تعميق التوجه الجندري في هذه المناهج صياغة ومضموناً، إلى تسليط الضوء فيها على نماذج نسائية تعبّر عن الواقع بشكل إيجابي. وأيضاً، ترسيخ القناعة بأولوية التثقيف الحقوقي للمرأة من خلال وسائل الاعلام بما يخدم قضاياها، وحث القانونيات والقانونيين على اعداد مشاريع قوانين تعيد للمرأة العربية كثيراً من حقوقها المنتهكة.
ولماذا لا يعمل الملتزمون بشؤون المرأة على حث أصحاب وسائل الاعلام والعاملين فيها على صياغة ميثاق شرف إعلامي يعيد للمرأة مكانتها واحترامها الحقيقيين فيها؟

No comments:

Post a Comment

Archives