«مسرح بابل» نساء في دوّامة العنف
ميراي معلوف وندى حمصي وريتا دكاش في «نساء في الحرب» (مروان طحطح)
صاحب «الاغتصاب» يهدي المهرجان إلى أمّه
إنّها الحلقة الأضعف في المجتمعات التي تنخرها الحروب والفقر والصراعات. وستكون محور عروض سينمائية ومسرحية وتشكيلية تلتقي، ابتداءً من الليلة، في المسرح البيروتي الذي يشرف عليه المخرج العراقي جواد الأسدي. «نساء في مجتمعات مهدّدة»، تظاهرة تسلّط الضوء على معاناة المرأة من العراق إلى فلسطين
في مجتمعات العالم الثالث المهدّدة دوماً بالانزلاق إلى الحرب، والفقر والصراعات، تكون المرأة دوماً الحلقة الأضعف. من هنا، يُطلق «مسرح بابل» بالتعاون مع السفارة النروجية مهرجان «نساء في مجتمعات مهدّدة» عند السابعة والنصف من مساء اليوم. المرأة هي أكثر من يقع عليه الظلم في رأي المسرحي العراقي جواد الأسدي، إن كان ظلم المؤسسة أو المجتمع الذكوري. أما بحثها عن الحريّة، فغالباً ما تدفع ثمنه باهظاً. أضف إلى ذلك أنّها أساس معظم الأفكار والكتابات، وتحمل معنىً وجودياً وفلسفياً وإنسانيّاً.
من هنا، جاء اختيار تيمة المهرجان، الذي يستمر حتى 3 آذار (مارس) المقبل، لكن أولاً وقبل كل شيء، أراد الأسدي أن يكون المهرجان إهداءً إلى والدته، هي التي تختزل كل ما سبق. يضمّ الحدث عدداً من العروض المسرحيّة، والسينمائيّة والتشكيليّة والموسيقيّة، إلى جانب قراءات شعريّة (27/ 2 ـــــ س: 8:30) لكل من اسكندر حبش، وسمر دياب والزميل بشير البكر، وندوات وورشة عمل.
تشدّد منسّقة المهرجان غادة عريبي على أهميّة التيمة، لأنّ ذلك يسمح لها بالتركيز على الموضوع من زوايا عدة من دون إضاعة جانبه الترفيهي. أهداف المهرجان فنيّة بقدر ما هي اجتماعيّة. من خلال «نساء في مجتمعات مهدّدة»، يجري العمل على أربعة مستويات فنيّة ومفاهيميّة. المستوى الأول يهدف إلى تطوير أدوات التعبير الحر. والمستوى الثاني يبحث في الآثار المؤلمة التي يتركها الفهم التقليدي للتقسيم الجندري للأدوار على المجتمع ككلّ. وهو الأمر الذي يقودنا إلى المستوى الثالث: توحيد القوة نحو نقطة تحول فردي ومجتمعي. أما المستوى الرابع، فهو إقامة مساحة تمثّل رافعة ثقافية لحوار الثقافات عبر شبكة متفاعلة من الفنانين اللّبنانيين والعرب والأجانب. إلاّ أنّ المشاكل التمويليّة قطعت آمال الوصول إلى المستوى الأخير منذ البداية. المهرجان الطامح بالعودة سنوياً، عانى في نسخته الأولى نقصاً في التمويل جعله يمدّ بساطه ضمن حدود الدول العربية فقط، مبتعداً عن دول أخرى كان يرغب في مشاركتها كإيران وأفغانستان. مع ذلك، سنشاهد على خشبة المسرح أعمالاً جديدة، بعضها أنتجها «مسرح بابل» خصيصاً للمناسبة.
يفتتح البرنامج الليلة عند الثامنة والنصف، بمسرحيّة قديمة متجدّدة لجواد الأسدي، هي «نساء في الحرب» (راجع المقال أدناه). العمل كتبه الأسدي منذ سنوات، وعرضه للمرة الأولى في إطار مهرجان مسرحي في روما، ثم مرّة ثانية في كييف. لكن ما سنراه في المهرجان مختلف جداً عمّا سبقه، نتيجة إعادة اشتغال الأسدي على نصه وتركيزه في النسخة الجديدة على فكرة الاحتلال. يحكي العمل قصّة ثلاث نساء عراقيات يهربن من جحيم بلدهنّ إلى ألمانيا طلباً للّجوء. ثلاث نساء هربن من الحرب والاستبداد والضغوط الاجتماعية في العراق، على أمل الحصول على حياة طبيعيّة في ألمانيا. يشتدّ العصب الدرامي للعمل عندما تجد صاحبات الطبائع المختلفة، أنفسهنّ في غرفة واحدة. الأولى (ندى حمصي) هي امرأة متديّنة، والثانية (ريتا دكّاش) متحرّرة جسدياً واجتماعياً، والثالثة (ميراي معلوف) ممثلة ونجمة كبيرة في العراق. تنشأ بين الثلاث نزاعات إنسانية، لكن العرض هو بالدرجة الأولى «بصقة في وجه الاستبداد وأيّ سلطة تحاول أن تغرق مجتمعها في الكثير من المرارة وأن تصادر حريّته» على حد تعبير الأسدي. يسبق العرض افتتاح للمعرض التشكيلي (24/ 2 ـــــ س: 7:30) الذي يضمّ أعمال أربعة فنانين أعدّت خصيصاً للمهرجان: العراقي رياض نعمة الذي استطاع وحده الالتزام بشرط المهرجان ورسم لوحاته في المسرح. السوريّان ريم يسّوف وحسن عبد الله، واللبنانية عشتروت عوّاد. بينما يقوم «بابل» أيضاً بإنتاج عرض «مذكرات امرأة» الراقص للفنانة السوريّة حور ملص (26/ 2 ـــــ س: 8:30). ويشارك الفنان حسن ملّاك في عرض حور ملص التي كانت لها إطلالات عدة في مهرجانات عالمية للرقص المعاصر.
وبسبب قلة الإمكانات عجز المهرجان هذه السنة عن تأمين مشاركة أجنبية في العروض الحيّة، إلّا أنها تحضر من خلال السينما، إذ يعرض المهرجان الفيلم البريطاني ـــــ الهندي «الساري الزهر» لكيم لونغينوتو (2/ 3 ـــــ س: 8:30). وعلى البرنامج فيلم الإسبانية ألبا سوتورا «وجهات نظر جريئة: فنانات مسلمات يتحدثن» الحائز جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان موللّيروسا في برشلونة (1/ 3 ـــــ س: 8:30). وأخيراً سنشاهد وثائقي «مملكة النساء» لدانا أبو رحمة (28/ 2 ـــــ س: 8:30) الذي يركّز على تعاضد نساء مخيم عين الحلوة بين 1982 و1984، وعلى إعادة إعمار المخيم في وقت كان فيه رجالهن في الأسر. تتخلّل المهرجان أيضاً ورشة عمل في فن الكتابة المسرحيّة بعنوان «الكتابة المسرحيّة عن التمييز الجندري، السلطة والعنف في المجتمعات المهددة: نساء ورجال يجسّدون العنف على خشبة المسرح» يديرها الكاتب المسرحي والأكاديمي في الجامعة الأميركية في بيروت روبرت مايرز. ويتضمّن البرنامج ندوتين، الأولى بعنوان «نساء في مجتمعات مهدّدة» ( 28/ 2 ـــــ س: 7:30)، والثانية «نساء في المنفى» (1/ 3 ـــــ س: 12.00) التي تتناول موضوع المرأة الفلسطينية في الشتات.
«نساء في مجتمعات مهدّدة»: 7:30 من مساء اليوم حتى 3 آذار (مارس) ــــ «مسرح بابل» (سنتر مارينيان، قرب الحمرا/ بيروت). للاستعلام: 01/744033
No comments:
Post a Comment